حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,8 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4012

زيدون الحديد يكتب: رسائل خفية وإعادة رسم الخرائط في زيارة ترامب

زيدون الحديد يكتب: رسائل خفية وإعادة رسم الخرائط في زيارة ترامب

زيدون الحديد يكتب: رسائل خفية وإعادة رسم الخرائط في زيارة ترامب

07-05-2025 09:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زيدون الحديد
من يتابع التصريحات الأميركية الأخيرة، وتحديدا ما أعلنه المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف حول أمله بتحقيق تقدم في جهود وقف إطلاق النار في غزة قبيل أو أثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة، يدرك أن ثمة ما يحاك خلف الكواليس أبعد بكثير من مجرد هدنة أو صفقة تبادل أسرى، فالزيارة، التي ستشمل السعودية والإمارات وقطر وتستثني الكيان الصهيوني، تحمل في طياتها رسائل سياسية وأمنية واضحة، تسعى لإعادة رسم مشهد التحالفات والتفاهمات الإقليمية وفق رؤية أميركية حذرة ومتأنية.


استثناء الكيان الصهيوني من جولة ترامب، رغم الدعم المطلق الذي يمنحه للصهاينة ميدانيا وسياسيا، ليس قرارا عابرا أو إجراء بروتوكوليا، فالبيت الأبيض يدرك جيدا أن مشهد الحرب الدامي في غزة بات عبئا سياسيا مكلفا، لا سيما مع اتساع دائرة الانتقادات الدولية والضغط الإعلامي المتصاعد، فأي زيارة رئاسية في هذا التوقيت إلى تل أبيب ستكون حتما بمثابة انحياز معلن في معركة غير متكافئة، وتضع واشنطن في موقع الدفاع أمام المجتمع الدولي، خصوصا وأن المجازر اليومية في القطاع لم تعد تمر مرور الكرام في العواصم الغربية.
أما اختيار دول الخليج الثلاث لهذه الجولة فهو ليس اختيارا بريئا، لأن الإدارة الأميركية تسعى لتأمين موقف عربي بشأن مساري الحرب والتهدئة في غزة، بحيث يتم احتواء الموقف الفلسطيني ضمن قنوات إقليمية محددة.
في الوقت ذاته، تحرص واشنطن على التأكيد أن شراكتها مع هذه العواصم الخليجية تبقى حجر الزاوية في استراتيجيتها الشرق أوسطية، وسط تصاعد الارتباك الإقليمي المستمر.
ما لفت الأنظار أيضا هو التزامن بين حديث ويتكوف عن مساعٍ يومية مع قطر ومصر والكيان، وتصريحات ترامب بشأن إيصال مساعدات غذائية إلى سكان غزة، مقرونا باتهامات لحماس بالاستيلاء على المساعدات.
هذا الخطاب الأميركي المزدوج يعكس محاولة مكشوفة لرسم صورة للولايات المتحدة كطرف إنساني "يسعى لوقف المعاناة"، في حين يوفر في ذات اللحظة غطاء سياسيا وأمنيا للكيان لمواصلة عملياتها العسكرية دون سقف زمني واضح.
في العمق، يبدو واضحا أن واشنطن تدرك أن حسم الحرب عسكريا مستحيل، وأن بقاء الوضع على ما هو عليه يهدد استقرار المنطقة ويعرقل خطط إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية.
من هنا، تأتي زيارة ترامب كمحاولة لتثبيت هدنة مؤقتة بضمانات عربية، وفتح نافذة تفاوض غير معلنة حول ترتيبات ما بعد الحرب، على قاعدة تحجيم حماس وتكريس واقع أمني جديد في القطاع والضفة.
في هذا السياق، تبدو التصريحات الاميركية حول ضرورة نزع سلاح حماس، مترافقة مع التنسيق اليومي مع الأطراف المعنية، أقرب إلى وضع خطوط حمراء سياسية وأمنية لأي اتفاق قادم، فالمسألة بالنسبة لواشنطن لم تعد متعلقة باستعادة الأسرى فحسب، بل بإعادة هندسة ميزان القوى في غزة والمنطقة، بما يضمن بقاء المقاومة في إطار قابل للاحتواء.
لهذا زيارة ترامب ليست جولة عادية، بل محطة فارقة في سياق معركة مفتوحة، فالحرب على غزة لم تعد مجرد صراع عسكري محدود، بل تحولت إلى ورقة تفاوض إقليمي ودولي معقدة، يجري استثمارها في إعادة تموضع القوى وبناء التفاهمات المستقبلية.
وفي ظل هذا المشهد الملبد، يظل الثابت الوحيد أن الشعب الفلسطيني، رغم كل محاولات العزل والضغط والتجويع، يثبت مجددا أن إرادته فوق كل الحسابات السياسية، وأن ميدان المواجهة سيبقى، كما كان، وهو الذي يرسم حدود التسويات وملامح المصالحات.











طباعة
  • المشاهدات: 4012
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-05-2025 09:50 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم