16-06-2025 10:22 AM
بقلم : النائب فراس القبلان
قراءة تحليلية في لقاء قصر الحسينية
في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، حيث تختلط نار الحرب بدخان المؤامرات، ويتزايد الضغط على الشعوب والدول في آنٍ معًا، جاء لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع نخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية في قصر الحسينية، ليضع الأمور في نصابها، ويؤكد أن الأردن – بقيادته وشعبه – ثابت على مبادئه، صلب في مواقفه، لا يحيد عن نهجه القومي ولا يتنازل عن سيادته.
أولًا: السيادة الأردنية… خط أحمر لا يُمس
أكد جلالة الملك، بوضوح لا لبس فيه، أن الأردن لن يكون ساحة صراع لأي طرف، ولن يسمح باختراق أمنه أو زعزعة استقراره الداخلي، أيًا كانت الجهة أو الذريعة. في ظل ما يشهده الإقليم من تصعيد متسارع، وتنامي التوترات بين قوى إقليمية ودولية، يشدد الأردن على استقلالية موقفه، وعلى أن أمن مواطنيه وكرامة ترابه الوطني ليست محل تفاوض.
ثانيًا: دبلوماسية نشطة… وموقف لا يلين من أجل فلسطين
استعرض جلالة الملك تفاصيل جولته الأوروبية الأخيرة، التي كرّسها لحشد الدعم الدولي لوقف العدوان على غزة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وهنا، يثبت الأردن مرةً أخرى أنه صوت فلسطين في كل محفل، وضميرها الحيّ حين يصمت الآخرون. فجلالة الملك، بصفته زعيمًا عربيًا وأمينًا على القدس ومقدّساتها، لم يتراجع عن الدفاع عن حل الدولتين، ورفض التهجير القسري، ومواجهة مشاريع الضم والاستيطان.
ثالثًا: الجبهة الداخلية… مسؤولية جماعية
رسالة جلالة الملك إلى النخب كانت واضحة: الإعلام والفكر والرأي الوطني شركاء في صون الوطن. فقد أكد جلالته على أهمية توحيد الخطاب الوطني، وتعزيز ثقة المواطن بمؤسساته، وتحفيز الجميع – إعلاميين، سياسيين، ومثقفين – على الوقوف في صف الدولة، دون مزاودة أو تخوين.
وهنا، نؤكد في لجنة التوجيه الوطني والإعلام، أن مسؤوليتنا في هذه المرحلة تتمثل في بناء خطاب إعلامي موحد، مسؤول، يدافع عن مصالح الأردن ويصون هويته الوطنية في وجه الحملات الممنهجة التي تستهدفه داخليًا وخارجيًا.
رابعًا: علاقات متينة… ورؤية شاملة للأمن الإقليمي
اللقاء أكد أيضًا على متانة العلاقات الأردنية مع الأشقاء، خاصة دول الخليج، وعلى دعم المملكة لاستقرار سوريا، ورفضها لمشاريع التقسيم أو الهيمنة.
جلالة الملك تحدث عن الأمن الإقليمي من زاوية مصلحة الأردن الاستراتيجية، لا من باب الانفعال، ما يعكس رؤية شمولية للمنطقة، تنطلق من ثوابت السياسة الأردنية التي توازن بين الحكمة والمبدأ، بين الحذر والسيادة.
خامسًا: رسالة أمل… رغم التحديات
وإن كان المشهد الإقليمي ملبّدًا بالتحديات، فإن ما حمله اللقاء من وضوح وثقة يُعطي رسالة أمل. فالأردن، رغم التحديات، ما زال صامدًا، مؤثرًا، ومحطّ احترام المجتمع الدولي، بقيادة جلالة الملك الذي يقود سفينة الدولة وسط أمواجٍ عاتية، دون أن يتنازل عن المبادئ أو يفرّط بالثوابت.
لقد كان لقاء قصر الحسينية لقاء دولة، وموقف قائد، ونداء وطن.
وفي لجنة التوجيه الوطني والإعلام، نثمّن هذا الخطاب الملكي الواضح، ونجدد العهد على أن نكون في مقدمة الصفوف دفاعًا عن روايتنا الوطنية، وعن صوت الأردن في هذا الزمن الرمادي.
حفظ الله الأردن قيادة وشعبًا، وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار .
النائب فراس محمد القبلان
رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-06-2025 10:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |