حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,5 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20950

من ذاكرة ابو عوجة السياسية

من ذاكرة ابو عوجة السياسية

من ذاكرة ابو عوجة السياسية

17-12-2016 09:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
عدنان ابو عودة السياسي الاردني المخضرم في حديثه لقناة العربية في برنامج الذاكرة السياسية وعلى امتداد اربع حلقات ، تابعها ملايين المشاهدين على امتداد الوطن العربي الكبير ، تحدث بصراحة عن بعض القضايا التي لم يتجرأ احد من قبله الخوض فيها ، بالمناسبة قبل بضع سنوات ثار لغط في الشارع الاردني باتهام هذا الرجل ومعه بعض الساسة الذين تحدثوا عن الحقوق المنقوصة ، بتهم واهية ليست في محلها ولا في مكانها الصحيحين ، وليس لدي الرغبة في التوسع في الحديث عن هذه التهم واسبابها ، كي لا اُتهم بالنبش في مسألة مقيتة عفى عليها الزمن .
ما يهمني في هذا المقال ان اشير الى بعض المسائل الهامة التي ورد ذكرها في تلك الحلقات ، منها تحويل الرأي العام الدولي من ارض محتلة الى ارض متنازع عليها ،وهذه مسألة غاية في الأهمية والخطورة ،ونتائجها ملموسة على الواقع حاليا ، في الاصل هي فكرة وزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كسنجر ، الذي سوقها لوزير الخارجية الاسبق ايضا اسماعيل فهمي ، وهذا بدوره قام بتسويقها للرئيس انور السادات ، وابو عمار للاسف كان " غايب فيلة " ولا ادري اذا كشف هذه اللعبة ام مرت عليه مرور الكرام .
جيمس بيكر الذي تولى حقيبة الخارجية الأمريكية خلال العدوان الأمريكي الاول على العراق بعد غزو الكويت ، يقول لن تقوم دولة فلسطينية، بل كيان اقل من دولة واعلى درجة من حكم ذاتي ، حسب السيد عدنان ابو عودة ، وما نراه اليوم في الضفة وغزة ليس ببعيد عنا قاله جيمس بيكر بعد خمسة وعشرين عاما .
في احد لقاءات ابو عودة مع جلالة الملك اثناء عمله كمستشار سياسي للملك حسين رحمه الله ، وجه سؤالا للملك ، ما اذا لمس من خلال لقاءاته مع المسئولين الاسرائيليين , عن نيتهم الانسحاب من القدس ، اجاب لا . وما اذا كان لديهم الرغبة بإعادة الضفة الغربية كاملة للأردن فأجاب أيضا لا . فيقول للملك ما دام ابو عمار يعتقد انه بمقدوره ان يعيدها او يحررها لماذا لا نترك له الخيار وحرية التصرف ، وذلك بفك الارتباط مع الضفة على الرغم انه اجراء غير دستوري ، فاقتنع الملك وهذا ما حدث فعلا فيما بعد .
الغزو العراقي للكويت لم يكن المغفور له الملك حسين سعيد بهذه الخطوة ،على عكس التهم التي وُجّهت للاردن ، من بعض الدول العربية والأجنبية ، لأن جلالته كان يدرك جيدا الأخطار التي سوف تعقب هذه الازمة ، لذلك عمل جاهدا على عدم تدويل الازمة راغبا بقوة في ابقاء الحل ضمن البيت العربي ، ثم حدث ما حدث من دمار وخراب بعد التدويل طبعا .
من خلال هذه الومضات من حديث ضابط المخابرات ثم وزيرا للاعلام ، فرئيسا للديوان الملكي ، وعضوا في مجلس الأعيان ، واخيرا مستشارا سياسيا لجلالة الملك ، يبدو جليا ان الرجل كان قريبا من رأس هرم الدولة وصناع القرارات ، وقد اشار بوضوح الى حنكة جلالة الملك ووعيه السياسي ونظرته الثاقبة ، ما انقذ الاردن من كثير من المخططات الصهيونية من جهة ، وجنبها كارثة بل كوارث كانت تنتظر كل الدول التي لم تبعث جيشا لمحاربة صدام ، وعلى رأس القائمة الاردن ،من جهة ثانية ، فالقيادة الاردنية الرشيدة حرصت كل الحرص على سلامة العراق وشعبه ووحدة اراضيه ،كعمق عربي استراتيجي .
لو استمع القادة العرب الى صوت الحكمة وصوت العقل الراجح ، الذي تحلى بهما الملك حسين لما كان هذا هو حال العرب والعروبة ، العروبة التي تنهار يوما بعد يوم ، لدرجة العجز الفظيع عن حماية اطفال حلب خاصة واطفال سوريا عامة الذين يذبحون ويقتلون رغم براءتهم ورغم ضعفهم وجوعهم وبردهم وقلة حيلتهم .. وليس لهم الا الله ورحمته .



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20950
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم