بقلم : هاشم الخالدي

قبل أيام، دُعيت لحضور منتدى "تواصل" الذي يُشرف عليه مكتب ولي العهد ومؤسسة ولي العهد.


كنت أعتقد بأنها مناسبة عادية ككل المناسبات.. حضور لمدة نصف ساعة وتصفيق.. عناق مع أصدقاء قدامى لم أرَهم منذ فترة، ثم أعود لمكتبي وأُعاود نشاطي المعتاد...
ركنتُ سيارتي واتجهت إلى ساحة المنتدى قبل بدء الفعاليات.


شباب وشابات وطلاب وطالبات على يميني وعلى يساري، أردنيون وأردنيات ما زالوا في مقتبل العمر، يحملون أفكارًا ريادية خلاقة غير مسبوقة.

زادني ذلك إلحاحًا لمعرفة ما يجري، شعرتُ بالفخر وأنا أستمع لعددٍ منهم.. اكتشفت أنهم ليسوا شبابًا عاديين.
هؤلاء هم ثروتنا.. هؤلاء يحملون فكرًا متقدمًا لم أعهد أن أجده في كثيرين.
تساءلت.. من هو ذلك الشخص الذي تمكن من السيطرة على عقول هؤلاء الشباب؛ ليحوّل عقولهم البسيطة، كما هو جيلهم، إلى عقولٍ متقده، مفكره، معطاءه، خلاقه، مبتكره .

حان وقت دخولنا القاعة المليئة بهؤلاء الشباب والشابات.

كنت حتى ذلك الوقت أبحث عن المحرّك الذهبي الذي حوّل شبابنا إلى منارات فكرية ستُساهم ذات يوم في تحويل الأردن إلى العصر التكنولوجي.

انتظرنا قليلًا، ليخرج علينا شاب وسيم، بهيّ الطلعة، كما والده وأجداده.

شاب أحببناه من أول لحظة، أحببنا فكره وطريقة تفكيره.

نعم.. هو.. إنه سمو الأمير الحسين بن عبد الله، وليّ عهدنا المحبوب.

راقبته عن كثب، حفظتُ ربما معظم كلماته، صعد المنصة بثقة كبيرة وبدأ يحدثنا عن المستقبل،.
كانت الجملة التالية هي مفصل كلمته: "ما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى للتواصل في عالم مليء بالاستقطاب والقلق من القادم والجديد.. عالم صارت فيه الانطباعات في كثير من الأحيان أقوى من الحقائق."

هذه الجملة تركت أثرًا كبيرًا في نفسي، فهي دعوة صريحة للثورة على كل ما هو قديم، دعوة تلهمنا للتواصل، وعدم الحكم على الانطباعات والإشاعات ودحرها بالحقائق... والحقائق فقط.

الأمير المحبوب قال أيضًا جملة هامة في كلمته، اعتبرها بالنسبة لي عنوانًا هامًا لمرحلة قادمة، قال ما حرفه: "في الاقتصادات المتقدمة لم تعد القيمة تُقاس بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول."
هل رأيتم أو سمعتم أجمل من هذا الكلام ايها الساده ؟

الأمير يبدو واضحًا وجليًا أنه يفكر بطريقة مستقبلية تسبق عصرنا، لكنها أفكار جميلة ووقادة، وليس من الصعب تطبيقها، فهو عندما قال: "أرى طالبة مدرسة تستخدم مساعدًا افتراضيًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي"، فهي دعوة لوزارة التربية والتعليم لتطوير أدوات التدريس القديمة والتوجه نحو الذكاء الاصطناعي.

وهو عندما قال: "أرى الحكومة تستخدم بشكل آمن تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات السكانية والاقتصادية والصحية"، هي أيضًا دعوة صريحة للحكومة كي تطور أدواتها فورًا وتتجه نحو الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يغزو العالم.

وهو عندما قال: "أرى في المستقبل القريب طائرات من دون طيار تنقل مواد طبية عاجلة أو تراقب شبكات المياه والكهرباء لحمايتها أو تُستخدم في الزراعة، وتكون هذه الدرونات من صناعة شركة أردنية"، هي أيضًا دعوة لشركات الكهرباء والمياه لتطوير أدواتها في استخدام الدرون، والأهم أن تبادر شركة أردنية في صناعة الدرون كي يكون مستقبلًا هو العون لشركاتنا في اختصار الكثير من الجهد.

سيدي ولي العهد، منتدى تواصل كان بالنسبة لي قراءة لأفكار عصرية، وأحلامًا موجودة في ذهنك، أتمنى أن تلتقطها الشركات والحكومات لتحوّلها من أحلام إلى حقائق... شكرًا سمو الأمير.

• إقرأ أيضاً : هاشم الخالدي يكتب : قصة الفيديو الذي أثار الجدل في الأردن لاسبوعين كاملين
• إقرأ أيضاً : هاشم الخالدي يكتب: الإعلام ليس مجرد ورقة وقلم ومقابلة .. بل مزيج من الذكاء والدهاء
• إقرأ أيضاً : هاشم الخالدي يكتب : ظهورنا مكشوفة: أزمة الإعلام الأردني تتطلب إصلاحاً عاجلاً