بقلم : رولا المغربي
يُعَرّف التهجير بالصيغه السياسه:
هو النقل القسري لمجموعه بشريه من بلد إلى آخر دون استئذان قبولهم عن هذا التهجير أو رفضه، وغالباً يكون التهجير لأسباب سياسيه أو عرقيه أو دينيه أو حتى وجوديه.
منذ بداية الحرب ويتردد أنّ الهدف الرئيسي للحرب في القطاع هو إخضاع مواطني غزه على المغادره .
تتعدد الأساليب المتبعه للتهجير :
أقساها وأشدّها على الإطلاق هو القتل والتنكيل والتهديد بالقتل .
الإعتقالات والتعذيب
الطّرد المباشر من المنازل وإرغام المغادره.
لكن هناك اساليب غير مباشره لفرض التهجير:
الحصار وقطع الخدمات والحرمان من أدنى مقومات الحياه والتضييق والخنق لحرمان هذه المجموعات من التواصل مع العالم الخارجي من خلال الحِصار المشدد.

وهناك أساليب تهجير عن طريق الضغط النفسي من خلال:
بث رسائل التهديد عبر الإعلام.
إرهاب المدنيين عبر الميليشيات.
الثابت في كل ما ذُكِر أن الاحتلال قد مارس جميع الوسائل على سكّان القطاع لإرغامهم على (التهجير) على حدّ التعبير.
بالمفهوم القصري للتهجير هناك تساؤلات قد لانجد لها الإجابات:
كيف ترغب بالتهجير وانت تطبق السيطره على الحدود؟؟؟وانت تُغلِق المعابر؟؟ وأنت تمنع المغادره؟؟ وانت تُغلِق السماء؟؟ وأنت تُطبِق البحر وتُحكِم الأرض؟؟
حاولت ايجاد منافذ لتبرير حجج التهجير لكني لم اجد سوى جواباً واحداً هو الأبرز والأقوى:
إنها حرب الوجود ، بقتل أكبر عدد ممكن من العرب لحين الوصول للعدد الذي تتمكن منه الآله العسكريه الإسرا ئيليه بفتح الحدود وفتح المعابر البريه والبحريه دون ان يكون هناك اي خطر محتمل لمرحلة ما بعد التهجير وضمان أمن وسلامة من سيحِلّ محل المُهَجّرين ، لاستكمال بناء المستوطنات وإحلال قواعد عسكريه لتثبيت الوجود الاس رائيلي في المنطقه.
ما نراه على الأرض هو عملية استبدال ديموغرافي جيوسياسي إحلالي.
من أصعب حالات التهجيرالتي حدثت في التاريخ المعاصر هو تهجير (للشيشان)كل شعب الشيشان في عهد ستالين الى آسيا الوسطى في عمليه قاسيه ومميته.عن طريق قِطارات شحن غير مهيئه للبشر (للبضائع بدون تهويه مغلقه تماماً)بظروف تهجير كارثيه برد قارص لاطعام ولاشراب انتشرت الأمراض،استغرقت عملية التهجير كامله (لنصف مليون شيشاني )ما يقارب شهر ونصف!! لكن الآثار النفسيه لهذا التهجير استمرت لعقود !!!.هناك دراسات تقول أنّ ربع شعب الشيشان مات اثناء مرحلة التهجير. أحد أهم اسباب نجاح التهجير الشيشاني أنهم تُرِكوا بمفردهم فالإعلام الحر مفقود والمنظمات الدوليه لم تقم بدورها بسبب الضغط والتهديد. كان العالم منشغلاً بالحرب العالميه الثانيه.
لكن بالوضع الراهن الموقف الرسمي العربي أضعَفَ من تمكين الشعب الفلسطيني وثباته . لكن الإعلام العالمي يصدح بالإباده ، وشعوب العالم تندد بالمجازر .لكن الحقيقه أن العالم لا يُشغِلُهُ سوى الانتخابات الامريكيه والحرب الاقتصاديه وتوزيع الثروات، وما غزه سوى تفصيله صغيره في مشهد عالمي كبير.
الأوطان المنيعه تُرغِمُكَ على البقاء وتدفع عنك الجزيه.
والأوطان التجاريه تُرغمك على الهجره ودفع الجزيه.
اللهم ثباتاً في اوطاننا لا تزعزعه رياح الفِتن.
اللهم مقاماً آمِناً وثباتاً لايزول .
فضفضات الصباح
رولاالمغربي