سرايا - تحل اليوم الذكرى العاشرة لاستحواذ فيسبوك على واتساب في 2014 في أكبر صفقة تكنولوجية وقتها، فما قصة التطبيق الذي بدأ من المطبخ؟

في 19 فبراير/شباط 2014، استحوذ عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك سابقا "ميتا بلاتفورم حاليا" على واتساب في صفقة قيمتها الإجمالية 19 مليار دولار، مقسمة بين مبلغ يدفع نقدا وبين أسهم في شركة فيسبوك.

ويعد واتساب الآن أحد أشهر تطبيقات التراسل الفوري في العالم والتي لا يمكن الاستغناء عنه، لأسباب عدة، فما تاريخ تلك الصفقة؟

تم تأسيس واتساب في 2009 على يد جان كوم الذي كان عامل تنظيف بأحد المتاجر في الولايات المتحدة الأمريكية، فعند بلوغ الثامنة عشرة أدرك جاك أنه يريد تعلم البرمجة.

كانت الطريقة الأرخص للتعلم هي أن يشتري الكتب ويدرس بنفسه، لكن لضعف حالتهم المادية لدرجة لم تجعله قادرا حتى على شراء الكتب قام بتأجير كتب مستعملة من مكتبة وعمل على إعادتها عند انتهائه من دراستها.

لقد كان يعمل ويذهب إلى مدرسته في ولاية سان خوسيه وكان يعلم في قرارة نفسه أنه يكره هذه المدرسة. ترك المدرسة وذهب للعمل في شركة ياهوو وهناك قابل صديقه براين أكتون.

في عام 2007 ترك كوم وأكتون ياهوو، ولم يعرفا ما هي خطوتهما المقبلة، لكنهما أمضيا سنة من السفر في أمريكا الجنوبية لإنعاش ذهنيهما.

ولكن لم يعثرا على أي فكرة حتى يناير/كانون الثاني 2009 عندما اشترى كوم جهاز آيفون.

وكان متجر التطبيقات للآيفون في بداياته، ولكن كوم رأى فيه بداية صناعة جديدة وبدأ في التفكير في صناعة تطبيق.

الصديقان اللدودان.. فكرة واتساب بدأت من المطبخ
في مطبخ صديقه الروسي شرح كوم فكرته بأن يظهر التطبيق إشعارات بجانب الأرقام في سجل الهاتف.

على أن تظهر تلك الإشعارات إذا كان الشخص صاحب الرقم متاحا أم غير متاح أم بطاريته توشك على النفاد.

كان كوم قادرا على برمجة العمليات الخلفية للتطبيق، ولكنه احتاج إلى مطور تطبيقات آيفون، وقدم له صديقه مطورا روسيا كان قد وجده على أحد مواقع العمل الحر.

بعد مرور شهر، أعطى كوم نسخة تجريبية لأصدقائه لتجربة التطبيق، وكان يدون الملاحظات عن العيوب والإصلاحات اللازمة، وعلى مضض اعترف بأنه حان الوقت للحصول على وظيفة.

حاول أكتون إقناع صديقه بالتفكير لعدة أشهر في قراره فلم يكن هناك أحد يستخدم التطبيق حتى أصدقائهما. حتى يونيو 2009 حين أطلقت أبل خاصية دفع الإشعارات -push notifications. والآن عندما يقوم أحد أصدقائك بتحديث حالته تظهر إشعارات لكل أصدقائه الآخرين.

لقد فعلوا تلك الخاصية في البداية كمزحة، ولكن كوم أدرك حينها أنه قام ببناء تطبيق مراسلات فورية.

وعندما أطلق كوم النسخة الثانية من تطبيقه أصبح لديه 250 ألف مستخدم بسرعة كبيرة.

كان أكتون صديقه حينها لا يعمل فعرض عليه أن يكون شريكا مؤسسا فقبل وأقنع أصدقاءه في ياهوو باستثمار 250 ألف دولار في التطبيق.

أسس جان كوم واتساب في أبريل/نيسان 2009 وكانت النسخة المبدئية للتطبيق متاحة للتحميل من متجر تطبيقات أبل في الشهر اللاحق.

اعتمادا على لغة البرمجة Erlang فإن واتساب هو تطبيق محادثات فورية يعمل على الأنظمة المختلفة مجانا يمكن الاعتماد عليه كبديل لرسائل SMS و MMS التي يحاسب عليها مزودي خدمات الاتصالات بالرسالة.

التطبيق كان يبدو بسيطا للغاية فمنذ بدايات التطبيق كان كوم دائما يفكر في أن يفعل شيئًا واحدا بشكل احترافي وهو ما كان أحد أسباب قوة تطبيق واتساب.

ومع استمرارية نجاح التطبيق قدم العديد من أصحاب رؤوس الأموال عروضا لتمويل التطبيق، ولكن كوم وأكتون قاوما تلك العروض لاعتقادهما بأن قبول رؤوس الأموال سيقضي على حلمهما بتطبيق مراسلات قوي بدون إعلانات، ولكن جيم جويتز من Sequoia Capital لم يستسلم واستمر في ملاحقة الشريكين.

لشهور كثيرة من الترتيبات وبعد أن وعد بإبقاء التطبيق خالي من الإعلانات في أبريل 2011 قبلا 8 ملايين دولار كاستثمار مبدئي وبحلول نوفمبر 2011 كان تطبيق واتساب التطبيق رقم واحد للمراسلات الفورية في متجر أبل للتطبيقات. وحصل على أكثر من 10 ملايين تحميل للأندرويد.

في يوليو 2013 حصل التطبيق على استثمار آخر من Sequoia بقيمة 50 مليون دولار.

وفي فبراير/شباط 2014 تمت صفقة استحواذ فيسبوك على واتساب بـ19 مليار دولار في صفقة هي الأكبر من نوعها.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا