09-09-2023 11:11 AM
بقلم : النائب السابق محمد بخيت المعرعر
سوريا أصبحت بلداً ومسرحاً لقوى مشبوها ، في أهدافها ومهامها ، خاصة في المنطقة العربية ، هذه القوى التي اذلت المنطقة العربية وجزأتها وشردت شعوبها ،وساهمت في ويلاتها ومصائبها ، في الوقت التي تدعي الصداقة والشراكة مع العالم العربي .
وقد انحازت هذه القوى لانظمة مستبده ، ومجموعات طائفية ، وأخرى انفصالية إرهابية .
هذه القوى تتعادى في منطقة ما ، وتتعاون وتنسق فيما بينها في مناطق أخرى ، كما تكون سندا وملاذا ،للمستبدين والمعتدين على الشعوب وذلك في حمايتهم وافلاتهم من العقاب على جرائمهم كما في سوريا وإسرائيل .
وقد تدعي هذه الدول حماية الديموقراطية وحقوق الانسان ،ولكنها في مواقع كثيره تنتهك وتساعد من ينتهك هذه الحقوق ،وقد تكون مظلة لدول مجرمة او مارقة تحميها وتجنبها المساءلة .
أصبح نهر الفرات حداً ومعلما لطرفي النفوذ في شمال سوريا ، فالى الشرق منه في محافظتي دور الزور والحسكة الغنيتان بالبترول والخيرات ،تتواجد قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة ، وتتواجد معها ميلشيات إرهابية انفصالية ،ترتبط بقوات التحالف تسليحا واعداداً .
والى غرب الفرات تتواجد القوات الروسية وقوات النظام والمليشيات الإيرانية وحزب الله ،وتعد منطقة شرق الفرات موطن القبائل العربية منذ الاف السنين (ديار بكر وديار ربيعة ).
وتحت مظلة التحالف نشأت مليشيات إرهابية جاءت من جبال قنديل وشمال ايران وجنوب تركيا وشمال العراق ، لتؤسس كيانا عنصريا في شمال شرق سوريا تحت اسم (قوات سوريا الديمقراطية ) .
هذه المليشيات المّموله والمسلحة من التحالف الدولي ،ومنذ عشر سنوات تعمل على ابعاد العرب من مناطقهم وتشريدهم وتهجيرهم ،والانقضاض عليهم (بدعوة محاربة داعش ) ،وقد حصلت مذبحة في بعض احياء دير الزور قُتل فيها اكثر من (٣٥٠ مدني ) من قبل التحالف ولم تحصل مساءلة دولية لهذا العمل الفضيع .
وكل ما تريده المليشيات اخلاء المنطقة من سكانها العرب ، وإقامة كيان عنصري تسانده دول الغرب ، كموطئ قدم ثالثة للنفوذ الغربي ،ومركز استعلامي قريب من روسيا وشمال ايران والعراق وتركيا ،إسوة بإسرائيل وشمال العراق .
وفي غرب الفرات تتمركز روسيا وقوات النظام ،تساندها المليشيات الإيرانية وحزب الله . لقد ساندت روسيا النظام في ثلاث محاور
١.تصديها للثوار ومناطق الثورة ، بالقصف والتدمير وقتل الأبرياء ،وقصف الأسواق الشعبية والمستشفيات والمدارس والمساجد (الأرض المحروقة ) دون ان تميز بين المدنيين الأبرياء والثوار ،وقد طال قصفها وتدميرها كل سوريا ،من قرى الغوطة الشرقية والغربية الى حوران وحمص وحلب وقراها واسواقها وحضارتها ،في ضربات استباقية ضد العرب المسلمين في سوريا .فقتلت واحرقت وهجرت الملايين .
٢.المحور الاخر ،ادامة تسليح النظام ، بالطائرات والأسلحة والذخائر طيلة الحرب ولا تزال .
٣. الوقوف الى جانب النظام في محافل الأمم المتحدة ومجلس الامن ، وقد حالت دون صدور قرارات ضد النظام وضد جرائمه .
ولو ان روسيا جاءت لتدافع عن دولة وعن سيادتها كما تدّعي ، لتصدت للطيران الإسرائيلي الذي يمر فوق مواقعها ويقصف المطارات والمواقع السورية بين الحين والأخر ،ولم تشجب وتستنكر هذا العدوان .
ومع تورط روسيا وحربها في أوكرانيا ، الا انها لا تزال ترتكب جرائم ، بقصفها قرى حلب وادلب بين الحين والأخر وتهجيرها السكان مرة أخرى .
روسيا تريد المحافظة على موقع لها شرق البحر الأبيض المتوسط ، والذي حُرمت من إيجاد قواعد لها في دوله ، وهي مستعدة فإرتكاب القتل والجرائم ومساندة من يؤمن لها هذا الامر . وحيث ان روسيا اكبر عامل في تدمير مناطق وحضارة سورية فهي المسؤولة والمكلفة بإعمار سوريا والتعويض على السوريين في ما اصابهم من عدوانها وويلاتها .
النائب السابق محمد بخيت المعرعر
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-09-2023 11:11 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||