حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9111

سيف الدين الحليق يكتب: الرؤية الملكية للشباب تنهض .. لكن أذرع الظلّ تعرقل

سيف الدين الحليق يكتب: الرؤية الملكية للشباب تنهض .. لكن أذرع الظلّ تعرقل

سيف الدين الحليق يكتب: الرؤية الملكية للشباب تنهض ..  لكن أذرع الظلّ تعرقل

24-06-2025 03:48 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سيف الدين مهند الحليق

يمثل الشباب الأردني العمود الفقري لمستقبل البلاد السياسي والاجتماعي، إذ يشكلون نسبة كبيرة من السكان ويتمتعون بطاقة وحيوية يمكن أن تدفع الوطن نحو التقدم· لطالما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاباته على أهمية تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار، باعتبارهم ركيزة أساسية لمستقبل الأردن· كما أن الدولة الأردنية، رغم التحديات الإقليمية والداخلية، نجحت في الحفاظ على استقرارها ومؤسساتها· لكن يبقى التحدي في تحويل هذه الرؤية الملكية إلى واقع ملموس عبر إصلاحات فعلية تعزز مشاركة الشباب وتمنع اختطاف وعيهم من قبل أصحاب الأجندات المتطرفة·ورغم هذه الرؤية، لا تزال مشاركة الشباب السياسية محدودة، نتيجة تحديات عديدة تتعلق بالنظام الانتخابي، والثقافة السياسية، والقيود الأمنية، ونقص التمكين الحقيقي· كما أن هناك مخاوف من قوى سياسية تسعى لاستغلال الشباب عبر أيديولوجيات تُقسّم المجتمع بدلًا ·من توحيده , يواجه الشباب في الأردن عقبات كبيرة في التمثيل السياسي، إذ تحكم القوانين الانتخابية المعقدة وتسيطر القوائم التقليدية على المشهد، مما يبعد الشباب عن مراكز القرار·

 

هذا الواقع يسبب إحباطًا واسعًا بين الشباب الذين يشعرون بأن أصواتهم غير مسموعة بعض الجهات التي تدّعي تمثيل الشباب تستخدم خطابًا مشحونًا يعزز الانقسام ويُبعدهم عن العمل الوطني الجامع، مما يعيق فرص التقدم ويزرع الشك بدل الثقة·أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي فضاءً جديدًا للشباب للتعبير عن آرائهم والمشاركة في الحوارات السياسية·

 

لكنها في الوقت ذاته بيئة غير منظمة تنتشر فيها الأخبار المغلوطة وخطابات التحريض، ما يؤدي إلى استقطاب ونزاعات أيديولوجية تهدد اللحمة الوطنية· لذا، من الضروري توعية الشباب بالاستخدام المسؤول للإعلام الرقمي، وتحويله إلى أداة لبناء الدولة لا لتفكيكها·ينقص المناهج التعليمية في الأردن برامج تُعزز التفكير النقدي والوعي السياسي، كما تحد القيود على الحريات الأكاديمية من فرص النقاش المفتوح داخل الجامعات·

 

وهذا يضعف من قدرة الشباب على الانخراط الواعي في الحياة العامة· تطوير التعليم السياسي وتوفير بيئة تشجع الحوار يفتح الباب أمام جيل أكثر وعيًا، قادر على قيادة المستقبل بواقعية ومسؤولية·اتجه كثير من الشباب إلى العمل المدني والمنظمات غير الحكومية للتعبير والمشاركة، لكن هذه المبادرات تواجه نقص التمويل، وقلة التنسيق، والشكوك السياسية التي تعيق نموها· المبادرات الحكومية لدعم الشباب سياسيًا غالبًا ما تبقى شكلية، بسبب البيروقراطية وضعف المتابعة، ما يستدعي رؤية جديدة تُشرك الشباب فعليًا وتُراكم على جهودهم بدل تقييدها·

 

يحافظ الأردن على استقراره الأمني، وهو إنجاز مهم في منطقة تموج بالصراعات، لكن الإجراءات الأمنية الصارمة أحيانًا تقلص من مساحة التعبير والحراك السياسي، مما يسبب فجوة في الثقة بين الشباب والمؤسسات· من المهم إيجاد توازن حكيم بين حماية الأمن وفتح المجال أمام المشاركة السياسية بحرية مسؤولة، بما يعزز دور الشباب كشركاء حقيقيين في بناء الوطن لا مجرد متلقين للقرارات·إن تعزيز دور الشباب في السياسة الأردنية يحتاج إلى إصلاحات جدية في النظام الانتخابي، دعم التمثيل الشبابي، تطوير التعليم السياسي، وتنظيم الإعلام الرقمي، إلى جانب دعم الحراك المدني وإيجاد توازن بين الأمن والحريات·

 

وفي الوقت نفسه، يجب الحذر من القوى التي تسعى لاستغلال الشباب لتغذية الانقسامات، خصوصًا الجماعات التي تتبنى أيديولوجيات الإقصاء والانقسام·

 


فهل سنتمكن أخيرًا من تجاوز هذه العقبات لنبني وطنًا يتيح لشبابه فرصة حقيقية ليكونوا قادة المستقبل؟








طباعة
  • المشاهدات: 9111
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-06-2025 03:48 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم