بقلم : منتصر السليمان
حين تعيش في وطن وتمشي الحيط ، وتدفع الضّريبة ، ولا تسيء بأيّ شكل من الأشكال ، وتعبيرك عن رأيك الشّخصيّ يصنّف تمرّد وقد يصل بك إلى ما وراء القُضبان … خُدعت
أن تذهب في مراجعة مرضيّة إلى المستشفى ، وتضمر بداخلك أن الإنسان غالي الثّمن على هذه الأرض ، وفور وصولك تؤجّل عمليّتك المقرّرة والضّروريّة بسبب دخول أحد المرضى ممن يمتلكون الواسطة … خُدعت

أن تستيقظ وتستشرق الأحلام وأنت تنظر إلى طفلك في ذهابه إلى المدرسة ، وتبحث عن فردة حذائه اليُسرى وتلملم ما بجيبك حتّى تراه طبيباً أو طيّاراً مثلاً ليُصلح آثار حربك المُنصرمة ، تتفاجأ بصوت " شخير " أخاه الأكبر الحاصل على الماستر في العلوم السّياسيّة ، ولا يمتلك ثمن رغيف خبز ، لأنه تعلّم عن الديمقراطيّة ووجدها " بدها مقريطيّة " . خُدعت

سمعنا ورأينا ممن يعتقدون أن هنالك مصطلحات ومفاهيم ، تميّز بين الناس تقديراً للمال والجاه والموقع ، في غفلة وإبتعاد عن قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " صدق الله العظيم .
حين تتفاجئ أن "عليّة" القوم حسب إعتقاد بعضهم ، يخطئون ، ويفعلون ما يفعلون ويفسدون ، وظنّ وظنّ حتى ضنيَ !
أن تعتقد أنهم الصّفوة ، وأن الوطن لهم ، وأنك من أصحاب نظريات الكنب … خُدعت
قالوا إننا كشعب لا يعجبنا العجب ولا الصّيام برجب ، وإنّنا كثيرين التّذمّر ، وأن صمتنا عبادة ، حتى جال الفساد في الأرض ، وأصبحت جرائمهم بحقنا وحق هذا الوطن في زيادة !

الصّحفيّ : منتصر السليمان