21-05-2025 01:19 PM
بقلم : خالد ملحم
تُعد اللغة العربية الفصحى أحد أهم الركائز التي تقوم عليها الهوية القومية والثقافة الوطنية في الأردن والعالم العربي. ولأنّ المدرسة هي الحاضنة الأولى لتشكيل الوعي اللغوي لدى الناشئة، فإنّ التزام المعلمين والتربويين باستخدام اللغة العربية السليمة في الحصص الدراسية، والوسائل السمعية والبصرية، يعدّ أمرًا بالغ الأهمية من الناحيتين اللغوية والتربوية. هذا الالتزام ينعكس مباشرة على مستوى الطلبة في التمكن من اللغة، وبناء تفكيرهم، وشعورهم بالانتماء.
الأثر اللغوي يتلخص في أربع محاور
اولا : تعزيز الملكة اللغوية والتعبيرية لدى الطلبة
إن الاستخدام المستمر للعربية الفصحى من قبل المعلم يرسّخ لدى الطلبة النموذج اللغوي السليم، ويجعلهم أكثر قدرة على النطق الصحيح، واستخدام التراكيب الفصيحة، مما ينمّي مهاراتهم في الحديث والكتابة.
ثانيا: الحدّ من انتشار الأخطاء اللغوية
عندما يُعرض الطالب لنموذج لغوي صحيح ومتماسك، تقلّ فرص ترسخ الأخطاء اللغوية لديه، وتزداد فرص استخدامه لقواعد النحو والصرف والإملاء بطريقة سليمة.
ثالثا: صون اللغة العربية من التهميش أو الذوبان
في ظل التحديات التي تواجه اللغة العربية من تزايد استخدام اللغات الأجنبية واللهجات المحلية في الإعلام والتعليم غير الرسمي، يصبح التزام المؤسسات التعليمية بالفصحى خطوة استراتيجية لحماية اللغة والهوية.
الأثر التربوي في أربع صور:
اولا: ترسيخ القيم الثقافية والوطنية
تمثل اللغة الفصحى جسرًا بين الطالب وتراثه الحضاري والديني والثقافي، كما تعزز لديه شعور الفخر بلغته الأم، وتدفعه نحو احترامها والتحدث بها.
ثانيا: تنمية التفكير العلمي والمنطقي
اللغة السليمة والمنظمة تؤدي إلى تفكير منظم وواضح. فحين يتعلّم الطالب التعبير بجمل دقيقة ومتسلسلة، ينعكس ذلك على طريقة تفكيره واستنتاجه.
ثالثا: تعزيز الانضباط والجدية داخل الصف
الاعتماد على الفصحى في التواصل يضفي طابعًا رسميًا وجادًا على البيئة الصفية، ما يساعد في ضبط سلوك الطلبة وتحقيق أهداف الدرس بكفاءة أعلى.
رابعا: تهيئة الطلبة للمستقبل الأكاديمي والمهني
حيث أن إتقان اللغة العربية السليمة ضروري في الكتابة الأكاديمية، والتقارير العلمية، والخطابات الرسمية ضرورة ملحة، بالتالي فإن الطلبة سيكونون أكثر جاهزية للمرحلة الجامعية وسوق العمل.
الخلاصة:
إنّ التزام المعلمين والتربويين باستخدام اللغة العربية الفصحى في العملية التعليمية يمثل بُعدًا استراتيجيًا في النهوض بالتعليم في الأردن. فهو لا يقتصر على تحسين الأداء اللغوي للطلبة، بل يسهم في بناء شخصيتهم التربوية والثقافية. ومن هنا، يجب أن تتبنى السياسات التربوية برامج تدريبية، وتقييمات دورية، وتشجيعًا مستمرًا لتفعيل استخدام اللغة العربية السليمة في كل مفاصل العملية التعليمية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-05-2025 01:19 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |