01-10-2024 01:06 AM
بقلم :
الدكتور فارس فلاح العطين
مسمى الجيش في إسرائيل هو جيش الدفاع الإسرائيلي ولكن دائما يكون هو المهاجم ، وعقيدته تقوم في حال التخطيط للهجوم البري هو الهجوم الجبهوي على طول الجبهة وعند تحقيق نجاح في جبهة ومحور معين يتم التركيز على هذا المحور دون غيره لتحقيق الاختراق وتسجيل النجاح الاولي في الهجوم وما سيجري في جنوب لبنان فأن هناك اختلاف كبير في جغرافية المنطقة من حيث الجبال والأودية السحيقة والمقاطع الصخرية وكذلك الغابات والأشجار الكثيفة وهي تساعد في حرب العصابات كما تخدم المُدافع للتخفية والتستر اكثر من المهاجم بعكس طبيعة الارض في قطاع غزة وهي أرض مفتوحة ورملية ولا موانع طبيعية فيها كما وان إسرائيل ومنذ فترة طويلة قامت بجمع معلومات استخباراتية من خلال الأقمار الاصطناعية عن طبيعة المنطقة وطرق التقرب
وكذلك انتشار وتسليح قوات الرضوان والتي تسيطر سيطرة كاملة على جنوب لبنان وحتى شمال نهر الليطاني وبسبب النجاحات التكتيكية في تفجير جهاز الاستدعاء ( البيجر) واجهزة اللاسلكي في الضاحية الجنوبية وعمليات الاغتيالات الأخيرة لابرز القادة في حزب الله وعلى رأسهم الامين العام للحزب فقد التفّت المعارضة على المستويين السياسي والعسكري حول ما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي وحثّه على شنّ هجوم بري للقضاء على البنية التحتية لحزب الله من أجل اعادة سكان الشمال إلى بلداتهم ومستعمراتهم
وان يكون الهجوم والتوغل محدوداً مكانياً وزمانياً واعتقد بان هذا الهجوم هو من اجل إبراز قوة الجيش الاسرائيلي في الشرق الأوسط ومحاولة لتحسين صورة الجيش الاسرائيلي بسبب الفشل في قطاع غزة بعد دخول عام من تواجد اكثر من نصف قواته هناك وقد ينجح في التوغل ولكن لن يسيطر على الارض ومن أهداف الهجوم البري ايضاً هو لمعرفة طبيعة الأنفاق الصخرية والكهوف الاصطناعية
وتدمير مخازن ومستودعات الأسلحة والذخائر وضرب قدرات قوات الرضوان هناك وطرق وصول الأسلحة بمختلف أنواعها للمنطقة الامامية في الجنوب اللبناني والمتتبع لإعلان نتنياهو باللجوء للهجوم البري هو من اجل الضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله للوصول إلى اتفاق تحت النار ولكن لم ينجح بذلك كما وان الهدف الذي كان يتحدث عنه نتنياهو هو تغيير موازيين القوى في المنطقة وان أمريكا على اطلاع مباشر بما يهدف اليه نتنياهو في هذه الحرب من خلال التخلص من محور المقاومة والتي تصارع وتقاتل إسرائيل وخوفاً من الوصول إلى
وحدة الساحات لمقارعة إسرائيل في المستقبل القريب
علماً بان هناك اصوات في الداخل الإسرائيلي تتخوف من الدخول البري كون قدرات حزب الله كبيرة جداً بالمقارنة مع ما تمتلكه حماس من أسلحة متواضعة واوقعت خسائر بشرية وبالاليات بالقوات البرية وما شجع إسرائيل للإقدام على الهجوم البري هو ان هناك فوضى في القيادة والسيطرة والاتصالات في حزب الله نظراً لاصطياد القادة البارزين من خلال الاستهداف
علماً بان وحدات قوات الرضوان وانتشارها في الجنوب اللبناني تعمل بشكل لامركزي في التعامل مع الاهداف القريبة والبعيدة في ساحة القتال ضمن مدى الأسلحة المتوفرة بايديهم دون الرجوع للقائد في الموقع
وهذا ما ينطبق على كافة القوات في الخط الثاني والخط الثالث وحسب أوامر العمليات والتعامل مع اي مستجدات في أرض المعركة ومجرياتها
واعتقد بان الدخول البري هو لاستعراض القوة وقد يكون توغل بسيط وخجول ومع هذا سيتكبد خسائر كبيرة جداً من خلال أسلحة (م.د ) المضادة للدروع والمتوفرة لدى حزب الله بالأمام وبكميات كبيرة وأنواع متعددة من هذه الأسلحة والأنظمة الصاروخية والتي لم تستخدم لغاية الان
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-10-2024 01:06 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |