حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,15 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 10192

جوان الكردي تكتب: صفارات الإنذار إلى أين نذهب؟ وأين هي الملاجئ؟

جوان الكردي تكتب: صفارات الإنذار إلى أين نذهب؟ وأين هي الملاجئ؟

جوان الكردي تكتب: صفارات الإنذار إلى أين نذهب؟ وأين هي  الملاجئ؟

14-06-2025 04:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جوان الكردي
في كل مرة تدوي فيها صفارات الإنذار ، يلتفت المواطنون نحو السماء، وبعضهم نحو هواتفهم بحثًا عن خبر أو توضيح، بينما يُخيم سؤال بسيط لكنه عميق ومُقلق: إلى أين نذهب؟
ففي بلد لا تتوفر فيه ملاجئ عامة ولا خطط واضحة لحماية المدنيين، تبدو صفارات الإنذار وكأنها تذكرة موت مسبقة، تُمنح للمواطن كي "ينطق الشهادتين"، كما يقول البعض بسخرية حزينة، لا ليحتمي من الخطر.
لقد باتت صفارات الإنذار، رغم رمزيتها في التحذير، ناقوسًا آخر للفجوة بين المواطن والحلول الواقعية في حالات الطوارئ، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، والمخاوف من أي تصعيد عسكري محتمل في المنطقة.
أين هي خطة الطوارئ؟
في دول العالم التي تحترم حق المواطن في الحياة، تقترن صفارات الإنذار بإرشادات واضحة وملاجئ مُعدة مسبقًا. عندنا، لا توجد منشآت عامة مخصصة لحماية السكان، ولا إعلانات رسمية توضح كيفية التصرف عند سماع الإنذار. لا يتم تدريب الطلاب في المدارس، ولا المواطنون في الأحياء، على بروتوكولات الأمان. الأسطح مكشوفة، النوافذ زجاجية، والطرقات خالية من أي ملاذ.
الملاجئ... رفاهية غير موجودة؟
قد يُقال إن إنشاء ملاجئ مكلف، أو أنه لا ضرورة له، ولكن ماذا عن حماية الأطفال في المدارس؟ والمرضى في المستشفيات؟ وسكان الأبنية المكتظة؟ وهل يمكن أن تظل حماية المواطن مجرد شعار في الخطب والبرامج، دون تطبيق على الأرض؟
نعم، الأردن بلد آمن، ونحن نعتز بأجهزته الأمنية ومواقفه السياسية المتزنة، ولكن من قال إن الأمان يمنع الاستعداد؟ فالحروب لا تُقرع أبواب المدن قبل أن تدخلها، والاحتمالات قد تكون بعيدة اليوم لكنها واردة غدًا.
القلق الشعبي... من حقي أن أعرف أين أذهب
المواطن الأردني ليس جاهلًا ولا يعيش في وهم، هو يدرك حجم التحديات، لكنه يطلب شيئًا بسيطًا: "أين أذهب إن دوت صفارات الإنذار؟ من يحميني؟ ماذا أفعل؟ هل أختبئ في الحمام؟ أضع وسادة على رأسي؟ أهرب إلى الشارع؟"
الشفافية في الطوارئ ليست ترفًا، بل مسؤولية. والتوعية ليست خيارًا، بل واجب على الجهات المعنية.

إذا كانت صفارات الإنذار تُدوي فقط لتهدئتنا نفسيًا أو لذر الرماد في العيون، فإنها تفقد معناها، بل وتزيد من القلق. أما إن كانت فعلًا وسيلة حماية، فيجب أن تتبعها إجراءات واضحة، ملاجئ، تدريبات، وخطط إنقاذ.
فالمواطن لا يطلب المستحيل، هو فقط يريد أن يعيش ويشعر بالأمان... لا أن ينتظر قدره على السطح.











طباعة
  • المشاهدات: 10192
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-06-2025 04:22 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم