بقلم : الدكتور مفلح الزيدانين
حرص جلالة الملك على ضرورة أهمية العمل الحزبي، من العمل الفردي إلى أفق العمل البرامجي، لترسيخ قيم المشاركة والعدالة والشفافية وسيادة القانون، ان العمل الحزبي ملتزم بثوابت الدولة وأحكام الدستور وذلك من اجل التحديث والتطوير والإصلاح الشامل، واستقبال مئوية الدولة الاردنية بفكر ناضج يعتمد على بناء الماضي ومعطيات الحاضر وامل المستقبل، بموجب خطط استراتيجية قابلة للتنفيذ .
تعد الأحزاب السياسية رمزاً للديمقراطية، حيث يشهد الأردن حراكا متسارعا لتشكيل أحزاب سياسية، خاصة بعد صدور القانون الجديد المتعلق بآلية تشكيلها. علما بانه جاء في إطار إصلاحات سياسية وجه بها جلالة الملك . وللاحزاب السياسية عدة جوانب أيجابية تجعل من تواجدها ضرورة ملحة ، وتاتي اهميتها لكونها تلعب دورًا اساسيا في إبراز التوجهات السياسية المختلفة داخل الدولة، وتعبر عن الرأي العام، و تمنح المواطنين الحرية للمشاركة في الشؤون السياسية للدولة،حيث تضع التوجيهات الواردة في الاوراق النقاشية كدليل عمل لها ، وتعتمد منظومة التخطيط الاستراتيجي للحزب على استشرافه للمستقبل من خلال:
ــــ الرؤيــــــــــــــــة: يجب ان يسعى الحزب إلى تحقيق أهدافه وغاياته ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية والامنية . ولابد ان يسعى الى تمكين الشباب والمرأة للعمل السياسي والحزبي، والتأثير فيها من خلال نهج التشارك والتحاور العقلاني.
ـــــــ الرسالــــــــة: وهي الوصول الى مراكز صياغة وصناعة القرار الاستراتيجي لجميع مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة من قبل جميع الاردنين من شتى المنابت والاصول ، ويجب ان تتلائم مع الهدف العام للحزب ، وتقدم حلول واقعية للتحديات الداخلية والخارجية ، كما وتؤكد الرسالة على ضرورة تغيير منهج النقد من الهجوم، الى البناء وتقديم الحلول والتطوير على الانجازات الموجودة وتعظيمها .
ـــــ ألاهداف: تشمل اهداف الحزب على عدة محاور منها : نشر الثوابت الوطنية وتعزيز الإلتزام بالمبادئ والقواعد المنصوص عليها في الدستور الأردني، والقوانين الناظمة للعمل الحزبي ، لتبقى الاردن دولة محورية في صناعة وصياغة القرار الاسترتيجي على المستوى الاقليمي والدولي، دعم المرأة والشباب وتمكينهم للمشاركة في صياغة وصناعة القرار الاستراتيجي .
ــــ الوسائل والادوات : وتتمثل في نشر الثقافة الحزبية وأهمية ممارستها، من خلال مشاركة كافة اطياف المجتمع بالفكر والمعرفة ،وترسيخ مبادىء ومفاهيم الديمقراطية، وإبراز إيجابيات التعددية وإحترام الرأي الآخر، من خلال المشاركة بالإنتخابات والمؤتمرات واللقاءات على المستوى الوطني.
ــــ البرامج والسياسات: وهو النهج الذي يحدد مسار الحزب والدليل الذي يستهدي به الحزب، لذلك فإن برامج الحزب ستصاغ بصورة واقعية، نابعة من تطلعات الشعب الأردني ، ومتلائمه مع ظروفه الحاضرة وشاملة لطموحات المستقبل، بحيث تكون معبرة عن إرادة الشعب الأردني بجميع مكوناته ، ساعين إلى عملية البناء والاصلاح المنشود والتي وردت في الاوراق النقاشية ، وهي التي من خلالها تاتي كيفية التنفيذ.
التحليل: من خلال ما ورد اعلاه يظهر بانه ـيجب ان يؤمن الحزب بتعميق النهج الديمقراطي وتعميق مبادئ الديمقراطية وأخلاقياتها ومؤسساتها، وان يؤمن بتطوير العملية التعليمية ، وذلك بوضع إستراتيجية تعليمية متطورة ومتجانسة لبناء أجيال قادرة على تحمل المسؤولية،ومعالجة ظاهرة تدني نوعية التعليم ، والتركيز على متطلبات وحاجات السوق، وتعظيم الرسالة التربوية. و ضرورة المشاركة السياسية من أجل تعزيز بناء الدولة ألاردنية العصرية والديمقراطية ، وذلك من خلال المشاركة الشعبية في إدارة شؤون مؤسسات الدولة ،وفي صياغة وصناعة القرار الاستراتيجي بما يحقق مبادىء النهضة العربية الكبرى للوصول الى الاهداف المطلوبة .
الاستنتاج: لا بد ان يسعى الحزب الى وصول الشباب إلى حكومات برلمانية ، لتكون قادرة على المساهمة في صياغة الخطط الاستراتيجية في جميع عناصر قوة الدولة، وكذلك تعزيز دور المرأة وتمكينها لتكون قادرة على المساهمة في صياغة وصناعة القرار الاسترتيجي على مستوى الدولة.
وفي النهاية : . انشاء مثل هذه الاحزاب ليس ترفا ولكنه لبناء لبنة للوطن الذي كلنا ندافع عنه، وان الحزب ينطلق من الشباب الذين يحظون اليوم بدعم من جلالة الملك وولي عهده الامين، وعلى الشباب تحمل المسؤولية في العمل الحزبي وهو واجب وطني وضروري.
الدكتور مفلح الزيدانين السعودي
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا