سرايا -  

سوق العقارات السعودي: النمو والاتجاهات والتوقعات

تُعد المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي من أهم وجهات الاستثمار العقاري حول العالم. تشهد المملكة السعودية تحولًا اقتصاديًا قويًا وعلى مستوى النمو السكاني يبلغ عدد سكان السعودية 35 مليون نسمة على مساحة شاسعة من الأراضي، وتعتبر ركيزة أساسية على المستوى الاقتصادي والسياسي والسياحي في الشرق الأوسط. كما أن معدلات الاقتصاد في المملكة السعودية تنمو بشكل قي جدًا، حيث يساهم قطاع العقارات فقط ب 7% من إجمالي الناتج المحلي وهذه قيمة كبيرة لدولة قيمة الناتج المحلي لها والذي بلغ عام 2022 نحو 1.1 ترليون دولار أمريكي، وهو من أعلى ناتج محلي سنوي يحدث في تاريخ المملكة السعودية.

كما أن مؤشرات الاقتصاد السعودي في تزايد مستمر السنوات القادمة وذلك بسبب ارتفاع سعر النفط. المملكة السعودية دولة نفطية تقوم بتصدير النفط ومع زيادة أسعار النفط ينتعش الاقتصاد السعودي بصورة كبيرة حيث متوقع أن يصل قيمة الإنتاج المحلي السعودي في 2030 إلى 2.7 تريليون ن دولار أمريكي. ويمكن القول إن عقارات السعودية وعقارات دبي السنين الأخيرة هم من أهم وجهات الاستثمار العقاري في الشرق الأوسط والعالم.شركة عقارية حائزة على جوائز في خدمتكم

تعرف على حركة سوق العقارات في المملكة العربية السعودية

يعتبر سوق العقارات السعودي من أكثر الأسواق حركية، حيث يقدر قيمة سوق العقارات السعودي عام 2023 فقط ب 64 مليار دولار مع توقعات تصل إلى 94 مليار دولار بحلول عام 2028، وهذا يدل على مدى التطور المذهل في سوق عقارات السعودية.

اتجاهات السوق

منذ وقت جائحة كورونا وصل سوق العقارات العالمي إلى مراحل هبوط كبيرة، وذلك بسبب حالة الركود في عمليات البيع والشراء التي حدث في هذه السنوات، ولكن منذ عام 2022 وقد قام سوق العقارات السعودي بشكل متوحش، حيث تطور السوق بشكل كبير جدًا على جميع المستويات، ومع تطور الاقتصاد السعودي أصبح هناك طلب كبير على امتلاك عقارات جديدة في السعودية لأنها تعتبر أحد الأسواق العقارية الواعدة في السنوات القادمة بأرقام فلكية، حيث متوقع للناتج المحلي السعودي في 2030 أن يصل إلى 2.7 ترليون دولار.

من جهة أخرة هناك قطاعات عقارية معينة يمكن أن تكون رابحة في الوقت القادم، لذلك يجب التخطيط والبحث الجيد عن هذه القطاعات وأهمها القطاع التجاري والسكني، وذلك لأن القطاع التجاري مدفوع بالنمو الاقتصادي المتوقع في السعودية ككل، حيث تزداد المرافق اللوجستية ومنافذ البيع بالتجزئة بجانب زيادة الطلب على التجارة الإلكترونية، مما يجعل التجار في حالة دائمة من احتياج أماكن التخزين، وهذا يرفع قيمة الوحدات العقارية التجارية، أيضًا الوحدات السكنية تمثل ما يقارب من 60% من قيمة السوق العقاري في السعودية ويمتلك طلب عال وأسعار معقولة مما يجذب المشترين باستمرار ويضمن عملية زيادة القيمة مع الوقت.

مؤثرات هامة على سوق العقارات في السعودية

من أهم المؤثرات التي تساهم في نمو سوق العقارات في السعودية هو معدل الزيادة السكانية حيث متوقع أن يصل عدد سكان السعودية حتى عام 2023 إلى أكثر من 41 مليون نسمة وهذا بالطبع يتحول إلى زيادة على طلب الإسكان في المقابل، مما يجعل سوق العقارات عليه طلب بشكل مستمر من أهل السعودية أنفسهم، بجانب أيضًا التطور الديموغرافي حيث تتوسع المناطق الحضرية في السعودية لتشمل أكثر من 70% من شعب السعودية حتى عام 2030، أيضًا تطور البنية التحتية وتوسعة شبكات النقل ستجعل المدن والضواحي مربوطة بشكل أكثر سرعة مما سيجعل السعودية في المستقبل إحدى أهم دول الشرق الأوسط في سوق العقارات.

تحديات سوق العقارات في السعودية

بالطبع أمام أي تطور كبير هناك معوقات قد تؤثر على هذا التطور، ومن الأمانة عرض جميع السلبيات التي تقابل سوق العقارات السعودي حتى يفهم المستثمر جميع جوانب الاستثمار هناك.

فهم التحديات

قبل التفكير في الاستثمار داخل سوق العقارات السعودي فيفضل فهم التحديات فمثلًا؛ هناك ندرة في السكن الميسر، حيث لا يتواجد تطابق بين العرض والطلب فيما يخص الوحدات السكنية التي في متناول الطبقة المتوسطة والفقيرة، وهذا يجعل السوق يسير في اتجاه واحد فقط وهو الوحدات العقارية ذات السعر المرتفع مما يؤدي إلى عدم استغلال كامل القوى الشرائية، أيضًا التركيز على القطاع الراقي، حيث يتوجه معظم المستثمرين إلى عمل مناطق سكنية ذات مستوى عال لكسب هوامش ربح أكبر من خلال الأسعار الأغلى، وهذا يجعل القدرة الشرائية هناك مقتصرة على فئة الأثرياء أو القادرين فقط.

رؤية مبنية على البيانات

هناك الكثير من التقارير التي تسرد أهم التحديات التي تقابل سوق العقارات السعودي، مثل تقرير البنك الدولي عام 2021 الذي أشار إلى أن السعودية تواجه عجز سكاني بمعدل 1.5 مليون وحدة سكنية، أيضًا هناك تقرر تم نشره من جيه إل إل أن المملكة السعودية تتوجه بشكل قوي للاستثمار العقاري في العقارات الفاخرة بشكل أكبر من الطبيعي والذي يتجاوز نطاق قدرة المواطن السعودي العادي، حيث أن 75% من العقارات المتاحة في السوق السعودي تتخطى مليون ريال سعودي وهذا مبلغ ضخم جدًا. مؤسسة النقد العربي السعودي أصدرت تقرير يؤكد على ذلك أن متوسط أسعار العقارات من عام 2019 إلى 2021 ارتفعت بمعدل 20% وهذه نقلة ضخمة في أسعار السوق على عدد سنوات قليل.

أهم الفرص في سوق عقارات السعودية

على الرغم من التحديات السابق ذكرها ولكن السوق السعودي مناسب جدًا في حالة الاستثمار للمستقبل، حيث أن هناك تقارير عدة تؤكد تطور وارتفاع معدل الاستثمار العقاري والناتج المحلى على مدار السنوات القادمة، دعونا نوجه أنظارنا لأهم هذه الفرص.

أهم فرص الاستثمار العقاري في المملكة العربية السعودية

هناك رؤية شاملة في الحكومة السعودية تهدف إلى تطوير السوق العقاري حتى 2030، ويظهر ذلك عن الإجراءات التي اتخذها صندوق الاستثمار السعودي والاستراتيجية الوطنية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السعودية، مثل مشروع نيوم والبحر الأحمر والذي يتطلب استثمارات داخلية وخارجية كبرى وهذا بالفعل يجذب الكثير من الاستثمارات في السوق السعودي، أيضًا الثورة التكنولوجية الناشئة في السوق السعودي جعلت عمليات الاستثمار أكثر قوة عن طريق تحليل البيانات لفهم اتجاهات السوق والتنبؤ بالطلب واتخاذ قرارات استثمارية صائبة على المدى الطويل.

قيمة البيانات في السوق السعودي

شركات تحليل البيانات انتشرت بشكل كبير في سوق العقارات السعودي، وهذا جعل السوق أكثر تنظيمًا ومعدلات التطور مستقرة ومتوقعة، بجانب الابتعاد عن أي هدر ممكن بفضل تحليل البيانات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في جمع قواعد بيانات شركات الاستثمار العقاري هناك ومن ثم تقييم وتحديد اتجاهات السوق، هذا الإجراء أدى إلى تغير شامل في نظام الاستثمار السعودي ليصبح واحد من الأفضل عربيًا.

خاتمة

في الأخير سوق العقارات السعودي يتنامى بشكل كبير ومذهل، ولكنه لكي يستمر في هذا التطور على أصحاب القرار والحكومة السعودية أن تفهم أهمية العملية الديناميكية في زيادة معدل الاستثمار في سوق العقارات السعودي، أيضًا أهمية تذليل المصاعب أمام المستثمرين الأجانب، حتى يحدث توسع كبير في سوق العقارات السعودي ليصير سوق جذب عالمي وهذا بالتأكيد يمكن ان يحدث عن طريق اتخاذ القرارات المستنيرة والقادرة على تطوير السوق بشكل أكبر.