16-06-2025 11:22 AM
بقلم : نضال منصور
وجهت إسرائيل ضربات عسكرية موجعة لإيران أسفرت عن مقتل 20 من أبرز قادتها العسكريين، وعلماء برنامجها النووي، والخطير في الأمر أن هجمات الطيران الإسرائيلي لم تواجه بتصدٍ فعّال من قبل سلاح الطيران، أو شبكة الصواريخ، والمضادات الإيرانية، مما يطرح أسئلة مقلقة عن مدى الاختراق الإسرائيلي لإيران، وهل لديها خلايا، وقواعد سرية في الأراضي الإيرانية؟
رغم كل المعلومات التي تسربت عن هجوم إسرائيلي وشيك على إيران قبل وقوعه، ظهرت طهران مربكة، فاقدة القدرة على الرد، وخسرت خيرة قادتها العسكريين، وبدت سماء إيران مستباحة بلا روادع في مواجهة القوة الإسرائيلية، وهذا يحتاج إلى قراءة، بعد أن وجهت إسرائيل قبل هذا العدوان في الأشهر الماضية ضربتين عسكريتين، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات، وتفسيرات، منها هل تضعضعت قوة طهران التي كانت تقدم على أنها قوة إقليمية ليس من السهل مواجهتها، أم أنها استنزفت بعد خسارتها لأذرعها في الإقليم (نظام بشار الأسد وحزب الله)، أم أن كل ما قيل عنها مبالغات متعمدة، وبروبجندا لإظهارها مثل «بعبع» المنطقة، لاستغلالها، وابتزاز دول المنطقة، وهو ما حدث مع العراق أيام الرئيس الأسبق صدام حسين؟!
صدم المجتمع الإيراني من الضربات الإسرائيلية، وتعالت الأعلام الحمراء التي تدعو للانتقام، فقد سقط رئيس الأركان، وقائد الحرس الثوري، ومستشار الأمن القومي، واستهدف مفاعل نطنز، وأهداف أخرى لم تكشف كلها، ولم يعرف حتى الآن كل الأضرار التي وقعت.
بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي انطلقت مئات من المسيرات، والصواريخ البالستية الإيرانية لتضرب في العمق الإسرائيلي، في وقت واصل الطيران الإسرائيلي هجماته على الأراضي الإيرانية، وتواصلت، وتكررت الضربات الإيرانية، وصرحت القيادة الإيرانية أنها ستكون موجعة، ومدوية أكثر، وأعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية عن سقوط قتلى، ومئات الجرحى، وبدا في الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن دمار لحق في مبانٍ، وحتى اللحظة لم يتأكد إحداث الصواريخ الإيرانية لأضرار جسيمة في مواقع حيوية، أو إستراتيجية، وبعيدا عن العواطف فإن الخسائر التي منيت بها تل أبيب لا تتناسب مع الخسائر التي منيت بها طهران!
العربدة الإسرائيلية التي تمارسها منذ السابع من أكتوبر بدء حرب الإبادة على غزة غير مقبولة، وتعطيها هيمنة لإعادة تشكيل المنطقة بدون رادع، وهذا خطير على الإقليم، والأمن الوطني الأردني أيضا، وإن كنا نختلف مع إيران في أيديولوجيتها، وسياساتها، وممارساتها، فإننا نتمنى أن تكون طهران قادرة على إيقاع أكبر الخسائر في الكيان الصهيوني، وأن تصل في صواريخها لأهداف إستراتيجية، وندرك أن لا طاقة لإسرائيل على تحمل حرب مفتوحة تدك الصواريخ الإيرانية بشكل منتظم كل متر من ما يسمى دولتها، وأن حكم نتنياهو سيتداعى إذا سقط مئات الضحايا، وشعر الإسرائيليون أنه لم يعد هناك مكان آمن لهم من الصورايخ، والمسيرات الإيرانية، وكل الدعم الذي حظيت به حكومة نتنياهو سيتلاشى بين ليلة وضحاها، وتصبح مهددة في السقوط.
لن تتوقف إسرائيل عن بلطجتها، وتوسيع عدوانها في سورية، ولبنان، والعراق، واستكمال الحرب على غزة ما لم تكن طهران ندا، وتوجعها، وبعكس ذلك فإن نظام طهران يصبح مهددا في السقوط، والإدارة الأميركية ربما تراجع الحاجة لاتفاق مع إيران، ويستبدل التوجه نحو إسقاط النظام، بالضغط الخارجي (الحرب)، وعندها قد تنضم أميركا للحرب، والعدوان، وتشجع على التمرد من الداخل لعله يحقق أهدافه.
الأيام القادمة ستكشف سيناريوهات الصراع الإيراني الإسرائيلي، وهل التصعيد سيتوقف، ويقبل كل طرف بما أنجزه في معركة محدودة، وتعود طهران إلى طاولة المفاوضات مع أميركا، وقد يكون كل ما حدث توطئة لاتفاق جديد بين إيران وأميركا، أم أن الحرب ستستمر، والضربات ستتوسع، وقد تدخل أطراف دولية على خط مساندة تل أبيب رسميا، والحرب قد تأخذ شكلا إقليميا، وأضرارها تمتد خارج نطاق تل أبيب، وطهران، وهذه أسئلة بلا إجابات الآن.
أكثر ما يشغلنا في المشهد تداعيات هذا الاشتعال للحرب على الأردن الذي يقع وسط النيران.
أدان الأردن العدوان الإسرائيلي على إيران بشكل واضح، واستطاع بموقف حازم صد إسرائيل عن استخدام مجاله الجوي في العدوان على إيران، ولكن مئات المسيرات، والصواريخ البالستية تمر في أجوائه أو بالقرب منها، والخطر ممكن الوقوع في أي لحظة، والهدف الأردني تجنيب مواطنيه، والمقيمين على أرضه أي ضرر ممكن، والتأكيد بلغة حازمة، وحاسمة لن تكون أرضنا أو سماؤنا ممرا، أو ساحة للحرب، وهذا يتطلب يقظة مستمرة، واتصالات لوقف الحرب التي بدأت بالعدوان الإسرائيلي، ولا يمكن التكهن الآن بمسارها.
حتى ما بعد توقف ماكينة الحرب، فإن الضرر على الأردن وقع، فالسياحة تضررت بعد التصعيد في المنطقة، وخلط الأوراق يعقد المواقف، ويؤجل الاستقرار، وبدل مباشرة عمليات البناء والإعمار في سورية، ولبنان، وحتى العراق، نذهب، وننشغل في إطفاء الحرائق، وتداعياتها التي خلفتها الحرب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-06-2025 11:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |