22-05-2025 01:48 AM
سرايا - فيما بدأت وزارة العمل منذ نهاية العام 2024، بتنفيذ سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى إعادة تنظيم سوق العمل للعمالة غير الأردنية، في محاولة لضبطه وتحقيق توازن بين الحاجة الاقتصادية والتنظيم القانوني، حذر خبراء من رفع تكلفة بعض تصاريح العمل الجديدة، مؤكدين ضرورة مراجعة الإجراءات بشكل يوازن بين التنظيم والكفاءة والعدالة الاجتماعية.
وشملت إجراءات "العمل" فتح باب الانتقال بين القطاعات، وتنظيم أوضاع العمالة السورية، وإطلاق حملات تفتيشية لضمان التزام العاملين وأصحاب العمل بأحكام قانون العمل، كما أُجري تعديل مهم على نظام تصاريح العمل، تضمن استحداث تصاريح جديدة مثل "عامل خدمات عمارة"، وتخفيض رسوم التصاريح للمهارات المتخصصة، وإلغاء شرط الإجازة للعاملين المصريين.
ضبط سوق العمل
بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل، محمد الزيود، إن الحملة التفتيشية التي تنفذها الوزارة حالياً مستمرة وتشمل مختلف مناطق المملكة، مؤكداً أنها تأتي استكمالاً لسلسلة من الإجراءات التنظيمية التي بدأت الوزارة باتخاذها منذ نهاية عام 2024، وتهدف إلى ضبط وتنظيم سوق العمل وضمان التزام العمالة غير الأردنية بأحكام قانون العمل الأردني.
وأضاف الزيود، إن الوزارة سمحت خلال الأشهر الأخيرة للعمالة غير الأردنية بالانتقال بين بعض القطاعات لتوسيع فرص التشغيل وتوفيق أوضاع أصحاب العمل، ودعتهم إلى تصويب أوضاع العمالة المخالفة تفاديًا للغرامات التي تصل إلى 800 دينار للعامل الواحد.
وحول نظام تصاريح العمل الجديد، أوضح الزيود أن الوزارة لم ترفع رسوم أي نوع من أنواع التصاريح، بل استحدثت نوعًا جديدًا هو "عامل خدمات عمارة" يقتصر على العمارات السكنية، ويهدف للحد من تسرب العمالة من قطاعات كالزراعة والإنشاء إلى داخل المدن، حيث يتوفر دخل أعلى بجهد أقل.
وبيّن أن إصدار هذا التصريح مشروط بموافقة 60 % من سكان العمارة وتفويض أحدهم لإصداره، مؤكدًا أن العامل المصرح له يُمنع من العمل خارج العمارة المحددة أو غسل المركبات في الشوارع، وإلا يتعرض للتسفير الفوري.
وكشف أن فرق التفتيش رحّلت أكثر من 3 آلاف عامل مخالف خلال الأشهر الماضية، في حملات نفذتها بالتعاون مع وزارة الداخلية والأمن العام.
وشدد على أن الوزارة تولي أولوية لتشغيل الأردنيين، مشيراً إلى أن مهنًا مثل "عامل وطن" أو "عامل خدمات" لم تعد مرفوضة من قبل الأردنيين، وهناك فرص حقيقية لدمجهم في هذه الوظائف ضمن بيئة سكنية منظمة.
قرار متوازن
بدوره، قال رئيس بيت العمال، حمادة أبو نجمة، إن التعليمات المتعلقة بالعمالة السورية تمثل قرارًا متوازنًا يحترم الأبعاد الإنسانية والاقتصادية، فمعظم السوريين الذين لجأوا إلى الأردن لم يأتوا للعمل بل هربًا من الحرب، وبعضهم لديه أبناء في المدارس، ما يستدعي مرونة في الإجراءات وعدم فرض ضغوط قد تضر باستقرارهم.
وأكد أن العمالة السورية التي يشملها القرار تعمل ضمن قطاعات منظمة ولا تزاحم الأردنيين، واستمرارهم فيها يسهم في دعم الاقتصاد ومنع حدوث فجوات تضر بالإنتاج واستدامة المصانع، مبيّنا أن التمديد لهم يتماشى مع التوجهات الداعمة لعودة تدريجية وآمنة إلى بلدهم، دون المساس باستقرار سوق العمل المحلي.
وفيما يتعلق بتخفيض رسوم تصاريح المهارات المتخصصة بنسبة تصل إلى 30%، اعتبر أبو نجمة ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، مؤكدًا أن السوق الأردني بحاجة إلى الكفاءات التقنية والعلمية، وينبغي عدم إعاقتها برسوم مرتفعة وإجراءات معقدة.
ودعا إلى تعريف واضح لمفهوم "المهارات المتخصصة" لتفادي التوسع غير المنضبط الذي حدث سابقًا، مشددًا على أهمية تسهيل التصاريح المؤقتة لدعم الاستثمار ومنع التوظيف المخالف.
كما أشار إلى أن إلغاء شرط موافقة صاحب العمل أو الجهات الرسمية على سفر العامل يمثل خطوة نحو احترام الحقوق الأساسية ويقلل من البيروقراطية، ما يعزز بيئة العمل العادلة والمنظمة.
تشجيع الاستثمار
من جهته، اعتبر مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، أحمد عوض، أن التعديلات الأخيرة تمثل خطوة متقدمة نحو إصلاح السياسات العمالية، خاصة ما يتعلق بتخفيض رسوم تصاريح العمل للمهارات المتخصصة.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تشجع على الاستثمار واستقطاب خبرات نادرة تسهم في رفع الإنتاجية ومواكبة التطورات التقنية.
وأشار عوض إلى أن إلغاء شرط الإجازة للعمالة المصرية من أبرز القرارات الإيجابية، لأنه يخفف عن العمال أعباء إدارية ومالية، ويحدّ من تعرضهم للاستغلال عند السفر.
في المقابل، حذّر عوض من أن استحداث تصريح "عامل خدمات عمارة" برسوم تصل إلى 700 دينار سنويًا، إضافة إلى كلفة الفحص الطبي، قد يثقل كاهل أصحاب العمل، ويقلل من فاعلية التصريح في تحقيق هدفه الأساسي بتنظيم هذا النوع من العمالة.
وختم بأن هذه التعديلات تحمل مؤشرات إيجابية، لكنها تحتاج إلى مراجعة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لضمان خلق سوق عمل عادل ومنظم يخدم الجميع.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-05-2025 01:48 AM
سرايا |
2 - |
أسوأ قرار اتخذته وزارة العمل هو التدخل في شؤون عمال خدمات العمارات دون أخذ رأي سكان العمارات المواطنين، وذلك للأسباب التالية:
1- التأثير الاقتصادي على الطبقة المتوسطة: معظم العمارات التي يعمل بها عامل خدمات عمارة (حارس) مملوكة للطبقة المتوسطة (ذوي الدخل المحدود)، التي تواجه تدهورا اقتصاديا، ورفع تكلفة تصاريح العمل سيُثقل كاهلهم ويؤثر سلبا على دخلهم ودخل أسرهم. علما أن تصريح العمل لعامل النظافة في المجمعات التجارية والمولات 420 دينار، وتصريح عمال خدمات العمارات 700 دينار، وكان السكان أغنى بكثير من أصحاب المولات والمجمعات التجارية؟؟؟!، والأولى أن تكون بالعكس لاحتلال العمالة الأردنية دوام 48 ساعة في الأسبوع في المولات والمجمعات التجارية. أما وجود عامل خدمات العمارات الوافد (المطيع والمتواجد 24 ساعة) فهو ضروري في العمارات السكنية، خاصة في الشتاء لمنع مشاكل مثل تسرب المياه أو غرق العمارة أو مساعدة كبار السن في تغيير أسطوانة الغاز والمهام الشاقة، وغيرها. 2. زيادة الأعباء المالية على السكان: منع الحارس من العمل في عمارتين متجاورتين سيزيد العبء على سكان العمارة، حيث إن دخله الحالي (10-20 دينارًا شهريًا من كل شقة) لا يكفي إلا بالعمل في عمارتين متجاورتين. معظم العمارات تتكون من 8 إلى 10 شقق، مما يجعل هذا القرار غير عملي ويضر بشكل مباشر بالسكان قبل العامل. 3. عامل خدمات العمارات الوافد هو من يقوم بتنظيف الأرصفة، علما أنها كانت في السابق من مهام عمال البلدية، وفي حال تخلى العديد من سكان العمارات عن التعاقد مع عامل خدمات، سيصبح منظر الأرصفة والعمارات مزرٍ للغاية، وستكثر المشاكل بين السكان. 4. أكبر مشكلة سيواجهها سكان العمارات تتعلق بمنع وزارة العمل عمال خدمات العمارات من ممارسة أعمال غسيل سيارات سكان الشقق في العمارة التي تصطف في الشارع مقابل العمارة، ومن المعروف أن العديد من العمارات السكنية لا تحتوي على مواقف سيارات تكفي لسيارات السكان وأفراد أسرهم، وكذلك منعهم من أعمال مثل تقليم أشجار العمارة. الخلاصة: لا بد من إعادة النظر في إجراءات تصاريح العمل لعمال خدمات العمارات، والسماح لهم بالعمل في عمارتين متجاورتين، وغسيل سيارات السكان الذين يعملون لديهم والمصطفة في الشارع. ولا بد من أن يكون هناك دور فاعل لنواب الوطن والصحافة في هذه المواضيع. |
22-05-2025 05:03 AM
د. مجدي ![]() |