حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,6 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7218

حيرة في التربية

حيرة في التربية

حيرة في التربية

28-09-2023 10:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

بقلم : المحامي معتز نبيه الدهني - من المتفق عليه أن التربية قوة ضابطة لسلوكيات الأفراد، إذ يتخذها المجتمع أداة لضمان استمراره والحفاظ على مقوماته وتحقيق تكيف الفرد مع بيئته الاجتماعية، والتربية بنوعيها الرسمية وغير الرسمية، المقصودة وغير المقصودة تعد من أهم أدوات الضبط الاجتماعي، فهي تساعد الأفراد على التكيف مع مجتمعهم، وعدم الخروج على المعايير والقيم السائدة التي اختطها المجتمع، مما يساعد الأفراد على التكيف والتقليل من الانحراف الاجتماعي، ودعم القيم والاتجاهات التي تحقق أمن المجتمع واستقراره.

 

 


يعاني الإباء والأمهات حالياً من جراء وجود عالم الانترنت، حيث تتملكهم حيرة مطبقة وترددٌ كبير في كيفية تربية أبنائهم، حيث كانت التربية في الماضي صعبة لكنها محفوفة بضوابط وعوامل مساعدة ومساندة من الأسرة ومن المدرسة ومن المجتمع، كلها تساهم في تهذيب الخلق وضبط السلوك واحترام القيم ولالتزام بالدين والتقاليد والمثل العليا، وناداً ماكنت تجد هناك اختلاف أو تباين يظهر في ذلك.

 


لا مقارنة ولا تقارب بين التربية في الماضي والتربية في زماننا هذا، فلكل زمان صفاته وخصوصيته ونحترم هذا ونضعه في عين الاعتبار، فلا يمكن أن تصلح تربية الماضي بشكل كامل أو بطريقة النسخ والتطبيق للزمن الحاضر، وذلك بسبب اختلاف الزمان والمكان والأجيال والتفكير، ولكن يجب أن يراعى ونأخذ من الماضي ما هو ثابت ويتماشى مع الدين والخلق والتقاليد الحسنة ونوظفه بطريقة عصرية ملائمة وصالحة لهذا الوقت ولهذا الجيل، لكن الملفت للنظر أن البدايات والطرق والمفاتيح الأساسية للتربية قد ضاعت أو فُقدت ولم تعد الخطوط العريضة للتربية واضحة أو متوفرة للآباء والامهات، فهم يلجؤون للتجربة، إما تربية تقليدية قديمة شديدة ربما تنتج تمرداً وعصياناً واستهجان، أو تربيه حديثة منفتحة مُنحلَّة تُخَلِّف وراءها جيلاً تائهاً بلا مضمون ولا طموح ولا هدف.

 

 


ما يقولوه الآباء والامهات ويَعِضونَ به أبنائهم خلال أيام وشهور يأتي العالم الوهمي ويمحوه بلمحة بصر، فالتقليد والتبعية تسيطر على عقول الأبناء، عالمهم الجديد يعتبرونه أفضل وأصلح لهم من موعظة أب أو نصيحة أم، عيّنة القياس لديهم والقدوة من العالم الوهمي والافتراضي فقط وليس من الواقع، قيم مختلفة وتوجهات مشوهه، فيقعون فريسه الضياع والتشتت ما بين الأسرة والمجتمع والعالم الافتراضي، والكارثة تقع عندما ينتصر العالم الافتراضي.

 


أصعب معادلة والتي ليس لها حل واضح ومتوفر حالياً هي التربية، كل شيء أختلف والمعايير تغيرت والأجيال تمردت وتبدلت، تمرد الأبناء على الاباء والامهات بتحريض من عالمهم الجديد، ازدادت المسافة بينهم وتضاربت الأفكار وزاد الصدام واحتدت النقاشات وأصابها العقم، ووجد الإباء والامهات صعوبة في الحل واستحالة في التطبيق ومعاناة في التغيير والسيطرة ومقاومة العالم الرقمي الجديد، إن الرجوع للدين والتقاليد والموازنة بين الشدة واللين والنصح والإرشاد والفرض والإلزام والخيار، هي الحلول التي قد تساهم وتساعد في التربية وتنشئة الجيل ووضعه على الطريق السليم وابعاده عن سيئات العالم الافتراضي، ومنحهم الفرصة للتقرير والاختيار والتمييز بين الحق والباطل، الخطأ والصواب، واستخدام ذلك كله في العالم الافتراضي والواقعي ضمن الحدود وبالقدر اللازم والضروري، والمضي قًدماً نحو بناء مستقبل أفضل وحياة أجمل وتربية منضبطة صالحة.

المحامي معتز نبيه الدهني
الدوحة – قطر








طباعة
  • المشاهدات: 7218
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-09-2023 10:34 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم