حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,31 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3086

ستمئة يومٍ من الذبح والنار والحصار

ستمئة يومٍ من الذبح والنار والحصار

ستمئة يومٍ من الذبح والنار والحصار

28-05-2025 01:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يحيى الحموري
يا غزة،
يا جرحاً ينزف منذ ستمئة فجر،
يا مئذنةً مكسورةً فوق الركام،
يا مهدَ الطفولةِ المصلوب على بوابة العدم،
ستمئة يومٍ من الذبح والتشريد،
ستمئة يومٍ من إبادةٍ لم تعرف رحمة،
ستمئة يومٍ من حصارٍ وجوعٍ وخراب،
ولا تزالين واقفةً كآيةٍ من صبرٍ لا يُفكّ رمزه.

يا غزة،
أيُّ ذنبٍ اقترفتهِ حتى تُعلّقي على صليب التاريخ؟
أيُّ قانونٍ هذا الذي شرّع القتل في وضح النور؟
أيُّ عالمٍ هذا الذي يدفن الطفولة في صمتٍ مخزٍ،
ويغسلُ جرائمَ الكيان الأنجس بماءِ التبرير؟!

ذاك الكيان،
ذاك الوحش الذي لم يُبقِ ولم يذر،
اغتال حتى الحليب في صدور الأمهات،
واختنق الرضيعُ وهو يبحثُ عن هواءٍ مفقود،
قصفَ المآذن، ونسفَ المدارس،
وأحرقَ وجهَ المدينة، ثم ابتسم في وجوه القتلى.

ستمئة يوم يا عالم،
وأنت،تزنُ النجاةَ بميزان الربا السياسي،
وتؤخرُ الدواء حتى يبرد الجسد.
أيُّ إنسانيةٍ هذه التي تمنح القاتلَ شرعية،
وتساوي بين الجلاد والضحية؟!

غزة ليست نشرةً عابرة،
وليست أزمةً تُحل بمؤتمر صحفي،
غزةُ لا تُختصر برقم ولا تُطوى في تقرير،
غزةُ هي الحقيقة الوحيدة في هذا الزمن الكاذب.

يا من غادروا بيوتَهم وتركوا المفاتيح تحت الركام،
يا من دفنتم أسماءَكم في أفواه الحطام،
أنتم الشهداءُ الأنقياء،
أنتم صوتُ العدالة المقموع،
أنتم الكرامةُ التي لم يقتلها الحصار.

ستمئة يومٍ والعالم شاهد زور،
ستمئة يومٍ من خيانة الأمم،
ستمئة يومٍ من مجازر معلنة،
لكن الرب لا يغفل دمعاً،
ولا يتركُ دماً بلا ثأر.

يا غزة،
كوني صوتَ من لا صوت له،
وذكّري العالم أنَّ العدل لا ينام،
وأنَّ الكيان القذر، هذا الوحش المتوحش،
مصيره مزابل التاريخ مهما طال الزمن.

ونشهدُ لا على الحزن، بل على خيانة العالم،
ولتسقط الأقنعة، ولتنكسر المرايا،
وليبقَ وجهُكِ يا غزة،
هو الحقيقةُ الوحيدة التي لا تموت.
يحيى الحموري











طباعة
  • المشاهدات: 3086
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-05-2025 01:45 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم