بقلم : د. سيف الدين أحمد الربابعة
في الخامس والعشرين من أيار، تُشرق ذكرى عزيزة على قلوب الأردنيين جميعاً، ذكرى تجسّد أسمى معاني التضحية والعزيمة، إنها ذكرى الاستقلال، الذكرى التاسعة والسبعون لانطلاق المملكة الأردنية الهاشمية دولةً حرةً مستقلةً، تحمل راية العروبة والإسلام، وتنعم بالأمن والاستقرار تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.

اليوم، ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية، نستذكر بطولات الآباء والأجداد الذين قدّموا الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن، ونستلهم منهم الدروس والعبر في الوحدة والصمود. فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يواصل مسيرة البناء والتطوير، حاملاً شعلة الاستقلال نحو آفاق التقدم والازدهار، رغم كل التحديات الإقليمية والعالمية.

الاستقلال ليس ذكرى.. بل مسؤولية
الاستقلال ليس مجرد يوم نحتفل به، بل هو رسالة نحملها جيلاً بعد جيل. رسالة تُذكّرنا بأن حرية الوطن وسيادته أمانة في أعناقنا جميعاً، وأن حماية مكتسبات الأردن تحتاج إلى التلاحم الوطني، وتعزيز الوحدة بين أبناء الشعب الواحد. فالأردن، بقدر ما يتمتع بقوة مؤسساته، فهو يتميز بقوة شعبه المتماسك الذي يقف خلف قيادته في السراء والضراء.

واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن مدعوون إلى تعزيز هذا اللحمة الوطنية، والوقوف صفاً واحداً خلف جلالة الملك، داعمين جهود المملكة في تحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على الأمن والاستقرار. فقيادتنا الهاشمية، منذ عهد المؤسس الملك عبدالله الأول وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، كانت ولا تزال حصن الأمة، وقلبها النابض بالإيمان والانتماء.
لقد أثبت الأردن، عبر تاريخه النبيل، أنه وطن يُعطي ولا ينتظر العطاء، وطن يقف شامخاً كالجبال رغم العواصف، وطن يحتضن كل المخلصين تحت راية الهاشميين. وفي ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم، تبرز قوة الأردن الداخلية، المتمثلة في إرادة أبنائه وثقتهم بقيادتهم.

فلنجعل من ذكرى الاستقلال مناسبةً لتجديد العهد، عهد الولاء للوطن والقيادة، ولنعمل يداً بيد من أجل رفعة هذا البلد، ولنكن جميعاً سفراء للأردن، نحميه بقلوبنا قبل سيوفنا، ونبنيه بعقولنا وأيدينا.

يحيا الأردن.. تحيا القيادة الهاشمية.. وتحيا ذكرى الاستقلال!

"وما استعصى على قوم منالٌ إذا الإقدام كان لهم ركابا"

بهذه الروح، نستحق أن نحتفل، وبهذه الإرادة، نستحق أن نُكمل المسيرة. كل عام والأردن وأهله بألف خير