بقلم : علاء بني نصر
التاريخ مليء بالأحداث التي أذهلت من عاشها وصعبت النقل على من رواها وأيضا جعلت من المستحيل تصديقها للأجيال اللاحقة، ومن الأمثلة الكثير فلكل زمان أحداثه ومشاهده المميزة.

أما في عصرنا هذا سيشهد التاريخ على ظلمة هذه الحقبة فمن سيصدق أن العدو الأزلي لهذه الأمة يعيش في وسطها محاطا بها من كل حدب وصوب ومع ذلك يفعل ما يحلون له ويبدع في إجرامه وحصاره لغرة هذه البقعة الصامدة كاشفة العملاء والجبناء، من سيصدق أن هذا العدو بدل من أن يكون محاصرا معزولا مهزومً مذلولً هو من يحاصر أهلنا في غزة ويمنع عنهم سبل العيش...

في عامين فقط سيكتب التاريخ عنا أبشع الألفاظ وأسوأ الصفات فمنا من أيد العدو ووقف في صفه وبارك أفعاله ومنا من قدم له الدعم وأيضا منا من بكى بصمت وحرقة يشكو ضعفه وذله ومنا أيضا من تجرد من إحساسه فلم يعد يهتم ولا بمجرد أضعف أضعف الأمور مثل: (المقاطعة... الدعم المعنوي ونشر جرائم الاحتلال)... إلخ من الأمور وهناك القلة القليلة التي قدمت يد العون ونصرة أهلنا في غزة أولئك سيذكرهم التاريخ على أنهم أشجع شجعان هذه الحقبة السوداء والمريرة والمليئة بالعار.
في حين شعوبنا العربية والمسلمة ينهشها الفقر والجوع والبطالة يأتي البعض منا مقدمي مليارات النقود للعدو ليستفيد منها في أذيتنا وتعزيز جبروته في الأرض بدل من أن تسهم هذه الأموال في تنمية بلداننا واستغلال العقول في الصناعة والزراعة وغيرها من الأمور التي ستحقق الرخاء والقوة لوطننا العربي والمسلم...
في النهاية أشعر بالأسى على الأجيال التي ستأتي فكيف سيقتنعون أن ما يحصل هو حقيقة حدثت في الماضي وان هذه الأحداث حدثت -فعليا- على أرض الواقع وليست خيال مخرج أفلام كوميديا سوداء عبقري فنحن نعيش هذه الأحداث وبالكاد نصدقها فلا تلوموهم فالسؤال هنا : هل سيصدقون التاريخ ...
التوقيع علاء بني نصر