بقلم :

د.محمد كريم الضمور - التعليم أساس المجتمعات وركيزة من ركائز الحضارة و سبب التقدم، وبه تتعافى الإنسانية والقلوب, و طريق لإنقاذ الجاهلين من تحت ركام الجهل وسبيل إلى بناء مجتمع قوي ومتين ودولة ذات سيادة اقتصادية وسياسية فذة. فضلا على أنه القوة التي تجعل الإنسان قادراً على التحلي بالمروءة والشموخ تحت سماء تغيث من يرى في غيرالعلم الا السراب ، وتمكنه من الوصول إلى القمم العلمية والتكنولوجية في حياته .

فالتعليم والعلم هو بنيان مرصوص ينقل المجتمعات إلى التقدم والرقي ، إلا أن الواقع المرير وفقر الحال المدقع في التعليم والأدب يظهر أن التعليم في كثير من الأحيان في مراحله يتحول إلى مستوى ركيك صعب سلّمه ، ويحول دون الجودة والفاعلية الحقيقية.ومن المؤسف أن يتحول التعليم لتجارة غير رابحة أصحابها ما كانوا مهتدين ووسيلة لنيل الشهرة الاجتماعية وطريقا غير ذي زرع للحصول على شهادة دون أي فائدة حقيقية ترجى وليتها تعود بالنفع بتطوير الذات وبناء المجتمع.
فعلى أي شيء تعتمد البلاد إذا كان حال العلم والعلماء تعيساً والكل ينوء تحت نواح التربية الكئيبة؟ وكيف ننهض بها ونعيد البناء فالحجر المغصوب في البناء أساس الخراب ؟!
لا مفر من قول الحقيقة عارية، التعليم مصاب بهشاشة في أعضائة وأركانه , والاكاديمي لا حول له ولا قوة كالساعي إلى الهيجاء بغير سلاح جراء الخلل في سياسات التعليم منظومته ككل وفشلها ، لذا يجب إعادة النظر في منظومة التعليم ومساره وحق علينا التركيزعلى ما هو حقيقي ومهم، وتحويل التعليم إلى مرحلة تنموية وبناء للمجتمع بدلاً من أن يكون مجرد سبيل للحصول على شهادة أو ورقة …
هذا اذا أردنا بناء خيط ولو رفيع يقينا حافة السقوط وينتج مجتمعا متطورا وقادرا على المنافسة في العالم، بوضع خطط واضحة للتطوير والتحديث في القطاع التعليمي، وتعزيز دورالمعلم والاستاذ الجامعي ومكانته , والاسهاب بالبحث العلمي وتطبيقه ، والحد من ظاهرة الشهادات الثانوية والجامعية التي تشوبها تساؤولات كثيره لكي لا يتفاقم الخلل ويصبح التعليم ضحية سهلة للتحيز والتلاعب.
ولن يكون هذا العمل يسيرا; فهو يتطلب إصلاحات جذرية وجهودا مستمرة لتحقيق تغيير حقيقي، ولكن من الواضح أن البداية يجب أن تكون بالتفكير بشكل إيجابي والسعي للتغيير بشكل فعال.