بقلم :

هل توقفت بناأيها الزمن؟ خفْف من سرعتك قليلاً لتستقَر أعصابنا ولتستريح .لقد أتعبنا السير . نريد أن نسألك عما بلغت في القرن العشرين .هات لنا صفحةً من صفحات تاريخك ...حروبٌ،انتهاك حرمات ،قتلٌ وتشريدٌ وتدمير هذه أول الصفحات تطالعنا بها أيها الزمن .أطفالٌ أيتامٌٌ جياعٌ بلا مأوى ...عجائزٌ متسكعون ،أحياءٌ مٌدمرةٌ وأسلاٌك شائكة ، قصورٌ وبيوتٌ وملاجيٌء مهدمة ...وجثثٌ ممدة . أين معاهدات الصلح والسلام ؟ أين شروط السلام ؟(حماية الضعيف شرطٌ من شروط السلام)فلا استبدادٌ ولا استغلالٌ ولا ظلم و لااضطهاد.هكذا كُتبَ ويُكتبُ في المعاهدات والحقوق الإنسانية ولكن أين هي؟ هل بقيت حبراً على ورق في سجلات التاريخ المعشعش فيها الغبار ؟هل سيتوبُ الغاصبون الغادرون القاتلون عن معاصيهم أيها التاريخ كي تبعثَ لهم بحمامة سلام أخرى ؟؟؟ هذا عامٌ مضى ورأينا أوله بنيران الأعداء وانتهاكاتهم وخرابهم وقتلهم وتدميرهم وقد حجبت وما تزال تحجب عنا جثث الشهداء نهاياته ،وما علينا إلا أن ندخله طائعين مضحين بسنة جديدة من سني العمر .لعل وعسى أن نزرع الأمل وأن يذهب الأسى العميق وأن نجني مواسم النصر والفرح بإذن الله . ماذا يقول المساء الذي رحل أمس والصباح الذي أطل اليوم؟ ماذا نقول وماذا نفعل في الأعوام التي مرت وأنت ساكنة هادئة غاضبة يا فلسطين ؟ سيأتي عام جديد شتاؤه وعد بربيع قادم مليء بالشيح والدحنون والأقحوان وصيف غائم . سيأتي وطنٌ يزدادُ جمالاً ،ستأتي أمةٌ يردها الدم إلى زمن العقل والوحدة وستأتي شعوبٌ مناضلةٌ يقودها الصبر والثبات والتضحية والإيمان بالحرية والعدل إلى دروب التحرير والنصر بمشيئة الله . تعالَ يا منقذ ..نفوسنا ظمأى للسلام والوئام ،نريدُ تمزيقَ الظلم واليأس نريدُ ثوب َالحرية والمساواة في بلد الحرية والسلام في أوطاننا أيها الزمان . تعالَ يا منقذ...تزوجنا قبل الزواج وبطوننا أصبحت حُبلى ،فأصابنا المخاض فمولودنا كان السخام .تعالَ يا منقذ بيوتنا المليئة بالنقوش والرخام أصابها الهُدام وحتى أنوفنا أصابها الزكام وأفواهنا عليها اللجام . تعالَ يا منقذ أرضنا صحراء جرداء يرفض المطر أن يزورها حتى التراب يرفض أن تنبت فيه زهرة الأقحوان . فلسطينُ أيتها الغاضبةُ الهادئةُ الساكنة . إنّ فجرنا آتٍ ،حرية وعدالة ووحدة وأرض خصبة خيرة . إنّ فجرنا آتٍ نردد فيه مع أبي القاسم الشابي : لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر majali_majdi@yahoo.com