بقلم :

بغداد...كيف ابدأ....وانا المقصر الذي لا يملك حولا ولا قوه ....كان لزاما علي ان اكتب عنك منذ اغتالوك...ولك صدقيني لم يكن ذلك عجزا وانما خجلا منك لاني اعلم ان الكلام اصبح كمن يطفي الحديد فوق الماء....ولكني اليوم سأكتب ان قبلتيني فكرما منك...وان رفضتي فهذا من حقك ...فهناك حيث تزهق الارواح بدون وجه حق...هناك حيث تنتهك الحرمات في كل مكان....حيث الحضارة تحولت الى كابوس مؤلم...حيث التاريخ خذل اهله ورفض نصرتهم....هناك في بغداد الحبيبه مأساه....حيث الاجرام لا يخضع لمبدا او قانون....حيث تحولت الساحات الجميله الى برك دماء....وأماكن العبادات الى ملتقى الارهاب...هناك حيث توجد الغصه العربيه...غصه لم تنهيها مياه دجله والفرات....فما الذي جرى في بغداد ؟ ولماذا؟....أوليس تلك بغداد العروس الجميله...حاضرة العرب والمسلمين...أوليست بغداد تلك النشميه الماجده التي لا يسري في عروقها سوى الدم العربي....أوليست بغداد البصمه اللامعه وسط الكره الارضيه...نعم هي بغداد الامس...التي اسعدت العرب والمسلمين...فأتحفتنا بتراثها وتاريخها....وغمرتنا بخيرها...وأباحت لنا نخيلها وفراتها ولم تبخل علينا بنفطها....ما أجمل منظرك وما أعمق معناك أيتها الحبيبه...حتى وانتي على فراش المرض ما زلت جميله وستبقي...فكيف نسيناك ....وان نسيناك فكيف نسينا صواريخك الشريفه تدك قلب تل أبيب...كيف نسينا زغاريد الأردنيات تنطلق مع كل صافرة انذار للعدو الصهيوني....كيف انهارت بغداد فجأه...كيف وقد رأيناها في عيون القدس ...تذكرتك اليوم يا حبيبتي فكيف انت الان وقد دنسوك يا روعة الاسم وعشق الأفعال....كيف دخلك الأرهاب من كل حدب وصوب....لا أكاد اصدق....فبغداد مرضت ولم تمت وما زالت حاضره....ما زلت أرى الامل والتفاؤل في عيون اطفالك...بالرغم من كل شيء ما زالت بغداد جميله...بالرغم من كل الفتن والقتل والأجرام ستنهض بغداد ....رحل الشهيد بأذن الله ولم ترحل بغداد...بغداد وان شد البلاء ستنهضين...واقسم انك ستنهضين وستحضنين القدس وستعانقكما عمان التي تحبكم وتعشقكم كما تعشق أضرحة الصحابه واعمدة جرش ....بغداد أقوى من كل الشدائد...بغداد اليوم لا تحتاج الى بواكي...فهي لم تبكي يوما في محن العرب بل كانت حاضره بكل ما فيها....وما زالت حتى في محنتها تقدم الكثير الكثير ....أما اليوم فهي كطفلة وديعه تتلاطمها امواج امريكا ومن تبعها كيفما شاءت....لأن الرجال غير الرجال والزمان غير الزمان....ولكن ستعود بغداد قويه فلن تموت بلاد انجبت الشهيد صدام حسين ....وسيخرج الالاف مثل صدام يعيدون بغداد كما كانت بأذن الله....وستبقى الاراده والعزيمه التي زرعها البطل في هذه الامه حتى يطرد اخر امريكي من بغداد عندها ستنطلق نفس الزغاريد ان شاء الله....رحلت يا من اقرب الى روحي من روحي....رحلت ايها القائد العظيم وبقيت افعالك التي تشرف كل عربي مسلم....ولدت من رحم البطولات ....وعشت عربيا حرا في ميادين المعارك...واستشهدت شامخا كشموخ الجبال ...فلا تندم اليوم فهناك من يدافع عن انجازاتك وهم كثر وهناك من يعشق كل ذرة تراب في بغداد الحبيبة الحزينه....نم قرير العين فوالله لن يبيع اهل بغداد بغداد...وسيأتي يوم تخزى فيه امريكا وعملاؤها على ايدي ابناء بغداد الذين أقسموا على عودتها كما كانت ولو بعد حين....فلا تبكي حبيبتي بغداد فوالله نرى الأمل قادم منك فعيون عمان والقدس تترقبك ولن يخيب ظنها باهلها في بغداد بالرغم من كل الظروف.mpataineh@yahoo.com