31-08-2025 08:53 AM
بقلم : نور الدويري
في زمن تتزاحم فيه الأصوات، خرج صوت الملكة رانيا ليصوغ معنى جديدًا للحداثة الأردنية. إذ ثبت على طول المئوية الأولى أن الهاشميين قدموا نموذجًا قياديًا مختلفًا، امتلكوا فيه فلسفة هاشمية تُدرَّس في النظريات السلوكية والاجتماعية القيادية. وعلى مدى الـ 25 عامًا من استلام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تجددت الخطى وتطورت الفلسفة الهاشمية نحو تقديم حواضن هاشمية، فانكسرت الحواجز بين الملك وشعبه، وبفلسفة قيادية حكيمة تمكنت الدولة من إحراز تقدم في حماية الأردن، بل وتجاوز الأمر إلى خلق نموذج استثماري في المنطقة قوامه الاستقرار والأمان والتركيز على القوى البشرية، رغم كل التحديات السياسية والعوائق الاقتصادية.
وفي ظل هذه الفلسفة، نشأت خطوات ملكية للملكة رانيا نقلت فيها المرأة الأردنية إلى العالمية، إذ بتنا نرى الأردنية حاضرة في محافل دولية هامة. وقد فتحت الملكة رانيا الباب على مصراعيه للأردنية لتكون نموذجًا قياديًا، فكانت هي قائدة وفدنا في كل القطاعات، ودخلت كل بيوت الأردنيات لتشكل حاضنة هاشمية رعت المرأة الأردنية القيادية والمنتجة. وكانت الأقرب للبدوية والفلاحة والمدنية على حد سواء، لتكون نموذجًا مختلفًا في عهد الهاشميين كملكة.
ساهمت الملكة رانيا في تنوير الطريق للمرأة الأردنية، ونقلت الحركة النسوية الأردنية إلى حركة حداثة متوازنة، إذ ظهرت الأردنية قيادية ومنتجة، وبذات الوقت أمًّا وأختًا وشريكة. فكانت هي النموذج والمدرسة، وكنا نحن من بعدها نسير في الخطى بالثبات.
لقد صنعت الملكة رانيا وجهًا مختلفًا للأردنية والعربية، وفتحت باب المستقبل لها في مجالات كنا نظنه بعيدًا عنا. فلم تعد الأردنية متلقية، بل أصبحت شريكة ومتفاعلة ومفكرة، إذ قدمت الملكة رانيا نموذجًا من الفكر المتفاعل والفريد الذي وضعها في صدارة العالمية بمكانة يصعب منافستها. فهي لم تكتفِ بجاذبية فكرها ولا ببساطة شخصيتها الفخمة في آنٍ واحد، بل استطاعت أن تغير الرأي العالمي، لاسيما الشعبي، في دفاعها عن القضايا الإنسانية، وعن التعليم والمرأة، خاصة في مواقفها الأخيرة من حرب غزة، حيث أيقظت الضمير الإنساني ليطالب بإنهاء الحرب.
قدمت الملكة رانيا روحًا جديدة وعصرية للمرأة العربية والأردنية، لتصبح ليست فقط ملكة الأناقة أو وجهًا ملكيًا مألوفًا، بل ملكة الفكر ووجه التغيير والحداثة العربية الأصيلة. هزّت العالم بثقة حضورها، وبرؤية مختلفة، وبأفكارها المذهلة التي تخاطب العقل والوجدان معًا. هكذا باتت الأردن في عيون العالم أنيقة، جريئة، مثقفة، وذات رؤية مستقبلية.
فهي ليست فقط ملكة القصر، بل ملكة الفكرة، والقدوة، والمرأة التي أعادت تعريف "أردنية الحداثة".
الملكة رانيا اليوم ليست رمزًا عابرًا، ولا مجرد وجهٍ مشهور نكتب عنه، بل ملهمة تحمل رسالة: أن الحداثة الأردنية ليست تقليدًا للغرب ولا انغلاقًا على الماضي، بل فلسفة هاشمية تُعيد صياغة دور المرأة، وتضع الأردن في موقعه الطبيعي: وطنًا يقود بالفكر والإنسانية معًا، وتكتبه شراكة المرأة الواعية والرجل القوي. هذه هي الملكة رانيا العبدالله.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-08-2025 08:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |