حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28633

الاعلام والتطرف

الاعلام والتطرف

الاعلام والتطرف

08-11-2014 10:17 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د . نزار شموط
عقد المنتدى العالمي للوسطية مؤخراً ندوة تحت عنوان " مهمات الاعلام في التصدي للغلو والتطرف"
وجاءت هذه الندوه لتسلط الضوء على اهمية دور الاعلام في التصدي للطروحات والافكار المتطرفه , وخاصة في هذه المرحله , التي تحفل بمتغيرات ومستجدات سياسيه وفكريه وعقديه , جعلت العامه من الناس في حيص بيص مما يدور .
وتركت ساحة التنظير والتخمين متاحة للجميع , في ظل اعلام مفتوح موجه على مصراعيه في الداخل والخارج , دون توجيه وتنوير حقيقي من جميع المؤسسات التي تضطلع بهذا الدور , بدءاً بالمؤسسه الاعلاميه ثم الاسريه والتربويه , و الدينيه وانتهاءً بالمؤسسه الرسميه .
وللاسف ما يحدث غياب لدور هذه المرجعيات في التوعيه , لوضع الناس في حقيقة ما يدور , وما هو مرسوم من اجندات لهذه المنطقه , وما هو المطلوب في ظل ما يحدث , بهدف الوصول لدرجه من الوعي وعدم الانجراف في التيار التخبطي , الذي تبثه الوسائل بشتى ادواتها , والذي بات متاحاً للجميع ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الاخرى .
فلم يعد للاعلام الرسمي و الخاص دوره في استقطاب عقول وتطلعات الشباب , والذين هم العنصر الاساس في البناء والتغيير . وهم العنصر المستهدف في الاغواء والتضليل والتطرف , في حال تركوا على الغارب دون رعايه واهتمام وتوجيه , يتوائم مع قواعدهم الفكريه مع مراعاة ميولهم واتجاهاتهم الشبابيه .
والمطلوب تأهيل اعلامنا بكل قنواته وادواته , الذي عفى على طروحاته الزمن , لتشبثه بالكلاسيكيه والرتابه , وعدم موائمة المستجدات الاعلاميه العالميه الحديثه , والتي تعتمد على مخاطبة الفكر, وتوجيهه بالمنحى المطلوب ,من خلال ادوات اعلاميه , توظف خبرات قادره على تحقيق الاهداف المنشوده في توجيه شرائح المجتمع , وعلى راسهم الشباب , من خلال حوارات تبتعد عن الانتقائيه للمتلقين والمحاورين وترقى للتعمق في طروحات جريئه تلامس واقع الشباب واختيار قطاعات وشرائح مختلفة منهم , بكافة اطيافهم واتجاهاتهم , وتستقرء ارائهم حول ما يدور من احداث , ومستجدات , وطرح حلول وتصورات , من خلال عصف ذهني , للمحاور التي يدور النقاش حولها .
فأين نحن من هذا ؟
فلو اجريت دراسه محليه تقيس ( دور اعلامنا بكافة ادواته المقروئه والمسموعه , في التأثير على اتجاهات الشباب وبناء منظومة فكريه متوازنه دون تطرف او غلو , تؤصل الولاء والانتماء لديننا الحنيف وقيمنا الاخلاقية وعاداتنا الطيبه وترسخ حبنا لامتنا ووطننا , وتحد من الانجراف والانقياد وراء افكار اوطروحات تنأى بنا عن جادة الصواب ) لخرجت النتائج مخيبه للتوقعات , والسبب كما اسلفت ان اعلامنا يفتقر لاليات الوصول لفكر وتطلعات الشباب .
دور المعنيين بالاعلام , بات من المهم ان يتبلور واضحاً , في هذه الآونه , من خلال اجراءات تنفيذيه لوسائل الاعلام , بحيث تتحمل هذه الوسائل المسؤوليه الاكبر في التوعيه والتوجيه الصحيح الفاعل , وبأن تتصف بالمصداقيه والشفافية والامانه المهنيه , لترقى الى اذهان واهتمام الشباب , بعيداً عن الطروحات الممنهجه والكلاسيكيه التي اصبحت للاسف ممجوجه لا اثر لها على المتلقي .
الحرب اصبحت حرباً اعلاميه منظمه , تحقق اهداف العولمه التي تسعى لتفتيت الهويه الدينيه والخلقيه والقوميه والثقافيه لشعوب العالم الثالث , ليسهل انضوائها تحت سياسات واجندات الهيمنه على مقدرات هذه الشعوب مادياً وفكرياً , تحت مظلة المساواه ومراعاة حقوق الانسان وغيرها من العناوين المزركشه , التي انطلت على الامه ,وهي في حقيقتها كما اسلفت استلاب للقيم والاخلاق وطمس للهويه .
ان ما حدث ويحدث في الدول الشقيقه المحيطة بنا , والتي تعتصر قلوبنا الماً وحسرة على ما حدث فيها من دمار وتهجير لابنائها , ماكان ليحدث ما حدث لو تنبهت هذه الدول لما احيك لها , ولما انجرفت في طوفان التأليب والشحن لثلة من الشباب المندفع والذي سخرته افكار وتوجهات بعيدة عن قراءه واعيه لمصلحة اوطانهم , وغاب عنهم ان درء المفاسد خير من جلب المنافع .
والدور واللوم يقع في نظري على سياسات وقيادات هذه الدول التي غيبت لغة الحوار , وبناء تفاهمات ووضع حلول ناجعه , لتامين عيش كريم يحقق العداله الاجتماعية , يشارك فيه الجميع ,بالعمل والانجاز والافاده من مكتسبات الوطن .
ان الشباب يحتاج منا للرعاية والاهتمام والتوجيه السليم من خلال طروحات تتبناها الدوله , ادواتها وسائل الاعلام والمؤسسات الرديفه التي ذكرتها , تحاشياً لانجرافهم مع افكار وتيارات متطرفه .
فهناك هجمه اعلاميه خارجيه تستهدفهم, في ظل بيئه تهيئ لكل هذا , من بطاله , وفراغ , وشعور باليأس والقنوط .
ان الاوان على ما اظن ان لا ندفن رؤوسنا في الرمل ونننتظر ان يجرفنا الطوفان , فالكل مطلوب منه ان يضطلع بدوره للحفاظ على وطننا وابنائنا , ومكتسباتنا وتماسكنا ضد اي فكر متطرف اي كان , ديني خلقي سياسي اجتماعي ثقافي .
فالتطرف اصبح يطال كل مناحي حياتنا .
بالوعي والايمان والتكاتف وحب الوطن والحرص عليه , نحن ان شاء الله في منأى عن كل سوء.
ليحفظ الله الاردن وسائر بلاد العرب والاسلام من كل مكروه , ويعيد الامن والامان للدول التي تعاني من الصراعات انه ولي ذلك والقادر عليه .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28633
هل ستشارك في الانتخابات النيابية
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم