حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5657

لَنْ تَستَطيعَ مَعِيَ صَبْراً .. التراجيديا المحفوفة بكوميديا قصصية!

لَنْ تَستَطيعَ مَعِيَ صَبْراً .. التراجيديا المحفوفة بكوميديا قصصية!

لَنْ تَستَطيعَ مَعِيَ صَبْراً  ..  التراجيديا المحفوفة بكوميديا قصصية!

12-01-2023 07:16 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تتناول رواية "لن تستطيع معي صبراً" للكاتبة والتشكيلية نورة عبدالله الطنيجي والتي تنشرها دار "ثقافة للنشر والتوزيع" قضية الغُربة وما يتخلل شعور الغربة من أذى نفسي وذهني يُحطم الفؤاد لمن يشعر بالفقد والاشتياق لمن يرتحل من الأحبة. وتسرد شخصية "فايزة" وهي الشخصية الرئيسية في الرواية معاناتها وأسرتها في كل ما يمرون به من ألم وفقد وانكسار عبر أسلوبها القصصي الذي حوّلت به الحُزنَ إلى أملٍ مختبئ في الحياة وذلك من خلال طرح الكوميديا المنبثقة من رحم المعاناة إلى سرد تشويقي مُطَعّم بالقفشات الظريفة لما يحدث من أحداث ومواقف أسرية في قالب كوميدي؛ رغم مرارة ما قدّمه لها القدر من خسارة قد لا توازي مفردتها مع اسمها (فايزة). وعلى النقيض سيصبح لاسمها النصيب الأكبر لتحظى بما تُريد من فوزٍ وسخاء قد يأتي متأخراً في مراحل متقدمة من العُمر وذلك حين تحلّ الجائحة التي اجتاحت العالم سنة 2020.
الجائحة كانت فترة هلعٍ وخوفٍ وأحدثت بلبلة لكل الشعوب إلا أنها أيضاً فترة قلبت الموازين لدى "فايزة" التي اعتبرت فترة الوباء مرحلة لتحقيق انتصارها وهي فترة الفرح الجميل لحضور الأمل المنتظر في قدوم من ارتحل عنها وهو ابن عمها الذي أحبته كثيراً "مهران" والذي وُلد قبلها بساعتين فقط أي هو في مثل عمرها تماماً، والذي كان لها السند منذ الصغر، وبعد ارتحاله للدراسة والعمل أجبرته قوانين الجائحة للعودة إلى الديار بعد غربة دامت أكثر من 16 سنة فتراهُ وتعود بها الحياة من جديد ولكن أيضاً بعد عودته يحدث ما لا تتوقعه هي فتُنادي "لن تستطيع معي صبراً"، وهذه الجملة تحمل عدة معانٍ ومقاصد في لُب أحداث الرواية.
فايزة بطلة الرواية هي من أسرة متوسطة لا أخوة لها أي وحيدة والديها وتسكن منطقة "سيجي" في الإمارات وتعيش بسجيتها البريئة ولا تعرف اللف والدوران ولغة التحايل المجتمعي وتُجسد بسردها روح الوالدية المتمثلة في والدها ووالدها، كما أنّها ستُحاكي الغُربة بكل أنواعها، "غربة النفس" حين لا يشعر المرء بأنه قريب من نفسه. وغربة الترحال" حين يقرر المرء البُعد والهروب لصنع المستقبل ويجعل المُنتظر له غريبَ الفِكر والوجدان. و "غربة الوطن" حين يُختطف ابن عمها الآخر إلى بلدٍ مجهول الهوية فيكون الرُعب سيّد الموقف لدى الوالدين وجميع أفراد الأسرة، وأخيراً "غربة الفقد" حين تنتهي حياة عزيز فيكون القريب منه كالمغترب بلا ذهنٍ واعٍ ولا روح تُريد الحياة! لذا كان واجب الصبر والسلوان هو أساس كل حدث ستمر به الأسرة كل شخصية من شخصيات الرواية ستواجه الصبر والانكسار ولكن تحت مظلة الكوميديا من خلال سرد فايزة بطلة الرواية للأحداث لتجعل خصلة "الصبر" كالبلسم المواسي للغة الأحزان ولهذا ستكون الكوميديا في الرواية تعبيراً خلاباً لإضفاء التشويق في ذهن المتلقي وهو القارئ الذي سيقتني الرواية، وهي أيضاً السبب في تسمية الرواية بـِ "لَن تَسْتَطيعَ مَعِيَ صَبْراً".
لأول مرة تتطرق الطنيجي في كتابة "الكوميديا"، وقد صرّحت الطنيجي بأنّ كتابة الكوميديا ليست بالأسلوب القصصي الهّين حيث تفاجأت الطنيجي بأنّ الكتابة في المجال الكوميدي بحاجة إلى التحدي الأكبر والأعمق لخلق الضحكة. واعترفت الطنيجي بأنها كانت حين تكتب جملة بها كوميديا ساخرة فقد كانت تضطر لإضحاك نفسها أولاً ككاتبة ثم ترجع لقراءة ما كتبته في يومٍ آخر لتستشعر بأنّ قفشة الكوميديا بالفعل مَضحكة من منظور القارئ. والكتابة في المجال الكوميدي هو السبب في تأخير إصدار الرواية حيث أنّ السرد الكوميدي شكّل التروّي لقلم الطنيجي لتصبح حذرة في وضع اسلوب المخاطبة والحوار في قلب الرواية.
الكاتبة والتشكيلية نورة عبدالله الطنيجي هي من مواليد إمارة رأس الخيمة وتعمل في جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين، كما أنها حاصلة على بكالوريوس في دراسات الترجمة، وماجستير في الإدارة في القيادة التربوية وقد صدر لها العديد من المؤلفات الأدبية ومنها "ذواتا أفنان" في عام 2014، "بريق الأفق" في عام 2016، "سجية غسق" في عام 2018، "حضارة لوكاس" في عام 2020 وأخيراً هذه الرواية.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5657

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم