حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,10 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6034

تليلان يكتب: الاحتلال الامريكي لغزة و اقامة الدولة العبرية

تليلان يكتب: الاحتلال الامريكي لغزة و اقامة الدولة العبرية

تليلان يكتب: الاحتلال الامريكي لغزة و اقامة الدولة العبرية

10-05-2025 04:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.باسم عيسى تليلان
تمسك الاتحاد الاوروبي و الاردن ومصر ومعظم الدول العربية بحل الدولتين الذي مضى على اقتراحه اكثر من 30 عاما لارساء قواعد سلام حقيقة في الشرق الاوسط الا ان الكيان الصهيوني وعبر قياداته اليمينية المتطرفة المتتالية استمر بمماطلة تنفيذ ذلك مرواغا ملتفا على اتفاق اوسلو واضعا العراقيل امام تنفيذه حيث قام بتجاوزات خطيرة لبنوده و مواده الاساسية مخترقا اراضي الضفة الغربية دون ادنى اعتبار لوجود سلطة لها حكم ذاتي على اراضي الضفة الغربية فقام بالاعتقال والقتل ودمر البنى التحتية بالمخيمات لمنع الحياة فيها و كذلك فعل في اماكن متعددة بالضفة الغربية وذات الامر قام به في غزة فقد اصطنع حروب متكررة خلال ثلاثين عام مضت حتى وصل الى عدوانه الكبير على قطاع غزة بعد 7 اكتوبر ليدمر البنية التحتية والفوقية للقطاع بشكل استهدف خلاله المستشفيات ، دور العبادة ،الجامعات ، المدارس ، المعاهد ،الكهرباء، الماء ، الشوارع ، المصانع وقام بقصف منهجي للمربعات السكنية و المنازل الشعبية حتى الخيام قصفها وذلك تم ضمن خطة واضحة تشير الى نية العدو بانعدام الحياة في القطاع و افناء الانسان او تشريده ثم تهجيره وصولا الى محاولة افراغ القطاع كليا تمهيدا لتنفيذ توجه اميركي صهيوني يختفي تحت ذرائع الحرب و الاسباب الكاذبة التي سعى الطرفان لاستمرارها .

فربما اصبح واضحا النية المشتركة لتنفيذ الاحتلال الامريكي لقطاع غزة و تحييد الكيان الصهيوني و السلطة الفلسطينية عن التدخل بادارة شؤون القطاع من خلال التصريحات الخطيرة التي يلقيها ترامب هنا وهناك والتي تصدر بنوايا واضحة لمخطط كبيرالذي لم يأت بعشوائية او ارتجاليه كما يظن البعض فما يمكنني فهمه من مجمل تصريحات الرئيس الامريكي حول قطاع غزة ما يلي :

" ان الرئيس الامريكي انهى اتفاقه مع رئيس الكيان الصهيوني لاعتبار غزة امتدادا للولايات المتحدة الامريكية وتحت سيطرتها كدولة محتلة بالقوة مقابل الدعم الامريكي للكيان لتنفيذ مخطط الدولة العبرية على كامل اراضي فلسطين باستثناء قطاع غزة وقد بدء الكيان تنفيذه للمخطط فشن عدوانه على الضفة الغربية بالفعل منذ سريان الهدنة التي فرضها ترامب حيث قام بممارسات واضحة تعبر عن اعادة الاحتلال في الضفة الغربية وكف يد السلطة عنها من خلال ادخاله الشرطة الصهيونية الى الضفة الغربية و تدمير البنى التحتية للمخيمات و اثارة الرعب و الدمار في كافة انحاء المناطق المستهدفة في الضفة الغربية وذلك لحسم اقامة الدولة العبرية على كامل ارض فلسطين و الجولان مقابل احتلال امريكي كامل لقطاع غزة وهو ما يحلم به الرئيس الامريكي ليضع موطيء قدم على البحر الابيض المتوسط وفي قلب الشرق الاوسط بشكل مباشر وليس من خلال الحلفاء بحيث تكون اقوى المواقع الاستراتيجية العسكرية الامريكية في مواجهة اوروبا وتركيا وعلى مقربة من ايران و اليمن و العديد من الدول الافريقية و معظم دول الشرق الاوسط والاستفادة الاقتصادية الضخمة من غازها ومينائها وموقعها المميز ووجوده كعثرة في طريق الحرير الصيني وهذا يفسر الدعم الهيستيري الامريكي العسكري للكيان الصهيوني في حربه لتدمير قطاع غزة و العمل بشكل واضح مع الكيان الصهيوني على انهاء كافة اشكال الحياة هناك .

ويفسرهذا التوجه تصريحات الرئيس الامريكي السابق بايدن ووزيره بلينكن حول استحالة اعادة احتلال الكيان الصهيوني لغزة او قبول تسليمها للسلطة الفلسطينية بالاضافة الى منع وصول حماس الى السلطة او السماح لادارة مدنية من غزة بادارتها يوضح الانعطاف بالخطة الصهيونية التي صدرت بتاريخ 5-5-2025 وقضت بتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة من اجل السيطرة الكاملة عليه و عدم الانسحاب من الاراضي التي تسيطر عليها ولم تعلن عن نيتها الاحتلال للقطاع انما السيطرة عليه من اجل تنفيذ خطة ترامب بالايدي الصهيونية والدعوة الى ادارة امريكية للقطاع .
وهنا تبرز المصلحة الامريكية العليا بكل وضوح لتنفيذ خطتها الرامية الى احتلال قطاع غزة باكمله و تحويله جملة و تفصيلا الى ولاية استثمارية عسكرية امريكية تبنى على قاعدة الوجود الامريكي الذي استند على اقصاء الهنود الحمر و ابادتهم و احتلال ارضهم و مكانهم ويفسر بالتأكيد العبارات التي يطلقها ترامب بين الفينة و الاخرى حول الاستثمار العقاري و الجذب السياحي لغزة التي يروج لها انها ستكون ريفيرا الشرق الاوسط .
وبالطبع سيؤدي ذلك الى تنفيذ المخطط الاستراتيجي لفرض القوة الامريكية على حوض البحر الابيض المتوسط بمواجهة اوروبا و تركيا وحتى روسيا كذلك توسع سيطرتها على الشرق الاوسط بشكل عام وبمواجهة ايران و اليمن واعتبارها ارض تسيطر عليها الولايات المتحدة الامريكية تكون بالتوازي مع الاستغلال الاقتصادي و السياحي لاعدادها كمنطقة عسكرية ضخمة .
و لكن يبقى في المعادلة امر صعب و هو المواطن الغزي الذي ربما لايشبهه شعب في الارض الا شعب فيتنام و هناك خسرت الولايات المتحدة حربها وتنازلت عن احتلالها لفيتنام بالرغم من استخدامها كافة اشكال القوة .كما ستسفز هذه الخطوة دول عظمى و اقليمية باعتبار انها تهدد المصالح القومية المباشرة لها والتي من الممكن ان تعمل على منعها ان استطاعت او ابطائها .











طباعة
  • المشاهدات: 6034
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-05-2025 04:03 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم