حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,9 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 29015

الدكتور غالب الشاويش يكتب : كل من لا يرحم الحيوان لا يرحم الإنسان

الدكتور غالب الشاويش يكتب : كل من لا يرحم الحيوان لا يرحم الإنسان

الدكتور غالب الشاويش يكتب : كل من لا يرحم الحيوان لا يرحم الإنسان

07-01-2015 08:26 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - أشكر القائمين على موقع سرايا لنشرهم مأساة الحيوان في مدينة العقبة يوم الأحد تاريخ : 1/6/ 2015 م ، وقد جاءت جريمة الاعتقالات للحيوانات البريئة ، ثم قتلهن بطريقة بشعة ، خلال مناسبات ثلاث : مولد رسول الله ـ عليه السلام ـ الذي أرسل رحمة للعالمين ، وقدوم العام الجديد : 2015م ، واستقبال الأردن للضيفة ( هدى ) ، التي ترمز للمنخفض الجوي الذي أرعب المواطنين ، وعمل على حبسهم في بيوتهم ، حيث أوصى بعض المسئولين، بعدم الخروج من منازلهم إلا لضرورة قصوى ، مخافة الأذى ، ووقوع المكروه .

إن هذه الطريقة البشعة ـــ وهي حبس الماء والطعام عن الحيوان ـ ، لتدل على قسوة قلوب من فعلها، فهي لا تتناسب مع تعاليم الإسلام الذي يرأف بالحيوان، ولا مع أخلاق الأردنيين الرحماء الذين تربوا في مدرسة الرسول ـ عليه السلام ـ

لقد وصف الله ــ عز وجل ـ بني إسرائيل بقسوة قلوبهم وغلظتها فقال تعالى :

( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)البقرة 74
نعم ! (وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) . فالحجارة قسوتها حسية مادية ، بينما قسوة قلوب قتلة الحيوانات معنوية ، والقسوة المعنوية ، أشد فتكا وألما وتأثيرا على الإنسان وغيره .

أما علم هؤلاء الذين قست قلوبهم على الحيوانات ، أن امرأة دخلت النار ، بسبب هرة حبستها ،لا هي أطعمتها ، ولا تركتها لتأكل من حشائش الأرض .

قال عليه السلام : (وعُرضت عليّ النار فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم، ورأيت فيها ثلاثة يعذبون: امرأة حِميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها أوثقتها، فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ولم تطعمها حتى ماتت، فهي إذا أقبلت تنهشها وإذا أدبرت تنهشها (.

لقد بوّب النووي ـ رحمه الله ـ على هذا الحديث عند شرحه لصحيح مسلم: «باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي .

أما علم هؤلاء، أن باغية من بغايا بني إسرائيل ، قد سقت كلبا ، فغفر الله لها .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بني إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ ) .

وصدق الإمام الحسن البصري حين قال : : المؤمن يجمع إحساناً وخوفاً، والمنافق يجمع تقصيرًا وأمناً.

أما علم هؤلاء قتلة الحيوانات البريئة ، أن رجلا سقى كلبا اشتد عليه العطش ، فغفر الله له . (فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :

( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، وَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقَى فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهَ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لأَجْرًا ؟ قَالَ : " فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ) .

هل علم هؤلاء الذين انتزع من قلوبهم الرفق بالحيوان ، أن الخنزير ــ وهو محرم لحمه على المسلمين ــ قبل أن يقتل ، يعرض عليه الماء رحمة به؟ بل يعرض الماء أيضا على كل حيوان يذبح ، أو ينحر .

الويل كل الويل ، للقاسية قلوبهم ، قال تعالى : (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ( الزمر / (22) . فهل ذكرتم مخافة الله ، حين أقدمتم على جريمتكم البشعة ؟

أقول : لماذا لم تعط هذه الخيول والجمال لأناس يستفيدون منها ، بدلا من
من قتلها جوعا ، وعطشا ؟

وأخيرا أقول لنواب العقبة ، وشيوخها ، وأعيانها ، وسكانها ، ما موقفكم من هذه الجريمة النكراء ؟


أ .د / غالب محمد الشاويش

7/ 1/ 2015م .
ج/ 0776783111








طباعة
  • المشاهدات: 29015

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم