17-06-2025 02:19 PM
بقلم : ماجد الفاعوري
الأردن في مرمى الهجمات السيادة تُستهدف وثوابت لا تُساوَم
إلى المبايعين للخارج الأردن ليس للبيع
من الكرامة إلى غزة وطن لا يساوم
إنها السيادة يا سادة
يتعرض الأردن الدولة ذات السيادة والتاريخ لهجوم متعدد الوجوه يزداد حدة كلما ارتفعت نبرته الوطنية وكلما أعلن رفضه الدخول في محاور الطائفية أو لعب أدوار مشبوهة نيابة عن قوى تتوارى خلف شعارات المقاومة تارة أو الإصلاح تارة أخرى
التحريض لم يأتِ مصادفة والتشكيك ليس رأيًا عابرًا إنها حملة منظّمة تضرب الأردن في عمقه وتستهدف بوصلته لأنها ببساطة لم تنحنِ ولم تخضع ولم تهادن على حساب مصلحة وطنها أو أرضها أو شعبها
من الكرامة إلى غزة وطن لا يساوم
إن الحديث عن موقف الأردن ليس كلامًا إنشائيًا أو عاطفيًا بل هو سردٌ لتاريخ ناصع ومواقف مُسجّلة بدماء الشهداء لا بالحبر الرخيص الأردن الذي قاتل في القدس واللطرون وباب الواد في حرب 1948 ووقف وحده في معركة الكرامة عام 1968 حين انكفأ الآخرون هو نفسه الذي فتح المستشفيات والحدود أمام غزة وهو من رفض ضغوط التسوية المفروضة رغم فقره ورغم الضجيج
في وثائق التاريخ لا توجد دولة عربية خاضت معارك مباشرة ضد العدو الصهيوني كما خاض الأردن المعركة لم تكن في خطاب سياسي بل في متاريس القدس وفي وادي شعيب وفي كل شبر استشهد فيه جندي أردني باسل وهو يرفض الانسحاب
محاولات التخوين صناعة رخيصة وأداة فاشلة
اليوم وفي ظل موقف أردني شجاع في التصدي لأي محاولة لانتهاك سيادته أو المساس بأمنه تُطلّ رؤوس مأجورة لتشكك وتتهم وتُخوّن ذات الأدوات التي صمتت عقودًا عن العملاء الحقيقيين تهاجم الأردن لأنه رفض أن يكون مرتزقًا في معركة غيره أو وكيلاً لمليشيا تتاجر بالقضية
وهنا نسأل أين كنتم حين صمت العالم أمام المجازر من الذي وقف في وجه تهويد القدس من الذي طرد السفير الإسرائيلي أكثر من مرة من الذي دعم غزة بمستشفيات ميدانية وأدوية وجسور إنسانية لا إعلامية الأردن فعل وغيره صرخ فقط
إلى المبايعين للخارج الأردن ليس للبيع
هؤلاء الذين بايعوا الخميني وتحدثوا بلسان حوزات طهران لا بعقول أوطانهم يجب أن يعلموا أن الأردن ليس ساحة تصفية حسابات ولن يكون ذراعًا لمشروع توسعي مذهبي مغطى بشعارات المقاومة مقاومة من ومتى أطلقتم رصاصة في غير صدور العرب الأردن يقف في معسكر الدفاع الحقيقي لا في خندق العمالة المبطّنة بالشعارات
الأردنيون لا يبيعون أوطانهم مقابل تغريدة أو تمويل أو وعد بسلطة هذا وطن جنوده لا يحتاجون لتوجيه من شاشة أو ميليشيا هذا وطن جيشه يعرف طريق الشهادة لا طريق التبعية
الإعلام المتردي حين يصبح المايكروفون سلاحًا مأجورًا
في خضم هذا الاستهداف برزت أبواق إعلامية تلبس ثوب المهنية وهي في الحقيقة تمارس التضليل تقارير مشبوهة تزييف للحقائق تركيز على التفاصيل وتجاهل الجوهر وتجاهل كامل للدور الأردني القومي والتاريخي
الإعلام الذي لا يرى سوى نصف الحكاية هو إعلام خائن الإعلام الذي يروّج للرواية التي تخدم محورًا ضد الأردن هو طرف في المؤامرة ولا يملك ميثاقًا ولا شرفًا هذا إعلام مأجور لا حر
الإعلام الأردني والأجهزة الأمنية الحزم في وجه التشويه
في ظل هذه الهجمة الممنهجة تبرز الحاجة الملحة لأن يكون للإعلام الأردني موقف وطني حازم لا يقبل التراخي ولا الميوعة في الدفاع عن صورة الدولة وتاريخها لم يعد مقبولًا أن يبقى بعض الإعلاميين أسرى لما يسمى بالحياد السلبي أو النقد الوظيفي بينما تنهش الأبواق الخارجية والمأجورة في لحم الوطن وتاريخه وتعبث بعقول الأجيال
على الإعلام الوطني أن يكون في مقدمة الصفوف لا في مؤخرة المراقبين وأن يتوقف عن مجاملة الخطاب العدائي المغلف بالأسئلة المشبوهة والتحليلات المغلوطة الإعلام ليس ناقلًا سلبيًا بل جبهة مقاومة معرفية ووطنية ومتى تخلى عن دوره فإنه يتحول إلى منصة للتشكيك والخذلان
وفي السياق ذاته فإن على الأجهزة الأمنية أن تضرب بيد من حديد كل من يتطاول على الوطن ويشكك في شرعية الدولة أو يطعن بتاريخ الأردن ورجاله إن السماح لأبواق الفتنة بالترويج لأفكار دخيلة عبر منصات التواصل أو اللقاءات المفخخة هو تهديد مباشر للوحدة الوطنية والأمن القومي الحزم هنا ليس خيارًا بل واجبًا فصورة الأردن وسمعته ليست مشاعًا ولا يجب أن تكون ساحة للعبث الممنهج
فالأردن الذي قدّم الشهداء وحمى بوابة الأمة الشرقية يستحق من إعلامه ومؤسساته وقفة تليق بتاريخه لا صمتًا يبرر الإساءة أو ترددًا يفسح المجال للطعن الممنهج
موقف الأردن من الحرب الإيرانية الإسرائيلية
وفي خضم التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران ومشهد الحرب الذي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم اختار الأردن موقفه انطلاقًا من مصلحة أمنه القومي وواقعيته السياسية المملكة لم تتورط في الاصطفاف وراء أحد الفريقين بل شددت على أن أمن المنطقة لا يمكن تحقيقه عبر المغامرات العسكرية ولا من خلال وكلاء إقليميين يعيدون إشعال المنطقة لحساب مشاريعهم الخاصة
الموقف الأردني واضح لا ازدواجية فيه لا دعم لعدوان ولا شراكة في مؤامرة ولا تأييد لتصفية حسابات الآخرين على حساب أمن الشعوب واستقرارها
السيادة الأردنية ليست خرافة
قالها الملك عبد الله الثاني لن نسمح لأي جهة أن تمسّ بسيادتنا ولا أن تعبث بأمننا
وقالها الحسين من قبله نموت واقفين ولا نبيع كرامتنا
هذه ليست خطبًا بل مبادئ ترسخت في العقل الجمعي الأردني وفي جينات الجيش العربي المصطفوي وفي شعب يعرف متى يغضب ومتى يصمت ومتى يقاتل
الأردن باقٍ والهجوم زائل
الأردن ليس دولة طارئة بل جذر في عمق التاريخ العربي
الأردن لا يدخل معركة لا تعنيه لكنه لا يفرّ من معركة تعنيه
الأردن لن يكون أداة لأحد ولن يسمح لأحد أن يكون أداة عليه
ومن يهاجم الأردن اليوم إنما يهاجم الموقف لا الخطأ ويخاصم السيادة لا الأداء
فيا سادة هذه السيادة لمن يعرف معناها ويعرف كلفتها
وهذه الكرامة لمن قاتل لأجلها لا لمن تاجر باسمها
وهذا هو الأردن وطن لم يتفرج بل فعل
فاسألوا التاريخ وسيسكت كل متطاول
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-06-2025 02:19 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |