بقلم : د. غزل الحمود
في الأول من مايو من كل عام، يقف العالم وقفة تقدير وإجلال للعمال، أولئك الذين يشكلون الأساس المتين الذي تُبنى عليه الحضارات، وتُشيّد به المجتمعات، وتُصاغ به ملامح المستقبل. يوم العمال ليس مجرد مناسبة تُدرج على التقويم أو تُحيى بخطب واحتفالات؛ بل هو وقفة صادقة لتكريم عطاءٍ متواصل وجهدٍ لا يعرف الكلل.

العمال هم القلب النابض للاقتصاد، واليد التي تحرّك عجلة الإنتاج في كل المجالات: في المصانع والحقول، على الأرصفة وفي الورش، في المؤسسات الحكومية والخاصة، في الموانئ والمناجم، وفي كل زاوية من زوايا العمل الشريف. هم من يحوّلون الرؤية إلى واقع، والخطط إلى إنجازات.

وفي هذا اليوم، من الواجب أن نتأمل في حقوق العمال وظروفهم، وأن نعمل معًا – حكوماتٍ ومؤسساتٍ ومجتمعًا – من أجل بيئة عمل عادلة وآمنة تحفظ كرامة الإنسان، وتصون حقوقه، وتكافئ جهده بما يستحق. فالاحتفاء الحقيقي بيوم العمال لا يكون فقط بالكلمات، بل بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتأمين الاستقرار الوظيفي، وتوفير فرص التدريب والتطوير المستمر.

لقد أثبتت الأزمات – وآخرها جائحة كوفيد-19 – أن العمال، بمختلف مستوياتهم، كانوا في مقدمة الصفوف. استمروا في أداء واجبهم وسط أصعب الظروف، ليضمنوا استمرار الحياة، وتوفّر الحاجات، وسير المرافق الحيوية. وهذا ما يستوجب منا مزيدًا من التقدير العملي، لا الرمزي فقط.

وفي وطننا، يشكّل العمال لبنة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية، ونفخر بأننا نسير بخطى حثيثة نحو تمكينهم، من خلال السياسات الاقتصادية الرشيدة، وقوانين العمل الحديثة، والمبادرات التي تسعى لتحسين جودة الحياة والعمل معًا.

ختامًا، إلى كل عامل وعاملة، في كل موقع ومجال، نقول: شكرًا لكم. أنتم عماد الأوطان، ورافعة التنمية، ونبراس الأمل. كل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم أكرم من في هذه الأرض عملاً وأصدقهم عطاء