سرايا - في عصر أصبحت فيه الحلويات تتنافس على انتزاع الإعجاب على منصات التواصل الاجتماعي قبل الأذواق، خرجت من دبي قطعة شوكولا واحدة لتصنع ضجة عالمية لم تهدأ بعد، رغم أنها انطلقت كفكرة بسيطة من أم حامل تشتاق لطعم الكنافة والفستق، لتتحوّل بمرور الوقت إلى منتج فاخر تتسابق عليه كبرى المتاجر العالمية، ويتسبب في طوابير طويلة من أوروبا حتى آسيا.

"شوكولا دبي" التي استطاعت أن تدمج بين النكهات الشرقية وروح العصر، تحوّلت من مجرد رغبة شخصية إلى ظاهرة عالمية حقيقية حين أطلقت شركة "FIX Dessert Chocolatier" ومقرها دبي، في عام 2022، منتج جديد وفريد من نوعه حمل اسم "Can't Get Knafeh Of It".


الهدف في البداية كان بسيطاً، ألا وهو إرضاء رغبة حمل لصاحبة المشروع، سارة حمودة، وهي سيدة بريطانية من أصول مصرية كانت تتوق خلال فترة حملها لمذاق جريء من الشوكولا بالحليب، وكريمة الفستق الناعمة، والطحينة، مع قطع مقرمشة من عجين الكنافة.

هذه القطعة الصغيرة من الشوكولا تحولت سريعاً إلى ظاهرة عالمية قلبت صناعة الحلويات رأساً على عقب، وكُتب لها أن تصبح "بطلة منذ ولادتها"، كما وصفتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC.


كيف حدث الانتشار؟
الانطلاقة الحقيقية جاءت في ديسمبر (كانون الأول) 2023، عندما نشرت مؤثرة تيك توك الشهيرة ماريا فيهيرا مقطع فيديو تظهر فيه وهي تتذوق هذا المنتج الفريد داخل سيارتها، ليلقى الفيديو رواجاً ضخماً ويصل صداه إلى أكثر من 125 مليون مشاهدة خلال وقت قياسي. وسرعان ما عُرفت عالمياً باسم "شوكولا دبي"، وأصبحت مطلباً في الأسواق العالمية من ميونيخ إلى مومباي.

وفي مشهد غير مسبوق، اصطف الزوار في سوق عيد الميلاد بمدينة ميونيخ، ليس لشراء كعك الزنجبيل أو خبز الفواكه الشهير، بل لتذوق شوكولا دبي. حينها، أدرك الجميع أن هذه الحلوى القادمة من الخليج لم تعد مجرد منتج محلي، بل قطعة عالمية تتصدّر عالم صناعة الحلويات.

واليوم، تُباع شوكولا دبي في كل مكان؛ من تطبيقات التوصيل في الإمارات إلى رفوف السوبرماركت في لندن، ومن محال الحلويات الفاخرة في إسطنبول إلى الأسواق الشعبية في الهند، لدرجة أن هذا الانتشار المذهل أدى إلى نقص عالمي في الفستق، وظهور قوائم انتظار في أوروبا وأمريكا، بل أيضاً محاولات لتهريب المنتج بسبب ندرته!

كما تعاونت كبرى العلامات التجارية العالمية مثل "ستاربكس" و"شيك شاك" لإطلاق نسخ محدودة من هذه الشوكولا، فيما بدأت بعض المتاجر بتحديد الكمية المسموح بشرائها لكل عميل.

من جانبها، أكدت المحللة مونِيك نوفال من "يورومونيتور" أن اسم "دبي" نفسه منح المنتج بريقاً فخماً ومحبباً، قائلة: "الناس يربطون دبي بالرفاهية والاستمتاع والمولات الضخمة والحلويات المذهلة، وهذا يضيف لمسة سحرية على المنتج.. فمن مجرد رغبة حمل وُلِدت أسطورة جديدة في عالم الحلوى، تُدعى شوكولا دبي".