24-04-2010 04:00 PM
الدعوة إلى الله، وإلى دين الله - الإسلام- وإلى ما أعد الله لمن استجاب لهذه الدعوة المباركة: أمر عظيم تولاه الله سبحانه وتعالى بنفسه، وأرسل به رسله مبشرين ومنذرين، يدعون الناس إلى كل خير وينهونهم عن كل شر، يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، وأقام من بعدهم عباده الصالحين من ورثة الأنبياء الصادقين، الذين جعلهم حجة على الناس في كل وقت وحين، ينشرون دين الله بين الأنام ويدعونهم إلى الجنة دار السلام، فكم من أرض أناروها بنور الإسلام، وكم من أمم أخرجوها من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأولئك هم المفلحون. * مفهوم الدعوة الى الاسلام : الدعوة هي تبليغ الإسلام وتعليمه للناس وتطبيقه في واقع حياتهم.. وهي دين الله الذي بعث به الأنبياء جميعا وتجدد على يد محمد صلى الله عليه وسلم كاملا وافيا لصلاح الدين و الآخرة . * بيان حكم الدعوة إلى الله عز وجل وبيان فضلها : فقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب الدعوة إلى الله عز وجل، وأنها من الفرائض، والأدلة في ذلك كثيرة، منها قوله سبحانه: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ومنها قوله جل وعلا: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ). وصرح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية، بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة، فإن كل قطر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة وإلى النشاط فيها، فهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة، وعملا صالحا جليلا. *فضل عوة إلى الله: والدعوة إلى الله فضلها عظيم فهي مهمة الرسل والأنبياء، وهم أشرف الخلق وأكرمهم على الله، وهم الذين اختارهم الله لهداية البشر، والعلماء هم ورثة الأنبياء، وقيامهم بالدعوة أعظم تشريف لهم.. قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} (يوسف:108.) ومن فضل الدعوة إلى الله أن [من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً] رواه مسلم. والدعوة إلى الله هي التي من أجلها شرّف الله بها أمة الإسلام جميعاً فجعلها بذلك خير أمة أخرجت للناس، لأنها حملت رسالة الله إلى العالمين، وجاهدت بها كل الأمم فهم خير الناس للناس. * صفات الداعية الى الله : 1- أن تكون على علمٍ بهذا الذي تدعو إليه، سواءٌ أكان هذا الذي تدعو إليه الدين كله أو كان حكماً من الأحكام أو كان مفردة من المفردات الفقهية أو كان رأياً من الآراء التي تُنسب إلى الإسلام، ينبغي أن تكون على علمٍ بهذا الذي تدعو إليه: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة﴾. 2- الحلم واللطف والرفق، هذه الصفة التي يجب أن نتحلى بها جميعاً والتي يجب أن يتحلى بها الداعي إلى الله بشكلٍ أخص: (من يحرم الرفق) هكذا قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير) لا خير في كلامك ولا في دعوتك إن لم تكن رفيقاً رقيقاً حليماً، الحلم أساسٌ في الدعوة إلى دينك، ولقد قال مرة سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرجلٍ يدعى أشج عبد قيس قال له: (إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة( . 3- الاخلاص ، والإخلاص لب الأمر حقيقة الأمر مركز الأمر إلى مستقر الأجر والقبول، الإخلاص روح العمل الذي تعمله وروح القول الذي تقوله وإلا لا روح لعملك ولا روح لقولك ولا روح لكل ما يمكن أن يصدر عنك. 4- أن يتخير الداعي الأسلوب المناسب وأن يتخير الوقت المناسب، ولذلك ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه كما في البخاري: "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكذّب الله ورسوله" "خاطبوهم على قدر عقولهم". 5- التحمل لمشاق الدعوة والصبر على الاذى . 6- القدوة الحسنة ، لان سلوك الداعية العملي يؤثر في الناس اكثر من كلماته ومواعظه . وقد كان الرسول خير قدوة للبشر . * اساليب الدعوة الاسلامبة 1- الموعظة الحسنة :للموعظة الحسنة أهمية بالغة في الدعوة إلى الله تعالى , فقد أمر الله تعالى بها في كتابه الكريم , وحث عليها , فقال تعالى : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } ]سورة النحل: 125[. وذلك لما للموعظة من تأثير بالغ في النفوس . والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة تكون بأسلوبي الترغيب والترهيب . والترغيب :هو كل ما يرغب المدعو للإذعان , وقبول الدعوة , والثبات مع الحق , وهو الحث على فعل الطاعات وتأدية الواجبات. والأصل في الترغيب: أن يكون في طلب مرضاة الله ومغفرته, وجزيل أجره في الدارين . والترهيب : هو كل ما يخيف المدعو من عدم الثبات على الحق والإذعان له , وعدم اتباع أوامر الله . والأصل في الترهيب : يكون بالتخويف من عاقبة السيئات لأنها مجلبة لغضب الله . 2- المجادلة بالتي هي أحسن: إن لم تنفع الموعظة الحسنة , ولم تؤثر في المدعو وترده إلى الحق , قد يكون لديه شبهة وشك يحتاج إلى تجلية وإيضاح وتفنيد بالجدال والنقاش والحوار , قال تعالى { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {.]سورة النحل: [125 والجدال هو أحد الطرق المستخدمة في الدعوة إلى الله لإقناع المدعو, وإزالة الشبهة , وإقامة الحجج والبراهين على صحة الدعوة , وبطلان ماسواها وهو لا يكون إلا عند الحاجة , كوجود المعارض بالشبهة والصاد بالباطل عن سبيل الله , أما الحكمة والموعظة الحسنة فمشروعيتها قائمة دائمة. 3- الحكمة : ويقصد بها القول المقنع الذي يوافق الحق ، وقد استعملها الرسل في تبليغ الدعوة ، ودعوة الناس بالحكمة لها تاثير عظيم في قلوبهم . جريدة اللواء hamzasun@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-04-2010 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |