حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29433

صفات .. ومكتسبات

صفات .. ومكتسبات

صفات  ..  ومكتسبات

26-12-2010 09:28 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

لكل منا عاداته وصفاته ، جزءٌ منها عاداتٌ وصفاتٌ وراثية ، والآخر مكتَسَب .. فالطول والجنس ولون العينين والشعر ، والنظرة التي تشبه نظراتِ والدينا ، كلها أمور وراثية .. أما العادات المكتسبة فتشمل ما تعلّمناه واكتسبناه من أهلنا ومُدرّسينا ورفاقنا وبيئتنا ومجتمعنا وديننا مما حدد طبيعة تفكيرنا ، كضرورة إكرام الضيف واستخدام اليد اليمنى في البدء بالأشياء ، وتعاملنا مع الآخرين حسب ما تقتضيه أصول التعامل ، والضغط بالأسنان ( أحياناً ) على رأس القلم أثناء التفكير .. وهنا مربط الفرس ، فالأمور الوراثية صفاتٌ ( خَلْقيّة ) ، وضعها البارئ عز وجل فينا ولا خيار لأحد منا فيها ، أما الصفات المكتسبة والعادات فهذه حكاية أخرى .. والإنسان عبدٌ لعاداته ، إن تقيد بقيودها فسيظنّ أن الكونَ بأسره يجب أن يمتلك مثل هذه العادات – بغض النظر عن كونها صحيحةً أم خاطئةً - ، فيسعى الفرد أن يجعل المقرّبين منه يتطابقون معه في هذه العادات ناسياً – على الغالب – تباين تكوين العادات المكتسبة للآخرين وتنوع بيئاتهم .

وأهم مثال على هذا هو مؤسسة الزواج ، والتي تعتبر اللَّبِنَة الأولى لبناء المجتمع وتميّزه ، فالزوجان غالباً من بيئتين مختلفتين ولكل منهما عاداته المكتسبة الخاصة اجتماعياً وفكرياً ، وإذا بدأ كل منهما يحاول فرض معتقداته وعاداته على الآخر مع تجاهل معتقدات الآخر وعاداته سيتأزم الموقف ، وتكثر الخلافات ، بل عليهما أن يحاولا دوماً الالتقاء في نقطة متوسطة ترضي الطرفين ، وبالتالي يصبح لأسرتهما عاداتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من الأسر !! والإنسان ليس آلةً مبرمجة على أوامر وأمور محددة ، وليس مضطراً أن يكون نسخةً طبق الأصل عن أحد ، كما يمكن دوماً تعديل عاداتنا أو تغييرها أو استثنائها أو الإضافة إليها أو تحسينها ، فعادة التدخين مثلاً عادة سلبية يمكن تغييرها وتركها ، والتفكير السلبي عادةٌ يمكن تغييرها إلى التفكير الإيجابيّ الخلاق ، وكتابة كلماتٍ تحوي خطأً إملائياً مثـل كلمـة ( إنشاء ) الله والتي تعني ( بناء !! ) ، فإذا أدركنا أنّ الصواب في أمر المشيئة الإلهية أن نكتبه ( إن شاء الله ) ، يصبح لزاماً علينا تغيير هذه العادة الخاطئة !! وعليه يجب أن يكون سهلاً علينا أن ندرك أن بعض العادات قد نكتشف أنها خاطئة فيصبح ضرورياً تغييرها لأن بعض ما كان صواباً بالأمس أصبح خطأ اليوم أو العكس !! لماذا يصرّ كلٌّ منا أن يخضع ( للقصور الذاتي ) في أعماقه ويرفض أي تغيير – حتى لو كان سيقود للأفضل - أقول هذا وأنا أيضاً لا أزال أحاول أن أتعلّم عاداتي بطريقة أخرى ، لأنه حتى العادات قد تتبدل كالموضة أحياناً ، وما يناسب وضعاً أو موقفاً معيناً قد لا ينطبق على نفس الموقف في وقت آخر .. ولهذا كله سيكون من الجميل أن نتمكن جميعاً من عمل ( جَرْد ) لمشاعرنا وأفكارنا وعاداتنا المكتسبة ، مع الإمساك بقلمٍ وممحاةٍ من نوع جيد جداً لتكون ذات فعالية فائقة في مسح بعض العادات التي لم تعد مناسبة لأوضاعنا المستجدة وعدم إبقائها كطوقٍ أليم حول أعناقنا فرضناه على أنفسنا ، فالإنسان هو نفسه من صاغ العادات ووضعها ، فإن تغيّر هو ، فلم تبقَ بعض العادات ثابتة ؟؟ ومن الضروري أن نغير عاداتنا السيئة تمشياً مع قوله تعالى : " لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " فهذا أكبر دليل على إمكانية التغيير لدى البشر وعدم التحجر في عادات واحدة ثابتة !! أمنيات الخير للجميع . nasamat_n@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29433
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-12-2010 09:28 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم