حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,28 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9825

خدام .. والمصير البائس المنتظر

خدام .. والمصير البائس المنتظر

خدام  ..  والمصير البائس المنتظر

17-04-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

ورد في الانباء الصحفية الالكترونية ، نبأ ذو اكثر من مغزى ودلالة ، يتعلق بصراع بين عائلة رفيق الحريري ، رئيس وزراء لبنان الراحل ، الذي اغتيل عام 2005 ، وبالذات ارملته نازك الحريري ، والسيد عبدالحليم خدام ، نائب الرئيس السوري سابقا ، وقبل انفصاله وانضمامه الى صفوف المعارضة المغتربة في فلل لندن وباريس ، حيث تطالبه السيدة الحريري باخلاء القصر الذي يقطنه في باريس ، والذي اشترته من ارملة الملياردير اليوناني الشهير اوناسيوس ، بمبلغ 20 مليون يورو ، والذي يعتقد ان فيه اجرى مقابلته التلفزيونية الشهيرة مع فضائية العربية ، وظهر فيها فخامة القصر والتحف الثمينة التي يحتويها ، وكانت هذه المظاهر الترفية بحد ذاتها ، تشكل ادانة لمصداقية السيد خدام ، فيما سعى لاظهار نفسه حينها ، انه المعارض الذي انفصل عن الحكم ، من اجل فقراء سوريا .   
لقد كان رد السيد خدام ، على هذه المطالبة الحريرية ، وكما اوردت الانباء ، يشكل مصدر ادانة جديدة له ، حيث قال ان عائلة الحريري اشترت له هذا القصر ضمن ما أسماه بالتعويضات عن أملاكه في سوريا ، والتي اتفق عليها مع العائلة ومع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ، حيث دُفع له مبلغ سبعة ملايين دولار ، مقابل بعض ممتلكاته على الساحل السوري ، ووُعد بمبالغ أخرى لاحقة ، يبدو انه لم يستلمها حتى الان ، لاخفاقه في المهمة التي اوكلت اليه ، وهنا يستطيع المواطن العادي غير المسيس ، ان يدرك تفاصيل هذه الصفقة ، التي اشتركت فيها الاطراف الثلاثة ، والتي تؤكد ان ما قام به خدام ، هو عمل مدفوع الاجر ، ولم يكن بدافع الغيرة الوطنية على الشعب العربي في سوريا . فما هي هذه الاملاك على الساحل السوري ، والتي يقدر بعضها بسبعة ملايين دولار ، ومن اين حصل عليها السيد خدام ، وهي بالتاكيد غيض من فيض ، من ممتلكات وارصدة عديدة يستحوذ عليها ، الم يكن اطول وزراء خارجية سوريا عمرا في وظيفته المحددة براتب معين ، والتي اعقبها اشغاله لمنصب نائب الرئيس الراحل حافظ الاسد ، هل ورث هذه الممتلكات عن ابيه وجده ، ام هذا تاكيد على ممارسات الفساد ، التي يقال انه كان يمارسها وابناءه داخل سوريا ، ابان مشاركته الطويلة في الحكم ، وهو الذي كان موضع ثقة الرئيس الراحل حافظ الاسد ، وكان يعتبر على الدوام ، وحتى عندما كان وزيرا للخارجية ، بمثابة الرجل الثاني ، والذراع اليمنى للرئيس .
 يبدو ان هذه الضربة الثانية التي يتلقاها خدام بعد انفصاله الشهير ، فقد كانت الضربة الاولى ، انفصال الاخوان المسلمين السوريين بقيادة البيانوني عنه قبل حوالي العامين ، وبعد ان شكلا وبالتحالف مع قوى سياسية اخرى هزيلة ، ما كان يعرف باسم جبهة الخلاص الوطني ، والتي انفرط عقدها ، لاسباب لا نعلمها بالضبط ، لكن هذا التحالف بحد ذاته ، كان موضع ادانة ، فالمواجهة الدموية التي فجرها حلفائه في جبهة الخلاص الوطني ، في سوريا اواسط السبعينات وحتى بداية الثمانينات ، والتي ذهب ضحيتها الوف الابرياء دون اي مبرر ، والتي جاءت متزامنة مع الحرب الاهلية اللبنانية ، واعقبت حرب تشرين عام 1973 ، وانجرار السادات للحلول الانفرادية ، كانت لها اهداف ظاهرة واضحة ، تمثلت في انهاك سوريا من الداخل ، ومن الخاصرة اللبنانية ، واجبارها على الخضوع للحلول السلمية ، فما هي القواسم المشتركة بين هولاء الحلفاء ، غير محاولة كل منهما ، الاتكاء على الاخر للسيطرة على الحكم ، وبعد ذلك الطوفان ، وكيف يلجأ السيد خدام ، الى الاستعانة بالمفردات الطائفية في معارضته ، وهل سيكون بعدها موضع ثقة واجماع الشعب السوري ؟ لقد خسر السيد خدام ثقة الشعب السوري وهو في الحكم ، نتيجة ممارسات الفساد ، وخسرها بعد انفصاله عن الحكم ، لان مبررات انفصاله المدفوع الثمن لم تقنع احدا ، وها هو يخسر حلفاءه الذين استند عليهم ، فاي مصير بائس ينتظره ؟
مالك نصراوين m_nasrawin@yahoo.com
19/04/2010








طباعة
  • المشاهدات: 9825
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-04-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم