14-11-2023 08:21 AM
سرايا - تبلغ نسبة انتشار صرير الأسنان عند الأطفال نحو 50% خلال سنواتهم الأولى، حسبما أشارت العديد من الدراسات العلمية، وعلى الرغم من عدم معرفة الأطباء حتى الآن بالأسباب وآلية حدوثها، إلا أنهم رجحوا وجود مجموعة من عوامل الخطر للإصابة بالمرض. يرتبط صريف الأسنان بالعديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تصل إلى ضعف وتكسر الأسنان، لذا تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على المزيد حول طرق العلاج وكيفية تجنبه.
أسباب صرير الأسنان عند الأطفال:
يعد صرير الأسنان عند الأطفال واحدةً من المشكلات الشائعة التي تُصيبهم خلال سنواتهم الأولى، إذ أشارت بعض الدراسات العلمية إلى تراوح نسبة انتشاره من 14% إلى 50%.
الصرير هو حالة تطاحن الأسنان حيث يقوم الطفل بالضغط بقوة (الجزّ) على أسنانه عند النوم أو الاستيقاظ على حد سواء، ما قد يسبب مجموعة من المشاكل التي سنتعرف عليها خلال هذا المقال.
حتى الآن لم يتوصل الأطباء إلى الأسباب الرئيسية المؤدية للمرض، إلا أنهم وجدوا أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوثها ومنها:
العامل النفسي: تزيد الاضطرابات النفسية والتقلبات المزاجية، مثل: الضغط، والقلق، والإجهاد، ومشاعر الغضب والإحباط، من احتمالية الإصابة بصرير الأسنان.
العمر: يكثر انتشار ظاهرة جزّ الأسنان أو صريف الأسنان عند الأطفال أكثر منها عند الكبار.
التاريخ العائلي: تلعب العوامل الجينية دور كبير في احتمالية الإصابة به، خاصة في حالة إصابة أحد أفراد العائلة به من قبل.
مشكلات النوم: هناك مجموعة من مشكلات النوم التي تلعب دورًا كبيرًا في زيادة احتمالية الإصابة بالمرض، مثل: انقطاع النفس الانسدادي النومي (Sleep Apnoea) يحدث انقطاع للنفس نتيجة ارتخاء عضلة الحلق، فتسد مجرى التنفس بشكل جزئي.
مشكلات أخرى: قد تساهم المشكلات التالية في زيادة خطر الإصابة بصريف الأسنان، ومنها: الصرع، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
أعراض صرير الأسنان عند الأطفال:
تتباين أعراض صرير الأسنان عند الأطفال من حالة لأخرى بناء على الأسباب الحقيقية والعوامل المؤدية للمرض، ومن أهم أعراضه ما يلي:
ضغط شديد على الأسنان.
ألم الأسنان.
صداع.
ظهور بقع بيضاء على اللثة ، ما يؤدي أحيانا إلى تكسير الأسنان.
ألم الأذن على الرغم من عدم وجود أي مشكلة بها.
اضطرابات النوم .
ألم وتشنج عضلات الفك، وتعرف هذه الحالة طبيًا بمتلازمة المفصل الصدغي السفلي(Temporomandibular Disorder-TMD) يعمل المفصل على الربط بين عظام الفك والجمجمة، وبالتالي فإن حدوث أي اضطرابات قد يؤثر على حركة الفك ويُسبب ألمًا حاد.
الأسنان المفلطحة أو المكسورة (Wear Facets).
زيادة حساسية الأسنان نتيجة ضعف مينا الأسنان وفقدان معادنها وأملاحها المكونة.
علاج صرير الأسنان عند الأطفال:
يبدأ علاج صرير الأسنان عند الأطفال بمعرفة التشخيص الدقيق بواسطة الفحص البصري والبدني الذي يجرى بمعرفة الطبيب للتأكد من وجود المشكلة أو عدمها ووضع البرنامج العلاجي المناسب لها، من خلال الزيارة الدورية وهنا يكمن أحد فوائدها. ومن أهم الطرق العلاجية المستخدمة ما يلي:
الأدوية: قد يلجأ طبيب الأسنان المختص إلى أدوية باسطة للعضلات كأحد الحلول العلاجية.
جهاز واقي الفم (Mouthguard): أحد أنواع طرق العلاج التي تُصنع خصيصا للشخص، لكنه لا يُشبه تقويم الأسنان التقليدي، بل يرتديه الشخص قبل النوم لتوفير أكبر قدر ممكن من الحماية لأسنانه إذا كان يعاني من الصرير أثناء النوم، ويلبسه الشخص طوال النهار إذا كان يعاني من الجزّ وهو مستيقظ.
العلاج السلوكي: هي مجموعة من التدخلات التي تهدف إلى تحقيق نتائج أكثر ايجابية وزيادة سرعة الشفاء، ومن أهم هذه الطرق: العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy)، وتمارين العلاج الطبيعي التي تهدف إلى تعزيز حركة الفك وتقوية العضلات الضعيفة.
الارتجاع البيولوجي (Biofeedback): أداة إلكترونية تستخدم لقياس نشاط عضلات الفكين، ما يسمح من اتخاذ خطوات تغيير سلوك الشخص، وبالتالي تجنب حدوث صرير الأسنان وتحديدًا النوع النهاري، أما الصرير الليلي فهو بحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات.
التأمل: تساهم تمارين التأمل المختلفة ومنها اليوجا في تقليل التوتر والضغط العصبي وتحسين المزاج، وبالتالي يمكن اعتباره كأحد التدخلات العلاجية، خاصة وإن كان السبب ناتج عن اضطراب نفسي.
نصائح للوقاية من صرير الأسنان عند الأطفال
لأننا في مركز أندلسية لطب الأسنان نولي اهتمامًا كبيرًا بصحة زوارنا، نقدم لك مجموعة من النصائح للوقاية من صرير الأسنان:
راقب صحة طفلك النفسية:
قرّب من طفلك، وشاركه اهتماماته، واسمع له بإنصات، وأعطي له النصائح بطريقة تتناسب مع مرحلته العمرية، حتى يكتسب العديد من المهارات المختلفة بما في ذلك المرونة النفسية التي تُمكنه من التعامل بشكل صحيح مع مختلف الضغوطات، لذا احرص كذلك على تعزيز روابط الصداقة والحب والعاطفة، فنحن في حاجة إلى نشر ثقافة الحب بدلًا من العقاب والترهيب. كما يمكنك تعليم طفلك العديد من السلوكيات التي تعزز صحته النفسية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بصورة يومية، ورياضة التأمل كاليوجا.
دلك فم وفك الطفل
يساهم تدليك الفم ومنطقة الفكين في إرخاء العضلات، وجعلها أكثر مرونة وبالتالي يقل تيبس المفصل الصدغي، وبالتبعية يقل الألم.
اتبع نظام غذائي صحي مع طفلك:
يعد الغذاء هو وقود الجسم ومصدر بناءه حيث يدخل في تكوين كافة خلايا الجسم، وتستفيد منه في أداء وظائفها بصورة طبيعية.
ينصح بضرورة أن يحتوي النظام الغذائي اليومي للطفل على نسبة كافية من الخضراوات الليفية الخضراء، لما تحتويه من كميات مناسبة من الماء الذي يمنع حدوث جفاف الفم، الذي من شأنه أن يزيد من احتمالية حدوث صرير الأسنان، بجانب تناول الفاكهة بمعدل 3-5 حصص غذائية يومية، لتوفير أقصى حماية للجسم وتعزيز الجهاز المناعي، وتزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة لبنائه.
درب عضلات الفك:
يساهم تدريب عضلات الفك على الارتخاء في تقليل احتمالية التعرض لصرير الأسنان، ويمكن عمل ذلك عن طريق وضع طرف اللسان ملامسًا للأسنان بحيث يُعيق من احتمالية حدوث جزّ.
علاج اسنان الاطفال
تجنب العادات السيئة لصحة اسنان طفلك
هناك مجموعة من العادات التي أثبتت الدراسات العلمية الأخيرة مدى تأثيرها السلبي على صحة الأسنان ومنها: عادة قضم الأظافر والعض على الأشياء، الإفراط في تناول وشرب المُنبهات والمشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة والشاي، والتي من شأنها أن تُصيب الأسنان بالتصبغات بجانب مجموعة أخرى من المشكلات.
ابتعد عن تناول الكثير من العلكة خاصة الغنية بالسكريات
يلعب الإفراط في تناول ومضغ العلكة دورًا في زيادة احتمالية حدوث صرير الأسنان عند الأطفال، لذا احرص على تقليلها تدريجيًا.
هناك أنواع من العلكة تحتوي على مضادات للبكتيريا والجراثيم والتي تقلل من احتمالية حدوث تسوس الأسنان والحصول على رائحة فم منعشة وبالتالي يعزز صحة الفم.
الاعتناء بنظافة فم طفلك
لا شك أن العناية بصحة ونظافة الفم والأسنان أمر ينصح به كثير من الأطباء الأسنان لما له من دور فعال في توفير حماية للأسنان وتجنب احتمالية الإصابة بالتسوس وغيرها من المشكلات التي من شأنها أن تؤثر سلبًا على صحة الفم.
احرص على زيارة الطبيب مرتين سنويًا من أجل إجراء الفحص الدوري والتأكد من سلامة أسنان طفلك وخلوها من أي مشكلات قد تُهدد صحتها وسلامتها، بجانب إكساب طفلك مهارة غسل أسنانه بطريقة صحيحة وتحويلها إلى عادة تُصاحبه عند الكبر.
بالإضافة إلى استخدام خيط الأسنان مرة يوميًا، ويمكنك مساعدة طفلك على استخدامه لحين وصوله لعمر 11 سنة، أو عند قدرته على استخدامه بشكل صحيح لضمان توفير أكبر حماية وإزالة طبقة البلاك من جهة، وتجنب إصابة اللثة من جهة أخرى عند استخدام الخيط بعنف أو بطريقة غير صحيحة.