بقلم : منتصر السليمان

تناقلت وسائل إعلامية عربيّة وغربيّة اليوم تفاصيل حادثة مقتل حوالي ٢٦ شخصاً في ولاية غوجارات غرب الهند ، ونقل حوالي ٣٠ شخصاً إلى المستشفى وكان السبب وراء هذه الحادثة " الخمر " المصنّع محليّاً داخل الهند بغير وجه قانوني ، ووصف بالمغشوش .

جاء رد رئيس الوزراء في الولاية ناريندرا مودي وقف بيع وإستهلاك الخمور داخل الولاية لمن لا يملك تصريحاً من الحكومة ، كما تدخل وزير الداخلية راج كومار بفتح تحقيق شامل للوقوف على الأسباب ومعالجة القضيّة .

تشير الدّراسات حول هذه الحادثة أن قرابة ١٠٠٠ شخص سنوياً يموت بسبب هذه الخمور ، وجميعهم من الفقراء الذين لا يستطيعون شراء منتج ذات علامة تجاريّة .

عشت في الهند سنتين ، وكنت أشاهد الفقراء الحقيقين الذين لا يجدون مأكل أو مأوى يأخذهم بعيداً عن ضجيج أحاديث الرّجال والنّساء والأطفال على الدّراجة الواحدة !
فمن السّهل أن تفرّق بين من يمتطي دراجة الرويال أو سيارة من نوع المرسيدس ممن يفترش الأرض جانب الكازيّات والمحال التّجاريّة الضّخمة ، ولكن من المستحيل أن تفرّق بين إنسانيتهم ، من الدّاخل تنبعث فيهم الرّوح والإبتسامة الظّاهرة والقوّة رغم الألوان الباهتة في ملابسهم .

أن تعيش بدينار أردني واحد ، وأن تجد الهندوسي والمسلم والمسيحي والسّيخ الغني والفقير منهم وغيرهم يفرحون بأحد الأعياد لأحدهم رغم مئات الدّيانات واللغات بينهم ، ويتراقصون وينثرون الألوان ويتبادلون الإحترام ويشترك الصغار والكبار في مجموعة العاب ثقافيّة ومجتمعيّة وأجملها كُرات مطاطيّة مائية .

نسمع الكثير عن الهند ولكن الواقع مختلف تماماً ، وإستغربت تصرف الحكومة اليوم كنت أظن الفقراء هناك لا دولة أو حكومة تهتم بشأنهم !

عندما تحترم الحكومات شعوبها يكون ذلك مشروعها الأبقى ، وما تبقّى تفاصيل لا تُذكر …