12-06-2025 03:36 PM
بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
للتوضيح لا للتجريح، للعرض لا للاستعراض، للعمل الدؤوب لا للقول والادعاء، للبيان لا للَّبس والغموض، للحقيقة لا للتضليل والبهتان، للفعل لا للتنظير.
أنا أعلم، ومتيقن، أن بعض ما أكتبه من تغريدات ومقالات قد لا يروق لبعض الأفراد أو الجهات أو الفئات، ولكنني أقول وأؤكد أنني أكتب وأدوّن بموضوعية، وبأقصى درجات الشفافية، لواقعٍ عشته وعانيته. أكتب حقيقةً لا خيالاً، عملاً لا قولاً، تأريخاً لا تاريخاً، واقعاً لا ما سيقع، كائناً لا ما سيكون، لأن ما سيكون وما سيقع هو من علم الغيب، ولا يعلمه إلا خالق الغيب والكون.
أكتب ذلك تبرئةً للذمة، كشاهد من هذا العصر، عايش أحداثه ومسؤولياته، وما زال أغلب شخوصه أحياء. وأكتب تصفيةً لحساب مع النفس أولاً، قبل أن يكون مع الآخرين.
وأقولها صراحةً لكل من يريد أن يعارض سنة الحياة، أو يعمل على مصادرة حياة الآخرين، واستعبادهم، وحرمانهم من حقوقهم:
يا رعاك الله،
أما قرأت قول الفاروق العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟"
لماذا نكون حشريين لا عمليين، فضوليين لا مبادرين، مقلدين لا مبدعين، مبغضين لا محبين، حاقدين لا مسامحين، محبطين لا معززين، حاسدين لا غيورين، منافقين لا ناصحين؟
أما ترون لغتنا الجميلة، وثراءها المدهش؟! لقد اتسعت للأضداد، وتركت التمييز لأصحاب البصائر والبصر.
فلماذا نحرم أنفسنا من هُدى البصائر ونِعمة البصر؟ ونلهث وراء طمس الحقائق وعمى القلوب؟!
واعلم، يا رعاك الله،
أنني أكتب إيمانًا بحرية الرأي والرأي الآخر، وأن كل شيء يحمل في داخله النقيض:
الخطأ والصواب، الخير والشر، العيب واللاعيب.
"لو نظر الناس إلى عيوبهم، ما عاب إنسانٌ على الناس."
أكتب، وأتخيل من سيمر على كلماتي، سواء أعجبه الكلام أو لم يعجبه، فأقول:
لمن أنكر: عفوًا ومعذرة،
ولمن وافق: شكرًا وعرفانًا.
لنجعل لقاءنا هذا لقاء نصحٍ ومودة، لعلّنا نستقيم ويعمّ الخير والعطاء في دنيانا، ونُجازى به في آخرتنا عند وليّ نعمنا، وجزيل نعيمنا.
وأسلم يا رعاك الله،
ولتخلد إلى حسن النية، وراحة الضمير،
وسبحان من خلق الكون وأحسن التدبير.
والله الموفق.
د. عبدالكريم الشطناوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-06-2025 03:36 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |