14-05-2025 11:18 PM
بقلم :
د.محمود عبدالله الحبيس
الاقتصاد السياسي الدولي المبني على استثمارات عملاقة في مواجهة القومية والليبرالية واسقاط الحلول العسكرية والاعمال الدعائية الإعدادية العدائية قد أصبحت واضحة في سياسة ترامب ضمن هندسة اقتصاديات الدول بقيادة الاقتصاد الامريكي وشحن الأموال في بناء المشاريع العملاقة في مضاعفة القدرة الاقتصادية .
صحيح ان زيارة ترامب الى السعودية مهمة جدا ولذا كانت وجهته الاولى وبالمقابل فان السعودية تعاملت مع تفكير مختلف أن تكون قوة مالية في العمل المشترك لتخفيف الكلف السياسية القادمة .ارى ان الامير محمد بن سلمان ولي العهد في السعودية وفريقه قد استدعو المنابر الاقتصادية الى بناء شراكات استثمارية من خلال بوابة الامن والاستقرار والبيئة المحلية وإنهاء عقود من التحديات الإقليمية.
اذا رجعنا الى كتاب ثروة الامم حيث أدم سميث بالتعامل بشكل ايجابي مع اقتصاد السوق واستدعاء قانون العرض والطلب .
وتأثير الاقتصاد السياسي الدولي حيث شكل جون ميارد كينز ونظريته الليبرالية ضمن تأسيس نظام بريتون وودز الذي دام من عام ١٩٤٤ الى عام ١٩٧١ والعامل القوي وهو صندوق النقد الدولي وسياسات البنك الدولية .جاءت الازمات المالية الى تبني تجديد نظام بريتون وودز لتحسين الروابط الاقتصادية.
الاقتصاد المختلط بين عناصر السوق الحرة والاقتصاد الموجه المبني على تبادل المصالح وتوجيه الاقتصاد. هنا فأن الاقتصاد المختلط حيث تقديم الاعانات استنادا الى تنشيط الاستثمارات نحو خلق القوى الإنتاجية وما يتعلق بها من استخدامات تكنولوجيا متطورة جنبا آلى جنب لتشغيل الأيدي العاملة المؤهلة .
هل السعودية حليف استراتيجي مع أمريكا؟
يقول لنا التاريخ ان شكل العلاقات بينهما في تحسن مستمر وامريكا تعتبر السعودية اكبر شريك لها فاكبر سوق للصادارات الامريكية في الشرق الأوسط وهو تاريخ طويل من التبادل بينهما في كافة المجالات ومنها التقني وحيث العلاقات الامنية الراسخة بينهما التي جاءت منذ عام ١٩٣٣ حيث تم توقيع اتفاقية بينمها وما اسس عليه اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز رحمه الله والرئيس روزفلت بتاريخ ١٤/٢/ ١٩٤٥ لبناء شراكة بين الدولتين قائمة على الاحترام والتعاون بين الدولتين ..واستهدفت تلك العلاقات المصالح الاستثنائية بينهما ولذا وجدنا النظر الى دور السعودية في محيط اقليمي وهي تتعامل معه وفقا لتلك الثوابت الوطنية لها
زيارة الملك سلمان الى امريكا عام ٢٠١٥ ووقتها كان أوبامارئيسا هو تكريس لتلك الشراكة الاستراتيجية وفي عام ٢٠١٧ زار الامير محمد بن سلمان امريكا والتقى مع ترامب ضمن رؤية مشتركة ومن ثم.زيارة ترامب الى السعوديةوتوقيع اتفاقية استثمارات ضخمة وهكذا جاءت زيارة بايدن الى السعوديةعام ٢٠٢٢ الى تلك الشراكة . ان العلاقات بينهما تعد من أهم العلاقات الثانئية اهمية على مستوى العالم تستند الى إستراتيجية طويلة الأمد وتبرزها حاليا التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية وهي انموذجا للعلاقات الدولية الراسخة .وهنا فان ضخ المليارات السعودية بالاستثمارات في داخل السوق الامريكي تعكس طبيعة العلاقة بين البلدين .
الحقبة الذهبية في هذه العلاقات هي مخرجات ترامب الى السعودية وتوقيع اكبر اتفاقية في العالم وهو ما تخطط له السعودية لتوسيع استثماراتها في امريكا والتي تشمل كافة المجالات والقطاعات .
ارى ان ولي العهد السعودي يسعى الى الاستفادة من من السنوات القادمة بالاستفادة من الفرصة المتاحة خلال ادارة ترامب بالشراكة والاستثمار غير المسبوقة .هنا دور الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والسكانية في العلاقة بينهما تبدوا وكأنها كوجهي قطعة النقد الواحدة في ديناميكيات الماضي والحاضر والمستقبل دون خوف او بلبلة والتركيز على بناء الأنشطة واستغلال الموارد لتحقيق مكاسب اقتصادية.
واضح ان زيارة ترامب للسعودية تحمل مؤشرات دلالية واضحة ان الاقتصاد هو الاقتصاد السياسي في حل المقدمة وان انهاء الصراعات سلميا اعتمادا على ردع عسكري بتقوية منظومة العسكرية السعودية.
دائرة المصالح المشتركة بين الدولتين تركز على علة العلاقة بينهما ببناء شراكات متطورة وعلاقات استثمارية وتجاربة بينهما ويمكن ما يتبقى من المصالح في تلك الدائرة ان تتبلور نظرات سياسية فيما بعد حيال الوضع في الشرق الأوسط .
أين مكانة القضية الفلسطينية بين الدولتين ؟ .
ينطلق موضوع الأرباح الاقتصادية ان تخفف من الضغوط السلبية المؤثرة على تلك العلاقات..وربما يجعل من تلك العلاقات تفكير متضامن متزامن حيال المسألة وليست القضية الفلسطينية بعلاج ضمن ادارة ترامب وربما تحولات لدى الادارة الامريكية .
منطق الزيارة الى السعودية يرتب على دول الإقليم اعادة التفكير بترتيب أولويات العمل بها ..
انها الزيارة الأهم دوليا الى السعودية وإنها استهداف الى تلك الشراكة وترسل الزيارة انها المملكة العربية السعودية اولا واولا وليس اخيرا ..
اتوقع ان السعودية بطبيعة الحال هي الفيتو في المنطقة بهدؤ ودون تصريحات ..
نظرة البعض ان زيارة ترامب الى السعودية هي استعمار جديد وانه قد نهب أموال السعودية وشحنها الى دولته وان الاستقبال له غير مسبوق ..لكن التغافل عن التاريخ في تلك العلاقات بين الدولتين يخرج التقييم من المعادلات الراسخة ..امر طبيعي ان يتم إكرام الضيف بحسن الاستقبال ..وهو قرار سعودي اولا وقبل كل شي..انها مصلحة الدولة السعودية..بمعنى لا نقرر عن الحكمة والمصلحة السعودية وهي ادرى بتاريخها وجغرافيتها ونظرتها الوطنية ..
لكن رؤيتي هي :
اتوقع ان ترامب قام بتسليم مفتاح البيت العربي والمنطقة الى الامير محمد بن سلمان .فمن شاء فليكن حجه السياسي مرحبا به من جهة السعودية..انه الاقتصاد السياسي الذي يوجه الى القرارات الجديدة .
دكتور اقتصاديات التنمية .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-05-2025 11:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |