حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,5 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16666

شرق أوسط مزدهر و متقدم هو البوابة الوحيدة للعالم الجديد

شرق أوسط مزدهر و متقدم هو البوابة الوحيدة للعالم الجديد

شرق أوسط مزدهر و متقدم هو البوابة الوحيدة للعالم الجديد

02-12-2023 05:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.نشأت العزب
حالة الحرب في العالم اليوم هي إنعكاس لخلل في فهم سيكولوجيا الشعوب و المجتمعات، يقول الحكماء تعرف الأشياء بالنتائج، و في كثير من الأحيان قد يكون السبب واحد و لكن تختلف النتائج و ما يحدد ذلك هو السلوك في التعامل مع السبب و الذي يتأثر بالفهم الحقيقي للعديد من الأمور التي تختلف بإختلاف النتيجة المراد الوصول لها بعد تحقق شرط السبب ، فأي نقطة على سطح الكرة الأرضية تختلف بإختلاف موقع من ينظر إليها ، و لمعرفة حقيقة النقطة وجب الإطلاع عليها من كافة ال 360 درجة، عندها فقط نكون على أقرب مسافة من حقيقة تلك النقطة .

عند النظر للعالم اليوم و الذي يقوده الغرب يبدر على أذهاننا أسئلة تبحث عن إجابات حقيقة من كافة الجوانب و خصوصاً في ظل هذا الواقع المرير الذي تمر به البشرية و الطبيعة اليوم، و هي ما الذي قد قدمه الغرب للعالم و الإنسانية في المحصلة، و سوف أتجاوز هذا السؤال لأسأل ماذا قدم الغرب لنفسه في ظل هذا الواقع الذي يعيشه الغرب اليوم و يحاول تصديره للشرق ؟

هل إستخدم الغرب العلم و التطور المعرفي و التكنولوجي لخدمة البشرية و رقيها ؟ هل حافظ الغرب على استقرار نسيجه الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي ؟ هل سلوك الغرب هو السلوك السليم للوصول إلى عالم واحد ؟ هل الازدواجية في المعايير حول مختلف الاحداث العالمية هي من مبادىء العولمة ؟

من المؤكد أن الإجابة على كل ما سبق هو لا ، و من المؤكد أيضاً أن واقع العالم اليوم هو نتيجة لتشوه حقيقي في فهم و تخيل عناصر هذا العالم و اختلافها و طريقة التعامل معها و هو أيضا نتيجة لغياب الحكمة و العقل و استبدالها بالأنا التي لا يمكن التنبؤ بأي نتيجة ايجابية في حال جعلها أولوية في التعامل و تحقيق النتائج .
من غير الممكن الوصول إلى عالم واحد و عولمة حقيقية دون فهم سيكولوجيا كل منطقة و كل شعب ، و من غير المنطقي البدء بمحاولة فهم الإنسان سيكولوجياّ دوناّ عن فهم الطبيعة في المكان الذي يتواجد فيه و دراسة تكلفة و ثمن كل خطوة ، فمحاولة الغرب مثلاً في استغلال ثروات القارة الافريقية-بإعتراف ساسة الغرب- لتحقيق النمو و التقدم في أوروبا ، جعلت من أفريقيا مصنعاً للغرب بأيدي الشعوب الإفريقية الكادحة و من أوروبا بيتا لعدد كبير من سكان القارة الافريقية ، و محاولة تحقيق الديمقراطية و الحرية دون فهم حقيقي لطبيعة الشعوب في الشرق الأوسط و طبيعة المكون الإجتماعي و الثقافي فيه، جعل من منطقة الشرق الأوسط مكاناً يملأ العديد من دوله الخراب و الدمار و من أوروبا بيتاً لعدد كبير من سكان تلك الدول،و كذلك الحال مع اوكرانيا و العديد من الدول الأخرى التي حاول فيها الغرب فرض مبادئه و قوانينه التي تنطبق على طبيعة و مكون شعوبه على شعوب من طبيعة و ثقافات و أديان مختلفة تماماّ و من دون معاملتهم حتى بنفس الجودة و المعايير التي يعاملون بها شعوبهم في أوروبا، و المفارقة هنا أن أوروبا أو الحديقة كما يصفها الساسه الأوروبيون أصبحت وسطاً إختلط فيه نسيج العديد من تلك الشعوب التي تم ذكرها و التي يشكل معظمها فئة الأطفال و الشباب مع النسيج الشعبي الأوروبي الذي يعاني من مشاكل ديموغرافية كبيرة ، و المفارقة الأخرى هو شعور تلك الشعوب من تلك المناطق التي تم ذكرها بالأحقية الكاملة في البقاء في أوروبا بسبب اعتقادهم التام أن الساسه الغربييون هم السبب في دمار و خراب بلادهم و فقد العديد من احبائهم و عائلاتهم ، و هذا ينذر بخطر كبير على القارة الأوروبية اجتماعياً و سياسياً في حال حصول أي خلل اقتصادي أو طبيعي في العالم عامة او في أوروبا خصوصاً.

إن الشعوب الأوروبية هي مثال يحتذى به في الحرية، الوعي، التحضر و الإنسانية، و سبب ذلك هو الظروف المعيشية الممتازة التي وفرت لهم بعد الحرب العالمية الثانية، لكن و من غير الممكن إنشاء عالم جديد بالشعوب الغربية فقط دون اعطاء أي إهتمام لشعوب الشرق الأوسط الذين يمتازون بصفات و قدرات منحتهم اياها الطبيعة يمكن تسخيرها للتقدم و الإزدهار و سلبتهم اياها و قيدتها الأنظمة السياسية الغربية دون حتى محاولة الاستفادة منها -هذه الفكرة السائدة في تلك المجتمعات- في الحقيقة إن أوروبا استنفذت كل طاقاتها لتقديم أي شيء جديد للعالم و الحضارة الجديدة، و الساسة الأوروبيون يعلمون ذلك جيدا لكنها محاولات التمسك و الرهان على الإسم "البراند" فقط ، و على الجانب الأخر من غير الممكن التفكير بعالم جديد دون حل نزاعات الشرق الأوسط بشكل سليم و عادل لجميع الأطراف، فالشرق الأوسط هو صمام الأمان لهذا العالم و في نفس الوقت هو معظلة هذا العالم، فوجب لذلك إيجاد الحلول التي تعاكس تماماً الحلول التي تم طرحها بعد الحرب العالمية الثانية و التي جعلت من الحروب و القوة أساساً للتقدم و الذي كان ضحيته الملايين من الأبرياء و مثلهم ممن يحملون بداخلهم مشاعر الكره و الظلم و بالمحصلة حلقة لا تنتهي من الحروب و الصراعات يمكن أن تفنى من خلالها البشرية، و هذا الشيء لن يسمح الوعي الكوني بحدوثه، و لانه غير ممكن الحدوث فليس من مصلحة أحد حدوث أي خلل طبيعي كهذا و بالحديث عن الشرق الأوسط تحديداً فليس من صالح اسرائيل أو العالم أن يكون الشرق الأوسط مضطرباً ، فلو كنت أنا اسرائيلياً لحرصت على رفاه و تقدم شعوب الشرق الأوسط كافة ، لا أن يكون الواقع كما اليوم و هو إيصالهم إلى النقطة التي لم يعد لديهم أي شيء يخسروه مما جعل فكرة الانتقام و التضحية اسمى الأهداف للوصول إلى الجنة بعد أن فقدوا كل معاني الحياة في هذا العالم !
ما معنى التطبيع مع دول شعوبها تعاني اقتصادياً, و إجتماعياً ، كيف يمكن أن انعم بالأمن و الأمان و كل الدول المحيطة بي تعاني من ويلات الفقر و الحروب و الدمار ! لماذا لا تقودنا الحكمة و العقل إلى إيجاد حل عادل و سلمي يسمح لكافة شعوب المنطقة بكافة معتقداتهم و أديانهم العيش بسلم و جعل منطقة الشرق الأوسط كما منطقة الشنغين في أوروبا يمكن لأي مواطن فيها التنقل لأي دولة أخرى بحرية مع حفاظ كل دولة على سيادتها و نظامها الخاص!، لو كنت اسرائيليا لكنت الأشد حرصاً على اعطاء الفلسطينين حق إقامة دولتهم على حدود عام 1967, فهذا الحل الذي يضمن امن و سلامه الشعب اليهودي في اسرائيل، و يعطي الفرصة لشعوب المنطقة أن تندمج معا و تعيش بسلم و أمن و يجعل من الشرق الأوسط بوابة حقيقة و سليمة لعالم جديد .

قد يكون الاختلاف في الثقافة و الإعتقاد سبب يمنع تحقيق كل ما سبق، و لكن بتحقيق الرفاه لشعوب الشرق الأوسط يمكن جعلها مكاناً و وسطاً تجده الشعوب الغربية عامة و الأوروبية خاصة ملائماً و مناسباً خصوصاً في ظل تدهور الاوضاع اجتماعياً و اقتصادياً و سياسياً في أوروبا ، مما لذلك الاثر في إثراء منطقة الشرق الأوسط بالتجربة الأوروبية عن كثب و مما يجعل لإندامج شعوب الشرق الأوسط مع الشعوب الأوروبية في الشرق الأوسط الحل الانسب للوصول لثقافة و وعي عالمي مشترك !

قد تختلف الحلول و تتعاكس الأراء، لكن يجب الإتفاق على ضرورة ايقاف الحروب و حل كل خلاف يدعو لها بشكل عادل و سلمي، يجب أن نتفق على أن الواقع الذي يعيشه العالم اليوم هو نتيجة لأيدولوجيات بنيت على فهم خاطىء للثمن و التكلفة ،نتيجة لأفكار لم تستند إلى أي مرجع علمي و عملي ، واقعنا اليوم هو نتيجة التزمت بالرأي و الإزدواجية في المعايير، و التي من خلالها الكل خاسر و الحرب الكبرى التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها تبعد عن عالمنا اليوم مسافة ثلاث خطوات .

في المحصلة من الضروري و المهم أن لا ننسى أن الكائن البشري هو جزء من كل ، جزء من الطبيعة التي هي جزء من الكون ، و كما اخبرنا العلم ، هذا الكون يسير بقوانين دقيقة و لديه وعي أوسع و اشمل من الوعي البشري ، به يضمن الكون ديمومته، فلذلك وجب التفكير بحلول عادلة و شمولية تكون أساس صلب و حقيقي يسهم في تقدم الإنسانية و الحضارة و ازدهارهما بعيداً عن أي فكر أصولي ، و لا اعني هنا الأصولية الدينية فقط ، بل الأصولية الفكرية، العلمية ، الايدولوجية و غيرهم ، فهذا أخر ما قد يحتاجه العالم اليوم، و لو كان لهذا أي نتيجة ايجابية لكنا نعيش واقعاٌ افضل بكثير من الواقع الذي يعيشه العالم اليوم، فكما اخبرنا العلماء و الفلاسفة عن الحقيقة التي اذا ظن الانسان أنه يمتلكها فقط سقطت و اذا كان يعتقد انه لا يملكها فقد وجب عليه العمل الجماعي و المشترك للبحث عنها فالحقيقة الأم يوجد جزء منها في كل فكر و عقل و منطق، فمن هنا يبدو إستخدام القوة لتحقيق أي فكرة ليس الا تحدٍ مع الطبيعة و الكون.

فهل يقبل هذا عقل و منطق!

اتمنى أن يجد حكماء و عقلاء هذا العالم الحلول التي يمكنها جعل العالم مكاناً افضل و أكثر عدلاً و أمناً، مكاناً يجعل من السلوك البشري أساساً للحفاظ على المناخ و ضمان أسس الإنسانية السليمة ، مكاناً يمثل نقطة إنطلاق للمستقبل بواسطة العلم و المعرفة لإكتشاف هذا الكون الذي كلما عرفناه اكثر أدركنا حجم جهلنا أكثر، مكاناً من خلاله تضمن كافة الشعوب حقوقها و تسهم في خدمة الانسانية و تقدم و تطور الحضارة التي من خلالها نضمن مستقبل أمن لنا و لأطفالنا و لكوكبنا الأم الأرض.








طباعة
  • المشاهدات: 16666
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-12-2023 05:37 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم