23-03-2009 05:00 PM
لا يحق لاحد ان يغلق الطريق ، او ان يفرح على حساب غيره ، وهذه المظاهر التي تحدث في شوارعنا لا تعبر عن سعادة غامرة بزواج صديق او قريب بقدر ما هي انعكاس لحالة عدم الإحساس بالغير ، وخفوت الحالة العامة في نفوسنا ، وطغيان الفردية وحب الذات ذلك عندما تغلق الطريق في اتجاهات معينة بسبب "فاردة تعبر المنطقة ، فيضطر مستخدم الطريق الى البقاء خلق الفاردة التي تسير سياراتها متجاورة ببطء شديد متسببة بأزمة حادة ، بالاضافة الى استخدام الزوامير مما يدعو للحنق ، فالفرح حالة سامية لا تحدث بهذه الطريقة في كل أنحاء الدنيا ، وهذه المبالغات في سلوكنا الاجتماعي تشي بامراض داخلية ، فشدة أظهار السعادة للغير قد تبطن محاولة لاقناعه ظاهرياً بما يعاكس الباطن وتكون المبالغة خوفاً من عدم التصديق ، لا سيما ان المديح الزائد قد ينطوي على شتيمة مستترة ، ناهيك عن فوضى تجتاح نفوسنا وتنعكس في التصرفات غير الضرورية والتي تكون على حساب آخرين لا يعنينا اذا كانت تصرفاتنا تؤذيهم. هذا السلوك غير الحضاري يحدث في المدن ، وفي القرى على السواء ، ولا يعكس أخلاق طبقة معنية ، وانما تقريباً يمثل عاملاً مشتركاً لمن يمارسون الفرح الاردني بشكل مؤذ ، ويتعرض الأردنيون الى التأخير على الطرقات واستفزاز في يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع ، وهم ملزمون بالسير خلف الفوارد في الشوارع التي تغلقها ، وكأنهم أصبحوا اضطرارياً جزءا منها ، ولا يجد اهل الموكب مبرراً لاعتراض مرتادي الطريق في اللحظة التي يغلقوها قسراً ، فهم في حالة فرح وعلى الكون ان يسهر شاهداً على فرحهم ، وقد تجد سيارات حكومية لموظفين كبار تقود مواكب الافراح ببطء من نقطة انطلاق الفاردة الى الفنادق والصالات ، وتسقط قدرة الدوريات الخارجية على التعامل مع مثل هذه الحالات التي تتسبب بازمة شديدة وبامتعاض جزء كبير من الاردنيين على الطرقات ، وربما يقود الفوارد وجهاء وشخصيات عامة ما برحوا ينظرون عن الانتماء وحب الوطن ، والتحلي بالاخلاق الحميدة ، والايثار الى غير ذلك من تنظير يسقط امام التجربة. وهذا الامر لا بد من حله ، اما بالزام اصحاب الحفلات بوقف هذا السلوك عن طريق تحرير مخالفات لكل السيارات التي تغلق الطريق من قبل مديرية الامن العام ، او بتخصيص شوارع معينة في العاصمة تسلكها الفوراد غير المنضبطة ، وربما يكون الحل ان يتوقف الاردنيون عن استخدام الطريق في يومي الخميس والجمعة وتركها للفوارد.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-03-2009 05:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |