19-06-2025 08:42 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
لطالما شكّلت إيران محورًا للصراعات في الشرق الأوسط. لكن، ماذا لو "هُزمت"؟ تحديد معنى "الهزيمة" هنا هو المفتاح: هل هي هزيمة عسكرية شاملة، انهيار داخلي، أم تراجع للنفوذ الإقليمي؟ كل سيناريو يحمل تداعيات مختلفة على العلاقة بين طهران و "تل أبيب".
إذا كانت الهزيمة عسكرية شاملة، ستسعى إسرائيل لتدمير أي قدرات تعتبرها تهديدًا وجوديًا. لكن هذا قد يخلق فراغًا أمنيًا يؤدي لظهور قوى جديدة أو صراعات داخلية في إيران، مما يطرح تحديات أمنية مختلفة لـ "إسرائيل" بدلًا من حلها.
أما إذا كانت الهزيمة تعني انهيارًا داخليًا في إيران، فسيتبع ذلك فترة من الفوضى. حينها، ستركز إسرائيل على تأمين حدودها ومراقبة الوضع عن كثب، مع تدخلات محدودة محتملة. لكن الانهيار قد يفضي أيضًا لظهور قوى أكثر تطرفًا أو انقسام إيران، مما يعقد المشهد الأمني الإقليمي.
السيناريو الأكثر واقعية هو تراجع النفوذ الإقليمي الإيراني. هذا يعني ضعف أو تفكك شبكة "محور المقاومة" (حزب الله، حماس، الميليشيات في سوريا والعراق). هذا التراجع سيُضعف بشكل كبير القدرة على شن هجمات بالوكالة ضد إسرائيل، مما يمنح الأخيرة فرصة لتعزيز أمنها. قد يؤدي ذلك إلى فترة من الهدوء النسبي أو تحول الصراع من مواجهة شاملة إلى إدارة أزمات مع بؤر توتر أقل تنظيمًا.
مهما كان شكل "الهزيمة"، فإن نهايتها لن تكون مجرد "نهاية سعيدة" تختفي فيها التحديات الأمنية لإسرائيل تلقائيًا:
* الجماعات المدعومة من إيران: سيؤدي ضعف الدعم الإيراني لتغييرات كبيرة في قدراتها، وقد تنهار بعضها أو تُجبر على تغيير استراتيجياتها، مع احتمالية لجوئها لأساليب أكثر تطرفًا أو البحث عن مصادر دعم جديدة.
* القوى الإقليمية: قد يؤدي تراجع إيران لإعادة ترتيب تحالفات جديدة. إسرائيل قد تجد فرصًا لتعزيز علاقاتها مع دول عربية معتدلة.
* القوى الدولية: ستسعى لإعادة ترتيب أوراقها بما يخدم مصالحها، وقد نرى تدخلًا أكبر أو تراجعًا في الاهتمام بالمنطقة.
في الختام، "مسلسل" الصراع بين إيران وإسرائيل ليس له نهاية واحدة مضمونة أو بسيطة. أي تغيير كبير في وضع إيران سينتج عنه تداعيات معقدة ومتشعبة على الأمن الإقليمي بشكل عام، وعلى أمن إسرائيل بشكل خاص. قد يغير هذا من طبيعة التهديدات، لكنه لن يزيلها بالكامل. الأمر يتطلب الكثير من الحكمة والتروي للتعامل مع الفصول القادمة في هذه القصة المعقدة.
بقلم المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-06-2025 08:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |