31-05-2025 03:38 PM
بقلم : الدكتور علي الصلاحين
إيَّاك وعزَّة الغضب فإنَّها تُفْضِي إلى ذُلِّ العذر ... وقال الأمام علي كرم الله وجهه مَنْ طَلَبَ عزّاً بباطل أورثه الله تعالى ذلاًّ بحق
لم يترك العلماء والمفكرين،شيئًا لم يتحدّثوا، أو يكتبوا عنه، لا سيما في سعيهم المستمر لسرد، والوصف والكتابة عن الثوابت في الجوانب الأخلاقيّة والدينيّة في الحياة الإسلامية، وخصوصا في ما يرتبط بسلوكيّات الانسان ، وطرق تعامله مع نفسه ومع الآخرين،ومن يطلب عزّاً السؤدد والقدر الرفيع بباطل سيورثه الله تعالى ذلاًّ بحقّ. ومن علامات طلب العزّ بالباطل، والبدائل الأخلاقية المتاحة في طلب العزّ بالحقّ، نذكر علامات طلب العزّ بالباطل: يتّصف من يطلب المجد والمقام الرّفيع بالباطل بتكبّره على الغير،وبعنجهيّته البغيظة،وسوء كلامه مع من هو دونه، أو أضعف منه، وبتباهيه بسمات رفيعة ليست لديه، وربما لا يحقّ له امتلاكها، بسبب سوء طبعه. ويظهر على من يطلب العزّ بالباطل ضعف، أو ربما انعدام للحسّ الأخلاقيّ ، لأنّ الدافع لسلوكيّاته الشخصية هو هوس جنوني للحصول على المكانة الرفيعة، وفقًا لنظرته الشخصية المعوجّة، بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن ودون مراعاة لما تتطلّبه من سمات أخلاقية. وهذا الهوس يتجسّد في سلوكيّات اندفاعيّة متهورة تكون عواقبها وخيمة على من يطلب العزّ بالباطل، وينغمس هذا النوع من الأفراد المضطربين أخلاقياً في أسوأ أنواع ظلم النفس وظلم الآخرين، وربما تجدهم لا يتحرّجون عن سرقة المال العام فإمّا يسرقونه بشكل مباشر أو بالاتجار بالمحرمات، أو يزوّرون الحقائق للحصول على ما لا يستحقّون شرعاً وأخلاقاً، وإمّا يخونون الأمانات، وينكثون بالعهود الأخلاقية بهدف تحقيق العزّ بالباطل، أو يغشّون الناس، أو يستولون على أموال الايتام والأرامل والضعفاء، وإمّا يسعون للعزّ عبر الانغماس في التعصّبات الطائفية، أو القبلية، أو الفئوية المقيتة ،طلب العزّ بالحقّ: يطلب المرء العاقل العزّ والمقام الرفيع بالحقّ، ويحرص على جعل نفسه قدوة في الخلق الحسن والأخلاق الفاضلة، ويتواضع، ويحترم كبير السن، ويرحم الضعفاء ويُفشي السلام والخلق الحسن في المكان الذي يجد نفسه فيه ، ويتعفّف في قوله وفي أفعاله، ويغضّ بصره، فلعل قيل في بعض الصُّحف الأولى: (العِزَّة والقوَّة يعظمان القلب، وأفضل منهما خوف الله تعالى؛ لأنَّ من لزم خشية الله، لم يخف الوَضِيعة او البشر، ولم يحتج إلى ناصر) وذكر الماوردي قول بعض الأدباء فقال :(إيَّاك وعزَّة الغضب فإنَّها تُفْضِي إلى ذُلِّ العذر).
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-05-2025 03:38 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |