15-05-2025 02:42 PM
بقلم : علاء عواد
شهدت الرمال الحارة للشرق الأوسط لحظة تاريخية، حين هبطت الطائرة الرئاسية الأمريكية "إير فورس ون" على مدرج أحد مطارات المنطقة، حاملةً على متنها أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارةً للجدل: دونالد جيه. ترامب. لم تكن زيارة عادية. بل كانت كأنها مشهد سينمائي من فيلم سياسيٍ ملحمي، تتقاطع فيه المصالح والنيران، وتشتبك فيه الأيدي الدافئة بالمصافحة مع العيون المتوترة خلف الستائر الدبلوماسية.
منذ اللحظة الأولى، بدا كل شيء محسوبًا بدقة، كأننا أمام عرض مسرحي على خشبة السياسة الدولية. الأعلام ترفرف، العزف الرسمي يدوّي، والرئيس ترامب يسير بخطى واثقة، يلوّح بيده بينما تتصاعد خلفه حرارة الانتظار والأسئلة الكبرى: ما الذي جاء من أجله؟ وماذا سيترك خلفه؟
لم يأتِ ترامب حاملاً وردًا بل حمل في جعبته ملفات ساخنة، بعضها أشبه ببراميل بارود: إيران النووية، التطبيع العربي الإسرائيلي، أمن الخليج، وملف النفط المتقلب على إيقاع التوترات. وجلس إلى موائد الملوك والرؤساء كمن يفتح خريطة معركة، يوزع فيها الأدوار ويتبادل فيها الوعود
في غرف الاجتماعات، حيث لا كاميرات ولا صحفيين، قيل إن النقاشات كانت مشتعلة. أيد تُصفق أمام العدسات، وشفاه تهمس في الظل. دول تبحث عن الضمانات، وأخرى تنتظر فرص الانقضاض. أما ترامب، فكان كما عرفه الجميع: صفقة هنا، تغريدة هناك، وتصريحات كفيلة بأن تهزّ الأسواق والعواصم معًا.
حين وقف الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي، وأعلن أن الشرق الأوسط "يملك الفرصة لصناعة تاريخه لا العيش في ظله"، كانت تلك لحظة من نوع خاص. بدا ترامب وكأنه يضغط على زر إعادة التشغيل، لكنه لا يملك وحده جهاز التحكم. التحديات أكبر من أن تُختصر في بيان أو توقيع.
واخيراً غادر ترامب المنطقة كما دخلها، وسط أضواء الكاميرات وصيحات التحليل. لكنّ الأرض لم تهدأ من بعده. بدأت مرحلة جديدة، فيها من التحالف بقدر ما فيها من الحذر، ومن الأمل ما يوازي الخوف.
فهل كانت زيارته فتحًا سياسيًا؟ أم فصلًا جديدًا من الفوضى الخلاقة؟ الزمن وحده سيكتب الجواب… ولكن الأكيد أن الشرق الأوسط بعد ترامب، لن يكون كما كان قبله
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-05-2025 02:42 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |