بقلم : صافي خصاونة
التنمر هو شكل من أشكال الإساءه موجه للايذاء من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة ذات قدرة اضعف على الدفاع ... ويكون التنمر بأشكال مختلفة فقد يكون لفظيا أو جسديا أو حتى بالإيماءات ويمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني أو غيرها من أساليب الإكراه ...
وما جاء اختياري لهذا العنوان للكتابة فيه الا لأبين ان كل الباحثين والكتاب قد اغفلوا وتجاهلوا الحديث عن أخطر وابشع انواع التنمر الا وهو تنمر الدول والحكومات على الشعوب مستخدمين كافة أشكال الظلم والقهر والاستعباد ...
فغياب العدالة في دولة ما ماهو الا شكل من أشكال التنمر ويتمثل ذلك بالتمييز بين ابناء الشعب من حيث الوظائف والمكتسبات حيث يحظى المسؤولون وأبناؤهم ومحاسيبهم بحصة الاسد من المكتسبات بينما يعاني الآخرون من الإهمال وعدم الاكتراث وهذا من اسباب ضياع الشباب ولجوئهم لتعاطي المخدرات والممنوعات ما ينعكس سلبا على كل أفراد المجتمع ...
ومن اشكال التنمر الاخرى التي لا يفرد لها الباحثون والكتاب وقتا كافيا للحديث عنها هو تنمر الدول على بعضها وهو مايعرف بالتنمر الاقتصادي والسياسي ...
والامثلة على هذا واضحة وجلية وهو ما تمارسة الدول الكبرى ضد
تلك الضعيفة حيث تقوم بغزوها والاستئثار بمواردها وخيراتها وقد كان هذا واضحا في غزو أميركا للعراق وليبيا واكثر الدول العربية ضاربة عرض الحائط بكل القيم والمباديء الإنسانية ...
وهذا هو ابشع أشكال التنمر واكثرها قسوة حيث إن الغزو الأمريكي والذي هو صورة من صور التنمر أدى إلى تدمير الجيش العراقي فضلا عن تدمير الدولة وحل مؤسساتها وما تبع ذلك من إشاعة الفوضى بين صفوف الشعب وزرع الفتنة وخلق حالة من الإنقسام بين أطياف المجتمع لا يزال أثره ممتدا حتى الان ...

#صافي_خصاونة