بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
في أول جلسة لمجلس النواب بعد الكشف عن مخطط إرهابي كان يهدد الأمن الوطني، اختار المجلس عرض فيديو قصير يتضمن مشاهد عن الجيش الأردني والاجهزة الامنية، العلم الأردني، وكلمات لجلالة الملك عبدالله الثاني. جاءت هذه الخطوة لتكون بمثابة رسالة وطنية واضحة تعكس تلاحم الشعب الأردني ومؤسساته، وتؤكد على استمرارية الاستقرار رغم التحديات.
عرض الفيديو كان خطوة مدروسة تهدف إلى تعزيز الوحدة والثوابت الوطنية في لحظة حساسة، حيث جرت أحداث محورية تمس الأمن الوطني.
الجيش والاجهزة الامنية ، والعلم، وكلمات جلالة الملك، كانت رموزًا أساسية للتأكيد على أن الأردن سيبقى قويًا ومتحدًا أمام أي تهديدات خارجية أو داخلية.
كما يحمل الفيديو رسالة تقدير لجهاز المخابرات العامة، التي نجحت في إحباط المخطط الإرهابي، مما يعكس الامتنان الرسمي لتلك المؤسسة ودورها في الحفاظ على أمن المملكة، حيث كانت هذه خطوة لتأكيد أن المؤسسات الأمنية محط دعم وثقة من قبل البرلمان والشعب الأردني.
الخطوة التي اتخذها مجلس النواب قد تكون محاولة لضبط المناخ السياسي داخل الجلسة، لتهيئة النواب على التحلي بالوحدة والتماسك في مواجهة أي تهديدات محتملة. كما كان الفيديو بمثابة تذكير للجميع بأن الاختلاف السياسي يجب أن يكون ضمن حدود القيم الوطنية العليا، خصوصًا في فترات الأزمات.
وكان للعرض الرمزي أيضًا رسالة موجهة إلى النواب من مختلف التيارات السياسية، بما فيها الإخوان المسلمون، مفادها أن الوحدة الوطنية وحماية الأمن القومي هما أولويتان لا يمكن التفريط فيهما.
فهذا التوقيت يجعل من الصعب أن يتم تجاهل المخاطر الأمنية أو أن تكون هناك مواقف غير منسجمة مع موقف الدولة في مواجهة الإرهاب.
وأخيرًا، كان الفيديو بمثابة طمأنة للرأي العام الأردني، حيث يتم التأكيد على قدرة الأردن على مواجهة التحديات، من خلال تأكيد الثقة بالمؤسسة العسكرية تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ويُظهر الأردن أمام شعبه أنه قادر على الحفاظ على أمنه واستقراره مهما كانت الظروف.
في الختام، كانت هذه المبادرة من مجلس النواب خطوة مدروسة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتأكيد على أهمية الدور الأمني والعسكري في الحفاظ على الأردن من أي تهديدات، ليبقى الاردن قادر على الاستمرار في مواجهة التحديات بصوت واحد وهدف واحد.