21-05-2025 09:06 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
في سياق الاقتصادات الإنسانية الحديثة، يُعتبر رأس المال الانساني أحد العناصر الأكثر حيوية وديناميكية فهو يربط بين إمكانيات الأفراد والأهداف الأوسع للنمو والابتكار. وتشمل هذه الأصول غير الملموسة المهارات والمعرفة والخبرات التي يمتلكها الأفراد، مما يتجاوز الحدود التقليدية للعمل الجسدي واستثمار رأس المال.
ويُعد رأس المال البشري الأساس الذي تعتمد عليه المنظمات والمؤسسات لتعزيز ميزتها التنافسية، كما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للدول. وقد أدى تطور العمل، المدفوع بالتقدم التكنولوجي والعولمة، إلى زيادة قيمة رأس المال البشري، مما يجعله عاملاً محورياً في تحديد النجاح الاقتصادي.
ويُعتبر رأس المال البشري من أهم الأصول في أي اقتصاد، حيث يعكس المعارف والمهارات والقدرات التي يمتلكها الأفراد، مما يسهم في تعزيز إنتاجيتهم وإنتاجهم الاقتصادي. ويُعد الاستثمار في رأس المال الانساني أمرًا حيويًا لأي دولة تسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، إذ يساهم في تكوين قوة عاملة ماهرة قادرة على التكيف مع التغيرات الاقتصادية، ويعمل على تحسين الإنتاجية وتعزيز الابتكار والتقدم التكنولوجي.
وقد أكد الأمير حسن بن طلال في سياق حديثه في كثير من المناسبات وخاصة الإنسانية منها على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، مشددًا على أنه هو رأس المال الحقيقي، فليس رأس المال مجرد مواد مثل الأسمنت أو الحديد، بل هو التطلعات التي تعكس فهم حجم الألم الذي نسعى إلى معالجته، والأمل الذي نبني عليه، كونه يمثل الرؤية التي تُعتبر دليلاً مضيئًا للعمل الإنساني. وأوضح أن الإنقاذ الإنساني للشعوب المتضررة من العدوان والتشريد والحروب والصراعات لا يتحقق من خلال بناء موانئ أو مراكز تجارية تُنظر إليها من منظور الربح، بل هو بناء وجداني نعتز به.
في الأردن الرأس المالي الإنساني أكبر ما يملكه هذا الوطن من موارد، وان كانت مساحة ارضه صغيرة ولكن فيها ما يمكن ان يغطي عين شمس العالم في المعرفة والابداع وحلول المعاضل، وتوليد الأفكار الناجعة التي تجعل الاردن يدلف الى ثورة صناعية خامسة، مُخلف كثير من التحول في مجالات عدة، سواء على مستوى التكنولوجيا التي أصبحت هي المحرك الرئيس في كثير من ميادين العمل والصناعة والإنتاج، فضلا عن الرقمية والرقمنة التي تجعل من كل فينا محرك لعملية التنمية المستدامة في ظل الفقر والجوع والعوز والبطالة.
اننا اليوم مدعوون الى ان ننفض كل غبار نال منا خلال مائة سنة مرت، وان لا نموت في عالم أصبح بناءه المعرفة والابداع والابتكار، وعقولنا فاضت منها المعرفة والابداع، وهي سمة كل فينا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-05-2025 09:06 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |