حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,6 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22124

نزوح ولجوء ونزوح الى متى

نزوح ولجوء ونزوح الى متى

نزوح ولجوء ونزوح الى متى

30-05-2016 03:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في تاريخنا المعاصر تعودنا ان نشهد عمليات لجوء افرادا وجماعات ، من هنا وهناك ، هذه الظاهرة باتت واضحة عام 1948 ، عندما قامت العصابات الصهيونية بهاجمة المدن والقرى الفلسطينية ، فيضطر الناجون منهم الى ترك بيوتهم واللجوء الى اقرب مكان يعتقدون انه اكثر امنا ، وما ان يستقروا في ذلك المكان حتى تقوم هذه العصابات بالهجوم من جديد على هذه الاماكن ، بهدف التوسع واغتصاب المزيد من الارض ، فتشرد اهلها ومن لجأ اليها من قرى أخرى ، ومن مكان الى مكان على هذا المنوال ، حتى اقيمت مخيمات اللجوء الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة وفي الدول المجاورة كالاردن وسوريا ولبنان ، وما زالت هذه المخيمات قائمة ، ما اود ان انوه اليه ، واشير اليه بكل وضوح ، ان هؤلاء اللاجئين مارسوا اللجوء اكثر من مرة بل مرات ، على ايدي العصابات الصهيونية في عام 48 و67 ، ثم في وقت متأخرعلى ايدي قوات عربية كما هو الحال في سوريا والعراق .
الأمر اليوم كما هو واضح للعيان ، لم يعد يقتصر على الفلسطينيين ، فبعد قيام ما اطلق عليه بالربيع العربي ، تفاقمت الاوضاع سوءا في البؤر الساخنة في دول عربية بعينها ولا داعي لذكرها ، فمثلا في العراق كانت البداية ثم في وقت لاحق سوريا ، فثمة عراقيون نزحوا من العراق بعد الاحتلال الامريكي لهذا القطر العربي ، واسقاط نظامة بالقوة الحربية ، فكان للاردن حصة الاسد من استقبال اللاجئين العراقيين ، لا سيما بعد ظهور الفتنة الطائفية وتغذيتها من قبل نظام الولي الفقيه تبعا لمصالحه ، وكذلك الاحتلال الامريكي الذي راح يعمل على تقسيم العراق بين الشيعة والسنة والاكراد ، اذكاء للفتنة الطائفية التي لا زالت نتائجها واضحة للعيان حتى يومنا هذا ، ولكن لا بد ان نشير ان مأساة العراقيين على شراستها ، هي الآن اقل بكثير مما يعانيه الاشقاء السوريون من ويلات الحرب والقتل والدمار ، الذي تلحقه قوات بشار الاسد وشبيحته ومقاتلي حزب الله ، الذين انضموا للقتال مناصرين النظام القاتل الفاسد ، اضف الى ذلك العدوان الروسي الذي راح يدك المدن والقرى السورية ومخيمات اللجوء بطائراته الحربية التي تملك ترسانة وتقنية تفوق التصور والخيال ، ما دفع بمئات الالاف من الناجين السوريين الى ترك مدنهم وقراهم ليتشردوا في كل بقاع الدنيا ، نزوحا ولجوءا وهربا من القتل والموت ، فمن لم يمت بسلاح بشار وزمرته ، يموت بسلاح حزب الله الذي ينفذ تعليمات الصفويين من حكام ايران وساستها ، او بقنابل وصواريخ طائرات الموت والدمار القادمة من بلاد الروس، ليجربوا اسلحتهم الفتاكة في اناس مغلوبون على امرهم لا حول لهم ولا قوة .
الاردن مشكور انه استقبل ما يقارب من مليون ونصف المليون من الاشقاء السوريين، الذين نجوا من ادوات القتل والبطش الاسدية من البر والبحر والجو ، براميله المتفجرة تنهمر يوميا على رؤوس الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ ، رائحة الموت والاشلاء تجدها في كل مكان في سوريا ، او طعاما للاسماك في البحار .
اليوم في العراق وبحجة محاربة تنظيم داعش، راحت مليشيات حاقدة من ما يسمى بالحشد الشعبي ، تفتك بالمواطنين العراقيين من السنة ، وهؤلاء المواطنون السنة سبق ان تم تهجيرهم ثم عادوا ثم نزحوا من قوة نيران المتحاربين ثم حوصروا ، فقتل منهم من قُتل ، وهاجر منهم من هاجر ، ونفس المصير يلقاه اشقاؤنا السوريون الذين لم يعودوا يعلمون الى اي بقعة سوف يلجأون ، ومن بعدها اين ستحط بهم رحال النزوح والتهجير واللجوء ، انها كارثة على هؤلاء ، ومهزلة من الدول الكبرى صاحبة الحل والعقد، التي تتلاعب بحياة ومصير هذه الشعوب التي تُقتل في بيتها وعلى فراشها ولا تدري من قاتلها او لماذا يقتلونهم ، والسؤال الذي يطرح نقسه ، الى متى سوف يستمر هذا الحال الذي لا يسر صديقا ولا يرضي ضميرا .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22124
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم