حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,29 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8460

فريهان سطعان الحسن تكتب: وطن ننهض به وينهض بنا

فريهان سطعان الحسن تكتب: وطن ننهض به وينهض بنا

فريهان سطعان الحسن تكتب: وطن ننهض به وينهض بنا

27-05-2025 09:15 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فريهان سطعان الحسن
الاستقلال ليس مجرد ذكرى تمرّ على الأردنيين مع نهاية أيار، بل هو تجديد لحكاية وطن كُتبت بالفخر والتضحيات، ونسجها الأردنيون على مدار عقود طويلة. حكاية شابها الكثير من التحديات، لكنهم واجهوها بالصبر والإيمان العميق بأن لهذه الأرض الحق في أن تنعم بالحرية والعز والازدهار؛ بوحدة شعبها وتحت سماء راية واحدة.


‎ما أحوجنا اليوم وكل يوم للاحتفال بذكرى الاستقلال، ليس فقط كمناسبة وطنية ترفع فيها الأعلام ونردد فيها الأغنيات والأناشيد، إنما محطة نستعيد فيها قصة صمود لشعب لم ينكسر، رغم كل ما واجهه ويواجهه من أزمات وشدائد متلاحقة.

هذا المعنى لا نستحضره بالشعارات، بل يتجلى في وجوه الناس، في تفاصيلهم اليومية. في دعاء الأمهات، وصبر الآباء، ونظرات الأطفال، ووجوه من عبروا دروب الحياة؛ في هؤلاء تُروى الحكاية، ويتعاظم الفخر والانتماء. منهم نتعلم أن الوطنية ليست كلمات تقال، بل مواقف تجسّد بصدق، كلما وضعنا الوطن نصب أعيننا.
وطننا لم يبنَ في لحظة رخاء، فقد عاشت الأردن أزمات متلاحقة، وواجهت عواصف سياسية، ودفعت أثمانا باهظة في سبيل صمودها. لم يمر عقد من الزمان في عمر المملكة الطويل إلا وكانت فيه الكثير من المواجهات والتحديات التي فرضتها ظروف المنطقة وتقلباتها.
‎هذا الوطن الذي نسكنه، حكاية تتجدد ورثناها عن أجدادنا؛ ومسؤولية تحملتها الأجيال عبر عقود مضت. فالاستقلال بالنسبة للأردن هو تتويج لوحدتنا التي تجسدت وما تزال، والروح التي صهرت أبناء هذه الأرض من كل أصل ومنبت، تحت راية واحدة. هو المشروع الوطني الذي جعل من هذا البلد الصغير في مساحته، الكبير في رسالته واهدافه، منطلقا لحلم الوحدة العربية، حتى وإن تعثرت بعض الأحلام وتكسرت على أبواب المصالح والصراعات.
‎الأردن كان وما يزال هوية جامعة، فيه تلغى الفروقات وتتلاشى المسافات، فما يجمع أكثر بكثير مما يفرق. وحينما نحيي ذكرى الاستقلال، فإننا لا نحتفل بحدث موسمي عابر، بل نجدد العهد مع من صنعوا الأمجاد، وضحوا بكل شرف لصون الكرامة وبناء مستقبل يليق بالأردنيين وإرثه الإنساني وحكايات جنوده وأبطاله، والأمل بأن يزدهر ويتقدم بوحدة الصف وقوة إرادة أبنائه المخلصين.
‎نحن الأردنيين، سنبقى على العهد، لا نحيد عن حب الوطن الذي وُلد فينا، لا نساوم عليه، وإن لم تسرْ الأمور كما حلمنا بها وتكاثرت العثرات وشعرنا بثقل الأيام وتعبها، فنحن نراهن دائما على وطن نحبه، ينهض بنا وننهض به، نحمله في قلوبنا وأرواحنا ونفيه حقه بعمل صادق وإيمان لا ينضب وانتماء لا يتغير. فالاستقلال ليس لحظة نحتفل بها، إنما فعل يومي نعيشه اليوم وكل يوم.
ربما الكلمات لا تسعفنا أحيانا عن وصف ما نحمله من حب في قلوبنا لهذا الوطن، نتركها للشاعر الراحل حبيب الزيودي حينما قال:
هذي بلادي، ولا طولٌ يطاولها.. في ساحةِ المجدِ، أو نجمٌ يدانيها..
يا أيها الشعر، كُن نخلاً يُظلّلها.. وكن أماناً، ووجداً في لياليها..
وأيها الوطنُ الممتدُّ في دمِنا.. حبّاً أعزَّ من الدنيا وما فيها..


الغد











طباعة
  • المشاهدات: 8460
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-05-2025 09:15 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم