بقلم :
يسافر ويرحل كل عام ... يحط رحالة حينما يزفه الهلال ... شهر فيه تنزلت آيات الكتاب ... يبزغ هلاله من جديد ... محملة أيامه ولياليه بالرحمة ، والرضا والحبور والنوار ويزرع في نفوس الطائعين ،والعابدين ، والركع السجود غرسا من النور والسرور ... يستلهم العباد منة دروسا جمة في الصبر .... وينهلون من صميمة الحُلم والأناة ... يجتمع العاكفين في حضرة الكريم على مائدة الرحمن تتنزل وتُصلي عليهم الملائكة ... ويستجيب لهم رب الملائكة بعد ظمأ فاحت منة رائحة المسك والعنبر ، والعبير ..

ضيف كريم خفيف الظل .... يجتاز الحدود أينما كانت .... بحرها، وبرها، وجوها يعانق هلاله السماء بدون جواز سفر أو تأشيرة دخول أو موافقة مسبقة .....

ضيف كريم تُخيم السكينة ، والوقار على كل شي في السماء والأرض وتصفد الشياطين حينما تحط رحالة ..... ويملا مساحات البشر حبا ، وتواضع ..... يصل خلاله الواصلين من صدوا عنهم ... ويزرع الحالمين بالرحمة من رائه رحمة واسعة ... ومن الرمضاء يفر الطامعين بميمه بالعتق من النار ، والمغفرة .... ويتوضئون بالنور ، والنوار من نونه .... ويغتسل الخلق بضائه ، بضياء في ليلة كانت أزيد من ألف شهر ملؤها الخير ، والبركة .... ويتضرع المسافرين في روحانياته إلى الذي يُنزل من السماء ملائكة ، يغمر عبادة بالعفو ، والمغفرة والعتق من نار وقودها الناس والحجارة .......

ضيف كريم يُغادر الناس بعد ان يمحو ذنوبهم ، ويغسل حقدهم ويزيل الضغينة من قلوبهم ، ويطهُر نفوسهم من كل سوء .... ويسالوا رب الضيف أن يُعيده سنين عديدة وأزمنة مديدة ..... ويسألون رب الضيف أن يتقبل منهم أياماُ وليال قضوها صبرا وطاعة وعبادة لرب العباد طالبين فيها المغفرة والرحمة من الرحمن الرحيم ..... ويسألون رب القبول أن يقبلهم ويقبل شهرهم ......


ضيف كريم وعساكم من عوادة