حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,17 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3094

لماذا (الرهائن الإسرائيليون) فقط؟!

لماذا (الرهائن الإسرائيليون) فقط؟!

لماذا (الرهائن الإسرائيليون) فقط؟!

06-03-2024 08:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صلاح جرّار

منذ العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزّة والمجازر غير المسبوقة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضدّ المدنيين من أهالي غزة ونحن نسمع دعوات أو نداءات لوقف إطلاق النار أو التهدئة أو هدنٍ إنسانية قصيرة أو طويلة. غير أنّ جميع من ينادون بذلك من مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وغيرهم من مسؤولي المنظمات الدولية بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، دأبوا على ربط وقف إطلاق النار أو إعلان الهدن بإطلاق سراح ما يسمّى بالرهائن الإسرائيليين الذين لا يتجاوز عددهم مئة وأربعة وثلاثين إسرائيلياً لدى المقاومة الفلسطينية في غزّة، ولا يأتي أيٌّ من هؤلاء المسؤولين على ذكر أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في المعتقلات الصهيونية أكثر من سبعة آلاف منهم جرى اعتقالهم في مدن الضفّة الغربيّة وقراها ومخيماتها بعد السابع من تشرين الأوّل الماضي.

وبذلك تثور أسئلة كثيرة حول هذا التجاهل التامّ لهؤلاء المعتقلين الذين يبلغ عددهم مئة ضعف الرهائن الإسرائيليين في غزّة، أيّ أنه يوجد في المعتقلات الصهيونية مائة فلسطيني أو يزيد مقابل كلّ رهينة إسرائيلية في غزة، ومع ذلك فإنّ المطالب الدولية تقتصر على المناداة بإطلاق سراح الصهاينة فقط ولا تشير من قريب أو بعيد إلى الآف الفلسطينيين الذين تعتقلهم دولة الاحتلال ظلماً وعدواناً، علماً بأنّ الهدف الرئيسي من عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأوّل هو محاولة أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالمعتقلين الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية، وذلك إلى جانب الردّ على اعتداءات الجنود الإسرائيليين وعصابات المستوطنين على المسجد الأقصى.

كما لم يشر أيّ من هؤلاء المطالبين بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين أن ما يسمّونهم الرهائن هم من الجنود والضباط، بينما جلّ المعتقلين الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية هم مدنيّون من الأطفال والنساء وكبار السنّ والفتيان وأهالي الشهداء وآبائهم وإخوانهم وأخواتهم.

إنّ مقتضيات العدل والمنطق تتطلب أن تكون المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين دون أي شرط، وإن كان لا بدّ من اشتراط أي شيء لإطلاق سراحهم فهو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، فهو الحالة الوحيدة المنطقية التي يمكن تقبّلها لإطلاق الأسرى الصهاينة، أمّا أن تقتصر مطالبة المسؤولين الدوليين على إطلاق ما يسمّونه الرهائن الإسرائيليين دون شرط مقابل هدنة إنسانية في قطاع غزّة، فذلك من الظلم الفادح والإعلان الواضح عن الانحياز للعدوان الصهيوني ضدّ أهالي غزّة الذين يتعرضون لإبادة جماعية ومجازر إرهابية غير مسبوقة.

إنّ تأمّل مواقف المسؤولين الغربيين والمسؤولين الدوليين بمن فيهم أنطونيو غوتيرش إزاء هذه المسألة يفضي إلى الاعتقاد بعدم براءة هؤلاء المسؤولين وأنّهم منحاوزن إلى الكيان الصهيوني ويدعمونه سياسيّاً وقانونياً وإعلاميّاً، وأنّ مطالبتهم بالهدن الإنسانية وإدخال المساعدات إلى أهالي غزّة ما هي إلاّ تغطية لمواقفهم المنحازة للاحتلال وجرائمه. ولا يوجد أيّ تفسير منطقي أو قانوني لاستمرار هؤلاء المسؤولين في المناداة بإطلاق ما يسمّونه الرهائن الإسرائيليين دون الإشارة ولو بكلمة واحدة لأصل المشكلة برمّتها وهو وجود آلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، سوى الانحياز للصهاينة ودعمهم والدفاع عنهم والتغطية على جرائمهم بل وتسويغ جرائمهم وممارساتهم الخارجة عن كلّ القوانين الدولية والشرائع الإنسانية، وهي مواقف تعبّر عن الاستهانة بالإنسان العربي وروحه ودمه وقيمته.

وقد تكون حجّة هؤلاء المسؤولين الغربيين والدوليّين أنّ إطلاق سراح ما يسمّونه الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار هو السبيل إلى وقف سفك دماء المدنيين الفلسطينيين، وهذه حجّة ساقطةٌ ومرفوضة لأنّ سفك دماء المدنيين مرفوض رفضاً قاطعاً في كلّ القوانين والشرائع، ويجب مطالبة الصهاينة بالتوقف الفوري والإلزامي عن إراقة أي قطرة دمٍ دون أيّ شرط على الإطلاق. كما أنّ قبول مثل هذه الحجة يشجّع الجيش الصهيوني على الاستمرار في ارتكاب المجازر ضدّ المدنيين الفلسطينيين ما دام زعماء الدول الغربية والمسؤولون الدوليون يربطون وقف هذه المجازر بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وهذا يعني القبول الضمني بقتل المدنيين الفلسطينيين ما لم يطلق سراحهم. وإذا كان هدف هؤلاء المسؤولين من عدم الحديث عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال هو عدم إغضاب المسؤولين الإسرائيليين، فإنّه لا يجوز لأحدٍ أن يساوم على دم الفلسطينيين وتضحياتهم وحرّيتهم وكرامتهم مقابل رضا أي صهيونيّ، والمسألة أكبر بكثير جدّاً من مجاملة القتلة أو كسب رضاهم، فالمسألة هي مسألة احتلالٍ غاشم إرهابيّ وإجرامي يرتكب أبشع الجرائم ضدّ شعبٍ أعزل إلاّ من كرامته وإرادته وصبره.

إنّ أيّ حديث عن إطلاق سراح الجنود الصهاينة الأسرى في غزّة دون الحديث عن إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني هو دعمٌ للاحتلال وتآمرٌ على الشعب الفلسطيني وانحياز للظلم والطغيان والعدوان والإرهاب.

Salahjarrar@hotmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3094
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-03-2024 08:18 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم